حرفيو النخيل في بريدة يشكلون سوقا رديفة مستفيدين من 6 ملايين نخلة

منتدى زراعي بالنسخة العاشرة لمهرجان التمور.. والطابع التراثي يزين المكان

TT

تحول مهرجان بريدة العاشر للتمور بشكل عفوي لمنتدى اقتصادي وزراعي واجتماعي شبه يومي يعقده زوار المهرجان والعاملون به، وتعلو أصوات النقاشات بالقرية التراثية بمركز المعرض يوميا، والتي تضم موقعا تم تخصيصه من قبل اللجنة المنظمة للمهرجان لاستقبال الضيوف، حيث تقدم لهم التمر من نوع السكري والقهوة والشاي.

ويتميز موقع الاستقبال بأنه صمم من قبل اللجنة المنظمة ليحاكي موقع تجمع المزارعين قديما، حيث يجاوره بئر الماء وتحفه مناظر الفلاحة القديمة.

إلى ذلك بين الدكتور خالد النقيدان المدير التنفيذي لمهرجان التمور ببريدة أن القسم الخاص لاستقبال الضيوف وسط القرية التراثية تحول بشكل عفوي لمنتدى شبه يومي، موضحا أن أبرز ما يتم تداوله في هذا المنتدى المؤشرات الاقتصادية لسوق التمور وأثرها الاقتصادي على منطقة القصيم، وحجم العوائد التي تحققها السوق على مدى فترات عملها اليومي.

وأبان النقيدان أن هذه النقاشات تجتذب المتعاملين بالسوق وكبار المستثمرين في مجال التمور محليا، حيث تحظى السوق بتوافد عدد من الشخصيات البارزة ورجال أعمال من داخل بريدة وخارجها للاطلاع على مدينة التمور جنوب بريدة والمهرجان المقام على أرضها وحجم السوق وأنواع التمور التي تباع بها، وطرق البيع والتنظيم. وأشار المدير التنفيذي لمهرجان بريدة للتمور إلى أن الحوار يتحول في أحيان كثيرة لمنتدى زراعي يجمع مزارعي التمور مع بعض الأكاديميين المتخصصين في الزراعة، للحديث عن مشاكل زراعة النخيل وعلاجها والطرق المثلى لذلك. ويشهد ذلك المنتدى في أحيان عدة مشاركة بعض الجمعيات الزراعية المتخصصة، مثل جمعية المزارعين العضويين، لشرح تجربتهم وطرق عمل الزراعة العضوية.

وكان بارزا توافد كبار السن والكهول لسوق التمور ببريدة لإحياء ذاكرتهم واتجه البعض منهم لممارسة ما اعتادوا على عمله في سوق التمور أو في حقول المزارع والتي تواكب موسم جني التمور من ذكريات جميلة وقاسية، وعادة يكون برفقة الآباء أبناؤهم في درس ميداني لكيفية إنتاج وتسويق التمور بأنواعها وبالذات التي تلقى رواجا مستندين لخبراتهم التراكمية بأنواع التمور وجودتها والتي عاصروها في حقول النخيل.

ويقضي كبار السن أوقاتا طويلة بمدينة التمور طوال فترة تداول السوق متنقلين بين جنبات السوق ويتداول البعض منهم التمور بيعا أو شراء.

وشدد الدكتور خالد النقيدان على أن لمهرجان التمور ببريدة وجها اجتماعيا غير الوجه الاقتصادي حيث يجمع يوميا الأصدقاء القدامى من كبار السن من العاملين في هذه السوق من دلالين وغيرهم قديما ليتذكروا حكاياتهم وقصصهم في سوق التمور. وهناك من يسافر من مناطق بعيدة بعد لالتقاء بالأصدقاء القدامى في السوق والبعض يقوم بالعمل في السوق حبا بالعمل والسوق.

واستشهد الدكتور النقيدان بحادثة حصلت في الأيام الأولى لانطلاق السوق حيث تعرض أحد مرتادي السوق من كبار السن لأزمة قلبية أدخلته المستشفى للعلاج والذي شمل أيضا عمل قسطرة قلبية له، وبعد انتهاء العملية وخروجه أصر على المجيء للسوق بعد يوم واحد من خروجه من المستشفى رغم أن فترة النقاهة لم تنته ليتذكر أيامه في السوق وحتى لا يفوت على نفسه ذلك والالتقاء بأقرانه وكان محل حفاوة الجميع في السوق من الصغار والكبار.

إلى ذلك لم تقتصر فعاليات مهرجان بريدة على بيع التمور، حيث شملت عرض منتجات النخلة الأخرى، والتي تصنعها يد الحرفيين، بما شكل سوقا رديفة لسوق بيع التمور، وتتكون بضاعة تلك السوق من أطقم جلسات مصنوعة بالكامل من سعف وجريد النخيل، بالإضافة لمصنوعات أخرى كأوان قديمة وحصير للجلوس عليه.

هذا وقد استفاد الحرفيون من وجود أكثر من ملايين نخلة ليتمكنوا من توفير المادة الخام لمصنوعاتهم الحرفية، وبيعها بكميات تجارية، ويتم عرض هذه الحرف في القرية التراثية بمركز المعارض.

يشار إلى أن القائمين على مهرجان بريدة للتمور في نسخته العاشرة افتتحوا الجناح الخاص بالحرفيين في القرية التراثية بمركز المعارض، الذي ضم أقدم الحرفيين الموجودين ببريدة، ممن اشتهروا بالمنتجات المصنوعة من النخيل، ومنها الحبال وبعض الأواني، والتي ما زالت تستخدم حتى وقتنا الحاضر، كما أن إدارة المهرجان قامت بتوفير جميع ما يحتاجه الحرفيون، وتحديد موقع خاص لهم بشكل بارز يسمح لهم بتسويق منتجاتهم، وقد حظوا بمتابعة كبيرة من قبل زوار مهرجان بريدة لمشاهدة كيفية قيام الحرفيين بصناعة هذه المنتجات.