التمور والطحين يحلان بديلا للأرز في زكاة الفطر

«الصاع» الخشبي يخرج للعلن اليوم ولساعات ويختفي لعام

يحرص السعوديون على إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين ويفضل إخراجها ليلة العيد وقبل صلاة العيد («الشرق الأوسط»)
TT

مع ارتفاعات الأرز المتواصلة منذ سنوات ووصول أسعاره لقيم زحزحته عن الخيار الأوحد لزكاة الفطر في السابق عند السعوديين سابقا دخلت بدائل أخرى من أبرزها التمور وطحين القمح ضمن الخيارات بشكل أوسع.

ودعم هذا التوجه فتوى عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، التي صدرت قبل أيام قليلة حول شروط وطرق إخراج الزكاة، والتي حدد خلالها المفتي وقت إخراج الزكاة قبل صلاة العيد.

وقال «من أخرجها بعد صلاة العيد فهي صدقة مقبولة، ويجوز أن يخرجها قبل العيد بيومين، أي يوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من شهر رمضان أو ليلة العيد لمن شق عليهم إخراجها قبل صلاة العيد، وأن تخرج من طعام وقوت البلد الذي يعيش فيه المسلم».

وقال آل الشيخ «إن إخراجها قيمة لا يجوز، لأنه لم يرد عن رسول الله أن أخرجها قيمة، ولا عمل به خلفه صلى الله عليه وسلم من الخلفاء الراشدين رغم توافر الأموال في أيديهم في الفتوحات الإسلامية، وأن إخراجها ظاهرة يشاهدها الناس، ومقدارها صاع بصاع النبي (الصاع النبوي)».

وحذر في ذات الوقت آل الشيخ ممن يتهاونون في إخراجها بزعم أنهم نسوها أو أهملوها، وقال «هذا أمر لا ينبغي»، مؤكدا على إعطائها للفقير المستحق أو من ينيبه عنه، فتسلم للمحتاج أو الوكيل الذي يؤديها، وتخرج في البلد الذي يعيش فيه المسلم لأن ذلك أفضل.

وقال من الخطأ أن تعطى للواقفين عند الباعة فيأخذونها من المتصدق ويبيعونها للبائع مرة أخرى بثمن أقل، مشترطا أن تخرج من طيب ما يجد المسلمون، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيب.

وفي سياق ذي صلة، أسهم مهرجان التمور ببريدة في دفع السعوديين لإخراج زكاة الفطر من التمر بعد أن بلغ التمر لجميع مناطق المملكة باختلاف الاتجاهات، سواء لموائدهم أو إعلاميا، ليكون أحد أهم بدائلهم في ضل ارتفاع أسعار الأرز وعدم قدرة البعض منهم على شراء الأرز وتوافر شروط إخراج زكاة الفطر فيه.

وهنا يذكر الدكتور خالد النقيدان المدير التنفيذي لمهرجان بريدة العاشر للتمور أن هناك توجها ملحوظا منذ سنوات سلكه البعض، وهو إخراج التمر زكاة فطر، وذلك يلمس من خلال التداولات اليومية للسوق التي تسبق إخراج الزكاة، حيث تفد أعداد كبيرة بهدف شراء التمر لإخراجه، ويعلنون ذلك ويبحثون عن تمور محددة تكون جودتها أعلى، وبات إخراج زكاة الفطر أحد أهم المواسم بالنسبة لتجار التمور لزيادة الإقبال عليها.

وأشار الدكتور خالد النقيدان إلى أن بعض تجار التمور ومسوقيه في مناطق السعودية، يفدون لسوق بريدة أو يرسلون مندوبين عنهم خلال الأيام الأخيرة من هذا الشهر، لشراء كميات إضافية من السوق، نظرا للطلب الواسع عليها في هذه المدن، من أجل إخراجها زكاة فطر بحسب العاملين بهذا القطاع.

وإلى ذلك، بين محمد الفهيد السحيمان معلم بمنطقة حائل، أن أسعار الأرز وخاصة الأنواع الفاخرة منه بارتفاع، وتجاوزت الـ250 ريالا للكيس الواحد، وهو الأمر الذي جعل العائلات تتحول وتبحث عن بدائل له بسعر مناسب، وخاصة أن العائلة في الغالب ما تكون نهاية هذا الشهر مرهقة ماديا، نظرا للالتزامات المالية الكبيرة التي تثقل كاهلها، بداية من التزامات رمضان، وتنتهي باحتياجات عيد الفطر المبارك.

وبات البعض الآخر يقبل على إخراج الطحين زكاة للفطر، بحسب محمد الفهيد، الذي أرجع ذلك لسعره المتوسط الذي يكون بمتناول الجميع، وتتوافر فيه شروط الزكاة، منها كونه إحدى الركائز المهمة في قوت أهل البلد، لدخوله الواسع في الوجبات الغذائية لأهالي المنطقة.

والصاع كما هو متعارف عليه منذ قديم الأزل، زنته تقف عند حدود 3 كيلوغرامات من السلعة المرغوب أن تكون زكاة للفطر، كالأرز أو الطحين أو التمور أو القمح.

ورصدت «الشرق الأوسط» طلبا واضحا على محلات المواد الغذائية ومراكز التسويق التي يتم عبرها بيع طحين القمح، وكان هناك إقبال من بعض الأهالي لشراء الطحين، بهدف إخراج زكاة الفطر، وأكد عدد من العاملين في هذا القطاع أنه تم تأمين كميات كبيرة من الطحين لمواكبة الطلب على الطحين، بعد أن رُصد وعلى مدى السنتين الماضيتين طلب على الطحين في اليومين الأخيرين لرمضان.

ومع اقتراب نهاية الشهر الكريم يتوجه بعض السعوديين للأسواق الشعبية لشراء «صاع» الزكاة لقياس زكاتهم بالطرق الشرعية والمنصوص عليه، ويستخدم لوقت قصير ثم يدخل في المخزن حتى العام المقبل، واشتهر وعرف الصاع بأنه يكون خشبيا مجوفا من الداخل ليسمح فقط بحساب زكاة الفرد الواحد، وتشتهر الأسواق الشعبية بتسويقه وبيعه، ويكون أحد أهم معروضاتها خلال هذا الشهر، وهو أحد رموز زكاة الفطر.

وحديثا، قامت بعض الشركات المتخصصة في بيع الأرز ببيع عبوات وأكياس مخصصة لزكاة الفطر للفرد الواحد تضم المنتج.