25% زيادة في أعداد المعتمرين العام الحالي

فتح باب العمرة على مدار العام وتزامن الموسم.. أهم الأسباب

TT

قدرت مصادر مطلعة عاملة في مجال الحج والعمرة زيادة المعتمرين لهذا العام بنحو 25 في المائة عن العام الماضي، وذلك بسبب تزامن موسم العمرة مع موسم الإجازات في السعودية وفتح العمرة من الخارج على مدار العام، كما أعلن خبراء عاملون في قطاع الإسكان زيادة الطاقة الاستيعابية في العاصمة المقدسة للفنادق لتستوعب 10 ملايين معتمر في العام.

وتأتي تلك التقديرات في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية السعودية أنها أصدرت نحو 4856000 تأشيرة عمرة، وذلك خلال العام الحالي 1432هـ. وأوضح الأمير خالد بن سعود بن خالد، مساعد وزير الخارجية، أن «المملكة دأبت على الدوام على تقديم كافة السبل والتسهيلات لإتمام مناسك العمرة للمسلمين من شتى بقاع الأرض على أكمل وجه»، ملمحا إلى أن عدد تأشيرات العمرة الصادرة من قبل ممثليات المملكة قد فاقت المليون تأشيرة عن العام الماضي.

وأرجع سعد القرشي، رئيس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، هذه الزيادة إلى فتح باب العمرة على مدار العام، وأشار إلى أن الطاقة الاستيعابية لفنادق مكة تستوعب أعداد المعتمرين من كافة الدول. بينما أرجع خبراء آخرون هذه الزيادة إلى تزامن موسم العمرة مع موسم الإجازة الصيفية لهذا العام التي تزامنت مع شهر رمضان المبارك.

وأكدت الجانب الآخر مصادر مسؤولة في الهيئة العامة للطيران المدني عن بلوغ متوسط معدل رحلات العمرة التي تحط رحالها في مجمع صالة الحجاج التابع لمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة نحو 227 رحلة يوميا، لافتا إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني انتهت من نقل نحو 99 في المائة من حركة المعتمرين إلى صالة الحجاج، وذلك تفاديا لحدوث تكدسات في الصالتين الشمالية والجنوبية التابعة لمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة.

في ذات السياق، أدى أول من أمس قاصدو بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين والمصلين صلاة آخر جمعة من شهر رمضان المبارك بالمسجد الحرام، حيث شهد الحرم المكي الشريف توافد قاصديه منذ الصباح الباكر وامتلأت أروقته وأدواره وساحاته الخارجية وجميع جنباته والطرق المؤدية إليه بالمصلين وتواصلت صفوفهم إلى الساحات والطرق والمناطق المجاورة للمسجد الحرام.

وقد كثفت كافة الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية جهودها وجندت طاقاتها البشرية والآلية وإمكاناتها لتقديم خدمة متميزة للزوار والمعتمرين وتحقيق كل ما يمكنهم من أداء نسكهم بيسر وأمان، وقامت بتنفيذ خططها التي أعدتها وفق ما هو مرسوم لها بمتابعة من الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، مما مكن الزوار والعمار وقاصدي بيت الله الحرام من أداء عباداتهم في جو روحاني مفعم بالأمن والأمان، سادته السكينة والخشوع والراحة والطمأنينة، في ظل رعاية شاملة ومنظومة خدمات متكاملة.

وفي هذا الصدد، كثفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام جهودها لتحقيق المناخ التعبدي لقاصدي بيت الله الحرام داخل المسجد الحرام وساحاته وتوعيتهم وإرشادهم وتوجيههم لأداء نسكهم بالطريقة الشرعية الصحيحة والرد على أسئلتهم واستفساراتهم المتعلقة بأمور دينهم وتنظيم الحلقات والدروس الدينية بعدة لغات وفي أماكن وأوقات متفرقة في المسجد الحرام، إضافة إلى أكثر من 100 مكتب للفتوى بالمسجد الحرام للرد على استفسارات قاصدي بيت الله الحرام، كما حرصت الرئاسة على تنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام ومراقبة عملية الطواف والسعي وتنظيمهما كما وفرت العديد من عربات السعي بالمجان للمحتاجين وكبار السن والعجزة والمعوقين، إضافة إلى توفير عدد من العربات الكهربائية للسعي وكذلك توفير مياه زمزم من خلال الحافظات ومجمعات ماء زمزم داخل المسجد الحرام وخارجه.

وقامت أمانة العاصمة المقدسة بتكثيف أعمال النظافة ونقل النفايات أولا بأول خاصة من المنطقة المركزية حول المسجد الحرام والإصحاح البيئي ومراقبة الأسواق، بينما قامت الجهات الأمنية بمتابعة الحالة الأمنية وتوفير الأمن والسلامة لقاصدي بيت الله الحرام ومساعدتهم في ما يحتاجون إليه وتوجيههم وإرشادهم، بينما قامت قوة أمن الحرم بمراقبة الحالة الأمنية داخل المسجد الحرام وساحاته من خلال العديد من الكاميرات والضباط والأفراد المنتشرين داخل المسجد الحرام وساحاته، والتعاون والتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام في تنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام عند أبواب الحرم المكي الشريف، ومنع الجلوس في الممرات المؤدية إلى صحن المطاف وإلى أروقة المسجد الحرام، إضافة إلى مراقبة الحالة الأمنية ومكافحة الظواهر والتصرفات السلبية التي قد تحدث من البعض، كما تقوم القوة بمساعدة الأطفال التائهين عن ذويهم والحفاظ عليهم حتى يتم تسليمهم إلى أهلهم وذويهم.

واتسمت الحركة المرورية بالانسيابية والمرونة، ولم تحدث أي حوادث أو اختناقات مرورية تذكر على الرغم من الكثافة الكبيرة في أعداد المركبات التي دخلت مكة المكرمة، وذلك بفضل الله أولا ثم بفضل الخطة المرورية التي أعدت لتنظيم وتيسير الحركة المرورية، وحرص رجال المرور على تنفيذها وفق ما هو مرسوم لها، حيث انتشروا في جميع الميادين والطرق لمتابعة الحركة المرورية ومعالجة أي اختناقات قد تحدث لسبب ما، وتوجيه المعتمرين إلى المواقف الخاصة بسياراتهم بمداخل مكة المكرمة، كما قامت إدارة مرور العاصمة المقدسة إلى توجيه مركبات المعتمرين إلى المواقف الاحتياطية التي جهزتها لاستخدامها وقت الذروة لمواجهة الكثافة العددية في المركبات، إضافة إلى المواقف المستخدمة طوال هذا الشهر الكريم والبالغ عددها أكثر من سبعة مواقف، علاوة على مواقف حجز السيارات بمداخل مكة المكرمة لوقوف سيارات المعتمرين القادمين من خارج مكة المكرمة.