جدة: احتفالات العيد تعود بالأجيال الحديثة إلى «الماضي العريق»

توقعات باستقبال نصف مليون زائر في العيد.. وعائدات بـنحو 800 مليون ريال

جانب من شواطئ جدة
TT

اختار المنظمون لمهرجان عيد جدة، أن يربطوا الماضي بالحاضر، وأن يعودوا بالأجيال إلى عقود مضت، من خلال محاكاة التراث والماضي العريق الذي يستهوي النفوس بكل تفاصيله، عبر أزمنة مختلفة عاشتها جدة في احتفالات العيد.

وأوضح الأمير عبد الله بن سعود بن محمد آل سعود، رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، ورئيس اللجنة المنظمة لفعاليات مهرجان جدة غير 32، أن احتفالات العيد سيراعى فيها محاكاة التراث والماضي العريق الذي يستهوي النفوس بكل تفاصيله، عبر أزمنة مختلفة عاشتها جدة، إلى جانب تنظيم البرامج البحرية لعشاق السياحة البحرية والتمتع بالبحر، التي ستختلف عن ما كان عليه المهرجان في الأعوام السابقة، بعد إسناد مهمة تنظيمه للغرفة التجارية الصناعية في جدة.

وأضاف أن «كل الجهات المشاركة في فعاليات جدة غير ستتسابق في تزيين ثوب العروس في احتفالات العيد، ضمن منظومة هذا المهرجان، بأنصع الألوان، من فنون شعبية وعروض الألعاب النارية، والفقرات الفكاهية، وإقامة المسابقات، والهدايا والجوائز، ومشاركات الفرق المختلفة الفنية السعودية، وفرق من بعض الدول العربية والإسلامية للتراث الشعبي، وتهيئة المرافق والحدائق والمتنزهات والمواقع السياحية، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة محافظة جدة، لكي يستمتع كل أفراد الأسرة من رجال ونساء وأطفال، بمثل هذه الطقوس التي تتميز بها جدة عن غيرها من مدن المملكة، والتعريف بعادات وتقاليد أهلها في العيد».

إلى ذلك تحضرت مدينة جدة لاستقبال نحو نصف مليون زائر خلال العيد، وسط توقعات أن تحصد مدينة جدة نحو 800 مليون كعائدات متوقعة. وأوضح محمد بن عبد الله العمري، المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة، أن «الفرق الميدانية في جدة أكملت جهودها لتهيئة المواقع والبرامج المختلفة خلال إجازة عيد الفطر السعيد لهذا العام، وذلك عن طريق تبني العمل الجماعي بين كل من الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة جدة والغرفة التجارية، برئاسة وتوجيه ومتابعة من الأمير عبد الله بن سعود، رئيس اللجنة التنفيذية لمهرجان جدة غير 32، رئيس اللجنة السياحية بجدة، عضو مجلس التنمية السياحية بجدة».

وأضاف العمري أن «العيد يمثل فترة الذروة في أعداد القادمين والزائرين لعروس البحر الأحمر، مدينة جدة، وتصل نسبة إشغال الفنادق إلى 100 في المائة». مشيرا إلى أن موسم الصيف لهذا العام شهد نقلة نوعية كبيرة في الخدمات المقدمة، حيث تقترب جدة مع قدوم عيد الفطر من تحقيق أحد أفضل المواسم السياحية، استطاعت من خلاله جذب أعداد متزايدة من المصطافين والسائحين والزوار خلال صيف العام الحالي.

وكشف العمري عن أن «عيد جدة هذا العام سيكون متنوعا ومميزا، حيث تشمل الفعاليات الترفيهية عروضا للفنون الشعبية والتراثية والمسرحيات, إلى جانب المسابقات والأكروبات والفعاليات الرياضية، مع استضافة فرق عالمية في الأسواق والمراكز التجارية. وكذلك عروض الألعاب النارية التي ستنطلق من مساء اليوم الأول للعيد».

وتوقع المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة أن «يبلغ أعداد زوار جدة خلال إجازة العيد ما بين أربعمائة ألف وخمسمائة ألف زائر، بهدف قضاء إجازة العيد بجدة، مع توقع بأن يبلغ العائد الاقتصادي على الفنادق والوحدات السكنية المفروشة، ومنشآت الترفيه والمطاعم ومراكز التسوق، أكثر من ثمانمائة مليون ريال خلال إجازة عيد الفطر المبارك».

وأكد أن «الجهات الثلاث: غرفة جدة وهيئة السياحة وأمانة جدة، برئاسة الأمير عبد الله بن سعود، تسعى لابتكار وتنظيم ومساندة كل المهرجانات والفعاليات المقامة في المنطقة».

ومن جانبه اعتمد الدكتور هاني بن محمد أبو راس، أمين محافظة جدة، سلسلة من البرامج الترفيهية والثقافية لجميع شرائح المجتمع، من العائلات والأطفال والشباب، ضمن فعاليات احتفالات العيد، فتم إسناد تنظيمها إلى عدد من الجهات المتخصصة في تنظيم الاحتفالات والفعاليات الترفيهية بمساندة من الأمانة‎.

وقالت الأمانة في بيان بثته، أمس: ستبدأ احتفالات الأمانة في اليوم الثاني من أيام العيد وتستمر لمدة أربعة أيام في موقعين، الأول سيكون في الحديقة الثقافية أمام قصر الحمراء بشارع الأندلس، والثاني في مركز الملك عبد العزيز الثقافي بأبرق الرغامة، وستشتمل فعاليات الحديقة الثقافية على عدد من المسابقات الثقافية والترفيهية العائلية, فيما ستقدم فرق الماسة وصدى الحجاز والنخبة الشعبية فقرات تراثية، منها رقصة المزمار والمجسات والخبيتي والعجل، إلى جانب وجود فرق سورية ومصرية ومغربية ستقدم ألوانا من الرقصات الشعبية العربية، بالإضافة إلى ألعاب الخفة والحركة التي سيقدمها فريق متخصص‎.

في حين سيشهد على الجانب الآخر مسرح الملك عبد العزيز الثقافي بأبرق الرغامة، الذي يضم أماكن خاصة للعوائل وأخرى للشباب، عددا آخر من الفعاليات، أبرزها مسرحية «صنع في السعودية»، التي سيبدأ عرضها في ثاني أيام العيد وتستمر لمدة عشرة أيام حتى اليوم العاشر من شوال، بمعدل عرض واحد يوميا يبدأ في العاشرة مساء، ويقوم ببطولتها عدد من الفنانين المعروفين.

وستكتسي على الجانب الآخر أكثر من 1200 من أعمدة الإنارة باللون الأخضر بالاتجاهين في الكثير من الشوارع الرئيسية في جدة، كما ستتم إضاءة أكثر من 2300 نخلة في شوارع جدة الرئيسية بالأنوار الملونة، التي ستستمر حتى نهاية اليوم الخامس من شهر شوال‎.

ومن جانبها حرصت اللجنة المنظمة لمهرجان جدة غير 32 على أن تكون احتفالات العيد بعروس البحر الأحمر كبيرة ومتعددة، على نحو يختلف عن بقية الأعوام السابقة، من خلال تقديم سلسلة من البرامج الترفيهية والثقافية لجميع شرائح المجتمع، من العائلات والأطفال والشباب، ضمن فعاليات أطول مهرجان سياحي تشهده المملكة، حيث سيختتم مهرجان العروس فعالياته باحتفالات العيد التي ستكون نهاية المطاف لأطول مهرجان سياحي سعودي عاشته جدة هذا العام على مدى 70 يوما، قدمت خلالها أكثر من 200 فعالية رئيسية وثانوية.

وأوضح الأمير عبد الله بن سعود بن محمد آل سعود، رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، ورئيس اللجنة المنظمة لفعاليات مهرجان جدة غير 32 أنه «تم إشراك عدد من الجهات المتخصصة في تنظيم الاحتفالات والفعاليات الترفيهية، كغرفة جدة وأمانة محافظة جدة، منوها بتوجيهات الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، في أن يكون إطلاق احتفالات عيد الفطر المبارك وفق المكانة التي تمثلها جدة على خارطة السياحة بالمملكة، بإشراف مباشر من الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة ورئيس مجلس التنمية السياحية بالمحافظة، حيث ستبدأ احتفالات العيد المميزة بشكلها هذا العام بإطلاق مئات الأطنان من الألعاب النارية ليلة الأول من شوال وطوال أيام العيد، لتحويل سماء وشواطئ عروس البحر الأحمر إلى كرنفال ملون يثير البهجة في نفوس الجميع».

وأضاف أن فعاليات العيد التي تستمر على مدار عشرة أيام، وستكون ختام منظومة المهرجان بعد فعاليات شعبان ورمضان التي حظيت بحضور ما يقرب من أربعة مليون زائر وسائح ومصطاف، وحققت نجاحا غير مسبوق على جميع الأصعدة، مضيفا أن هناك مشاركات من أمانة محافظة جدة في هذه الاحتفالات في اليوم الثاني من أيام العيد، وتستمر لمدة أربعة أيام في موقعين، الأول سيكون في الحديقة الثقافية أمام قصر الحمراء بشارع الأندلس، والثاني في مركز الملك عبد العزيز الثقافي بأبرق الرغامة، وستشتمل فعاليات الحديقة الثقافية على عدد من المسابقات الثقافية والترفيهية العائلية، فيما ستقدم فرق الماسة وصدى الحجاز والنخبة الشعبية فقرات تراثية، منها رقصة المزمار والمجسات والخبيتي والعجل، إلى جانب وجود فرق سورية ومصرية ومغربية ستقدم ألوانا من الرقصات الشعبية العربية، بالإضافة إلى ألعاب الخفة والحركة التي سيقدمها فريق متخصص‎.

وتوقع أن تشهد الأيام الأخيرة من مهرجان جدة غير، حركة سياحية نشطة في مناطق ومواقع مختلف من جدة، سواء في الأسواق أو المتنزهات أو المدن الترفيهية، وهذا يؤكد تصدر القطاع السياحي في منطقة مكة المكرمة على بقية مناطق المملكة، التي تشهد إقبالا متزايدا عاما بعد عام، مسجلة بذلك أعلى نسبة من الزوار خلال الصيف.

من جانبه أعلن عدنان مندورة، الأمين العام لغرفة جدة، أن القطاع الاقتصادي بما فيه السياحي، يعتبر أكبر المستفيدين من مثل تلك المهرجانات، مشددا على ضرورة الاهتمام بإبراز المشاريع السياحية، خصوصا التي تحمل الطابع الترفيهي والثقافي، وتهتم بالمقومات السياحية بالمملكة وجدة على وجه الخصوص، حيث يعتبر مهرجان جدة غير تنشيطا للحركة الاقتصادية في جدة، وإبرازا لمقوماتها الواعدة، وبحكم أن الغرفة التجارية الصناعية بجدة هي التي ستدير هذا الحدث بمشاركة مختلف الجهات والقطاعات، فسيعطي دفعة قوية للحركة الاقتصادية كونها بيت التجار والممثل الرئيسي للقطاع الخاص في جدة، الأمر الذي يجعلها الأكثر دراية باحتياجات القطاع الخاص من غيرها.

وتوقع مندورة أن يحقق مهرجان جدة غير 32 تميزا ملحوظا من خلال التعاون الكبير بين الجهات المعنية والمنفذة للفعاليات، الأمر الذي يؤكد نجاح المهرجان في نسخته لهذا العام، إن شاء الله.

من جانبه، أكد محمد عبد الرحيم الصفح، مدير قطاع السياحة والفعاليات بغرفة جدة، أن هناك حرصا كبيرا على أن تكون احتفالات العيد متنوعة ما بين الأنشطة الترفيهية والثقافية لكل أفراد الأسرة، التي تضم المسرحية الكوميدية «القهوجي والمهابيلالتي» تعرض بحديقة الشلال الترفيهية طوال أيام العيد، في حين تعرض مسرحية «صنع في السعودية» بقاعة الشيخ إسماعيل أبو داود بالغرفة التجارية الصناعية بجدة.