«المساحة الجيولوجية» لـ «الشرق الأوسط»: الزلازل من الغيبيات ولا نعرف عنها إلا عند حدوثها

بعد تعرض الباحة وعسير والقنفذة لهزة أرضية بقوة 4.4 درجة

TT

في وقت ضرب فيه فجر يوم أمس زلزال بقوة 4.4 درجة مناطق جنوب غربي السعودية من الباحة وعسير جنوبا وحتى القنفذة غربا، برر الدكتور زهر نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية عدم إطلاق أي تحذيرات مسبقة بأن الزلازل من الغيبيات ولم يتوصل العلم إلى معرفة ما يسبق حدوثها.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور زهر نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية «إن الزلازل ووقوعها لا تزال من الغيبيات وإلى الآن لم يتوصل العلم الحديث إلى مؤشرات تسبق حدوثها، وإن هناك دولا كبرى ومتقدمة علميا تعرضت لزلازل كبرى، منها الولايات المتحدة واليابان ولم تقم بتحذير سكان تلك المناطق».

وكانت هزة أرضية قد ضربت مناطق جنوب غربي البلاد، بلغت قوتها 4.4 درجة على مقياس ريختر وعلى عمق 10 كيلومترات من سطح الأرض، شعر بها سكان عدد من المحافظات والمدن غرب وجنوب المملكة في محافظات القنفذة والباحة والمندق إضافة إلى بلجرشي والمخواة والمجاردة وعدد كبير من المناطق والمراكز والقرى التابعة لها، وذلك عند الساعة الـ6:50 دقيقة بتوقيت المملكة دون أن تسجل أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه مناطق جنوب السعودية، وخاصة منطقي الباحة وعسير، أمطارا غزيرة طيلة اليومين الماضيين شملت مختلف محافظاتها، وجرفت في بعض القرى والأودية سيارات وأشخاصا.

إلى ذلك، توقع رئيس هيئة المساحة الجيولوجية أن تحدث بعض الارتدادات للهزة. إلا أنه استدرك بالقول «إنه ليس لكل زلزال ارتداد، وإن حدث من المؤكد أنه يكون أقل بكثير من الهزة السابقة، وعادة يكون أقل بـ2 إلى 3 درجات بمقياس ريختر».

وأبان نواب لـ«الشرق الأوسط» أن المنطقة الغربية في السعودية من شمال تبوك وضبا والوجه إلى الجنوب هي مناطق معرضة لمثل هذه الهزات التي تعتبر ضعيفة، وسكان هذه المناطق من فترة إلى أخرى يحسون بمثل هذه الهزات، داعيا «سكان تلك المناطق إلى الأخذ في الحسبان عند البناء المعايير التقنية لمقاومة للزلازل».

وكان المركز الوطني للزلازل والبراكين، وعلى لسان المهندس هاني زهران مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أعلن تسجيل الهزة الأرضية التي شعر بها سكان عدة محافظات ومراكز وقرى في مناطق جنوب مكة المكرمة والباحة وعسير.

وأوضح المهندس هاني زهران لـ«الشرق الأوسط» أن محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية سجلت هزة أرضية محسوسة شمال شرقي القنفذة بقوة 4.4 درجة على مقياس ريختر، وذلك صباح أمس الاثنين الموافق 29 رمضان الساعة الـ6:51 دقيقة و14 ثانية.

وبين زهران «أن سبب الهزة صدع يمتد بطول 200 كيلومتر تقريبا يأخذ اتجاه شمال غرب - جنوب شرق، وتتأثر هذه الصدوع بعملية انفتاح البحر الأحمر وينشأ عن عملية الانفتاح قوى شد تعمل على إعادة تنشيط تلك الصدوع».

وأضاف «حيث إنه من المعروف جيولوجيا أن المنطقة الجنوبية الغربية تتأثر بشكل عام بالوضع الحركي الإقليمي للصفيحة العربية وترتبط ارتباطا وثيقا بعملية انفتاح البحر الأحمر».

ومن جانبها سجلت إدارة الدفاع المدني في المحافظات عددا من البلاغات بحدوث الهزة دون تسجيل أي إصابات في الأرواح والممتلكات، وهنا أشار الدكتور زهير نواب إلى التعاون القائم مع إدارة الدفاع المدني والتواصل على مدار الساعة لبحث أي مستجدات.

إلى ذلك، أوضح اللواء عادل الزمزمي مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، الذي تتبع له محافظة القنفذة القريبة من مركز الهزة الأرضية، أن إدارته تلقت الكثير من البلاغات بعد الشعور بالهزة التي حددت هيئة المساحة الجيولوجية قوتها بـ4.4 درجة، وهي هزة بسيطة وتم على الفور بعد تلقي البلاغات إرسال القوات الأرضية لتمشيط كافة المناطق ولم تسجل أي إصابات سواء في الأرواح والممتلكات.

وأشار الزمزمي إلى «أن كافة أفراد الدفاع المدني في المنطقة على استعداد لمواجهة أي طارئ، وأن الوضع بحسب تقارير المساحة الجيولوجية آمن وجيد».

من جهة أخرى، نفى العميد إبراهيم الزهراني مدير الدفاع المدني بمنطقة الباحة في حديث لـ«الشرق الأوسط» ما تردد عن إخلاء بعض المنازل من السكان، مشيرا إلى أن تنسيقا واتصالا جاريا مع المساحة الجيولوجية حول أي تطورات متوقعة.

وأوضح مدير الدفاع المدني في الباحة أن الإدارة تلقت عددا من البلاغات من قبل مواطنين عن الهزة، وتم التواصل مع هيئة المساحة الجيولوجية، التي أكدت حدوثها، وتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ولم تسجل أي إصابات تذكر في أي من المواقع.