هزة أرضية تدخل الرعب في قلوب سكان 3 مناطق جنوب غربي السعودية

هرع السكان خارج المنازل بعد أن اهتزت وكأنها تتعرض لقصف عنيف

أمطار غزيرة شهدتها مناطق جنوب السعودية.. خاصة الباحة وعسير في اليومين الماضيين اللذين سبقا الهزة («الشرق الأوسط»)
TT

عاشت منطقة الباحة وجنوب منطقة مكة المكرمة وشمال منطقة عسير صباح أمس حالة من الرعب، إثر حدوث هزة أرضية شعر بها الجميع كما لو كانت جدران المنازل وأسقفها ستقع عليهم نتيجة اهتزاز الأرض من تحتهم.

وفي الوقت الذي بدأ غالبية الناس يتهيأون للنوم، أرجفت الأرض بشكل أرعب الجميع، وبعد معايشة الحدث الذي استمر لثوانٍ معدودة لا تتجاوز 6 ثوانٍ، بدأت الاتصالات بين الأقارب والأصدقاء لسؤالهم: «هل شعروا بما حدث؟ وماذا حدث بالضبط؟ وهل ستكون هناك هزات أخرى ارتدادية؟».

معظم المناطق التي انتشرت فيها الهزة الأرضية مناطق جبلية ولم يعايش سكانها أي هزة أرضية تذكر، كانت الأرض تحتهم صلبة صخرية، إلا أنها صباح أمس مادت بهم، فبحسب مركز قياسات الزلازل فقد بلغت قوة الهزة 4.4 على مقياس ريختر.

السكان وبعد تمضية ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك في السهر للصلاة والزيارات، أو للتسوق استعدادا للعيد، ينامون بعد شروق الشمس؛ حيث الأجواء اللطيفة في الصباح الباكر، كما يحرص بعض الشباب على لعب كرة القدم بعد صلاة الفجر حتى الساعة السابعة صباحا، ولأن موسم الأمطار بدأ في المنطقة، فالكثير يحرص على التعرف على حالة الجو، التي يمكن أن يكون عليها النهار، واحتمال سقوط المطر، مما سيعطي البعض فرصة الدعوة لإفطار جماعي خارج المنازل لكسر الروتين اليومي، وسط كل هذه السيناريوهات حدثت الهزة الأرضية؛ حيث أرجفت الأرض، وكأن المنازل ستسقط على رؤوسهم، هرعوا إلى خارجها لا شعوريا، بما كانوا عليه، فقط الهرب من الصوت الاهتزازي العنيف الذي سمعوه يخلخل جدران منازلهم وأسقفها، كان كأن المنازل تتعرض لقصف عنيف، خرجوا ناظرين إلى السماء لعلهم يجدون تفسيرا لماهية الحدث والصوت الذي عاشوه قبل لحظات، وحين وجدوا السماء صافية، طرحوا السؤال: ماذا حدث؟

السكان خمنوا أنها هزة زلزالية كادت تزلزل الأرض من تحت أقدامهم ومنازلهم، وبدأ الخوف من العودة إلى داخل المنازل، بسبب إمكانية حدوث هزة ثانية، البعض فسرها بأنها هزة ارتدادية، والبعض فسر أن ما عايشوه هزة أولية وأن الهزة الأعنف مقبلة لا محالة، وأن المنازل أصبحت مكمن الخطر، وأن لا عاصم لهم إلا الأرض الفضاء؛ لذلك فضلوا الاستمرار في مواصلة السهر، وإجراء مزيد من الاتصالات بالأقارب والأصدقاء للتعرف على ظروفهم وهل شعروا بالهزة.

يقول منصور صالح: شعرت بأن البيت سينهار، كنت حينها أستعد للنوم، إلا أنني وأثناء حدوث الرجفة خرجت راكضا إلى خارج البيت، كنت أريد تفسيرا لما حدث، اعتقدت بداية أن ما حدث قد يكون بسبب بعض التفجيرات التي تجريها شركة الطرق التي تعمل في المنطقة، إلا أنني بعد أن استوعبت الحدث عرفت أنه زلزال تعرضت له المنطقة.

في السياق ذاته، يقول صالح علي، الذي عايش الحدث: كان التصرف الوحيد هو الخروج للتعرف على مصدر هذه الطاقة العنيفة التي جعلت المنازل تهتز.. ويتابع: خرجت وأنا أتطلع للسماء، توقعت أن يكون مصدر هذه الطاقة طائرة مرت على ارتفاع منخفض، وبعد أن أجريت عددا من الاتصالات وجدت أن الجميع عاش الحدث، وأن ما حدث هزة أرضية. فضل الجميع مواصلة السهر والتمتع بظلال الصباح الباردة في منطقة لا تتجاوز فيها درجة الحرارة في منتصف النهار 35 درجة مئوية، ليس بسبب اكتشاف حالة الجو المعتدل وإنما خوفا من هزة ثانية؛ حيث توصل السكان إلى أن هناك هزة ثانية وضعوا لها عدة سيناريوهات، (ارتدادية، أعنف من الأولى)، ذلك كله على الرغم من أنهم لم يتعرفوا على الهزة الأولى إلا بعد عدة دقائق من حدوثها، وذلك بسبب عدم تعرض المنطقة لهزات أرضية محسوسة، استمر إضرابهم عن النوم قرابة الساعة ونصف الساعة خوفا من تكرار ما حدث، وبعد أن أثقل النوم أجفانهم عادوا إلى غرف النوم وهم يتحسبون للهرب منها في أي لحظة؛ حيث أوصى الأقارب أقاربهم والأصدقاء أصدقاءهم بألا يؤمنوا أبواب المنازل بعد إغلاقها ليكون طريق الهرب أسهل عند تكرار الحدث.