في التوقيت ذاته الذي أعلنت فيه السعودية رؤية هلال العيد اهتزت الأرض مرة أخرى تحت أقدام سكان محافظة القنفذة ومنطقة الباحة، ارتدادا للهزة الأولى وبدرجة أقل، بلغت هذه المرة 3.4 على مقياس ريختر.
وبحسب الرائد جمعان الغامدي، الناطق الإعلامي بالدفاع المدني في الباحة، فقد تلقت غرفة القيادة والسيطرة نحو 2300 بلاغ في الهزتين الأولى والثانية، إلا أنه استدرك بالقول إن الثانية كانت أقل من الأولى التي بلغت قوتها 4.4، فيما بلغت الثانية 3.4، ولم تسجل أي إصابات في الأرواح أو الممتلكات، مشيرا إلى استنفار كل أفراد الدفاع المدني في المنطقة لتقديم العون والمساعدة للمواطنين، إضافة إلى النصح والإرشاد في الحالات التي تقع فيها أي هزات أرضية أخرى.
وبين الناطق الإعلامي بالدفاع المدني أن الفرق والدوريات الأرضية قامت بتمشيط المنطقة احترازيا، مؤكدا في الوقت ذاته عدم إخلاء أي منزل من قاطنيه، داعيا السكان إلى زيارة موقع الدفاع المدني على شبكة الإنترنت، والتقيد بتعليمات السلامة.
ومقابل ذلك، أكد المهندس هاني زهران، مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية، أن محطات الرصد الزلزالي بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية سجلت في السابعة من مساء الاثنين هزة أرضية بقوة 3.4 درجات على مقياس ريختر، وذلك في شمال شرقي محافظة القنفذة، على عمق 10 كيلومترات وامتداد 33 كيلومترا شمال شرقي القنفذة، مشيرا إلى أن هذه الهزة ارتدادية للهزة السابقة إلا أنها كانت أقل حدة.
وعاد المهندس زهراني ليؤكد أن سبب الهزات يعود إلى وجود صدع يمتد بطول 200 كيلومتر تقريبا يأخذ اتجاه شمال غرب وجنوب شرق، وتتأثر هذه الصدوع بعملية انفتاح البحر الأحمر، وينشأ عن عملية الانفتاح قوى شد تعمل على إعادة تنشيط تلك الصدوع القدية.
وكانت هزة أرضية قد ضربت مناطق جنوب غربي البلاد، بلغت قوتها 4.4 درجات على مقياس ريختر وعلى عمق 10 كيلومترات من سطح الأرض، شعر بها سكان عدد من المحافظات والمدن غرب وجنوب المملكة في محافظات القنفذة والباحة والمندق، إضافة إلى بلجرشي والمخواة والمجاردة وعدد كبير من المناطق والمراكز والقرى التابعة لها، وذلك عند الساعة السادسة والخمسين دقيقة بتوقيت المملكة، دون أن تسجل أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات.
وكان الدكتور زهير نواب، رئيس هيئة المساحة الجيلوجية، قد أبان لـ«الشرق الأوسط» أن المنطقة الغربية في السعودية من شمال تبوك وضبا والوجه إلى الجنوب هي مناطق معرضة لمثل هذه الهزات التي تعتبر ضعيفة، وسكان هذه المناطق من فترة إلى أخرى يحسون بمثل هذه الهزات، داعيا سكان تلك المناطق إلى الأخذ في الحسبان عند البناء المعايير التقنية لمقاومة الزلازل.