زوار الحرم المدني يتسابقون للصلاة في الروضة الشريفة

مساحتها نحو 330 مترا مربعا وبها 6 أسطوانات

TT

يتسابق زوار المدينة المنورة عند وصولهم إلى المسجد النبوي إلى زيارة الروضة الشريفة التي تحوي قبر الرسول، عليه الصلاة والسلام، وأصحابه، رضوان الله عليهم، فتشاهد رجال الأمن ينظمون الدخول والخروج من الروضة الشريفة وعدم السماح للزوار بالجلوس لفترات طويلة بسبب الازدحام عليها، في حين تشاهد عمال النظافة وبشكل مستمر يقومون بتنظيف وتهيئة المكان كل لحظة.

ويشتهر المسجد النبوي بالقبة الخضراء أو القبة الفيحاء، وعرفت قديما بالزرقاء والبيضاء، وهي القبة المبنية على الحجرة النبوية الموجودة داخل المسجد، وهي الروضة الشريفة، فعند دخولك إلى ساحات الحرم المدني تشاهد القبة الخضراء أعلى المسجد النبوي، والتي تسقف حجرة قبر النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما.

يقول خليل بن عبد العزيز بن ظافر الحجيلي، عضو اللجنة السياحية في إمارة منطقة المدينة المنورة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الروضة الشريفة لها اهتمام خاص من قبل المسلمين كافة لما جاء بها من أحاديث شريف، منها قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي». وتبلغ مساحة الروضة نحو 330 مترا مربعا. وتضم الروضة الشريفة محراب النبي، صلى الله عليه وسلم، من الجهة الشرقية من جدارها ناحية القبلة والمنبر الشريف وفي مقدمة الروضة حاجز نحاسي يفصل بين الروضة ومقدمة المسجد، إضافة إلى المكبرية التي رفعت لاستغلال المصلين الصلاة تحتها، والتي يرفع من عليها النداء في أوقات الصلوات وترديد التكبيرات في العيدين».

ويوضح الحجيلي، أن في الروضة الشريفة ست أسطوانات مذكورة أيضا في الكتب والأحاديث ومشهورة، وهي أسطوانة السيدة عائشة، وتقع في وسط الروضة الشريفة، وقد اتخذ النبي، صلى الله عليه وسلم، مكانها مصلى بعد تحويل القبلة مدة، ثم تحول إلى مصلاه، وكان أفاضل الصحابة والتابعين يفضلون الجلوس عندها، وأسطوانة الوفود، وهي ملاصقة لشباك الحجرة الشريفة، سميت بذلك لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يجلس عندها لوفود العرب القادمة عليه.

واستطرد «وأيضا الأسطوانة المخلقة، وهي ملاصقة لمحراب النبي، صلى الله عليه وسلم، من جهة القبلة، وسميت بذلك لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأى عليها نخامة فساءه ذلك، فقام وأزالها وطيب مكانها بالخلوق، فسر النبي، صلى الله عليه وسلم، لذلك، وأسطوانة التوبة، وتسمى أيضا أسطوانة أبي لبابة، وهي الرابعة شرق المنبر، وسميت بذلك لأن الصحابي الجليل أبا لبابة الأنصاري ربط نفسه فيها لذنب أذنبه، حتى تاب الله عليه ثم أطلق».

وتابع عضو اللجنة السياحية «هناك أسطوانة السرير وهي ملاصقة لشباك الحجرة الشريفة من الجنوب، وسبب تسميتها لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا اعتكف في المسجد وضع له سرير عندها، وأسطوانة المحرس أو الحرس، وتقع خلف أسطوانة التوبة من الشمال، وكان بعض الصحابة يجلس عندها لحراسة النبي، صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى الأسطوانة الأخيرة، والتي تتعذر الصلاة عندها أسطوانة مربعة القبر، سميت بذلك لوقوعها في ركن المربعة الغربية الشمالية من الحجرة الشريفة، وأسطوانة التهجد، وهي التي في مكان تهجده، صلى الله عليه وسلم، من الليل».