السعوديون يستذكرون «عيد زمان» مع احتفالهم بفرحة تتكرر مرتين في العام

المدن والقرى تتحول إلى لوحات فرح والأحياء تعيد إحياء المظاهر القديمة

الألعاب النارية باتت جزءا من احتفالات العاصمة السعودية بعيد الفطر المبارك («الشرق الأوسط»)
TT

مع حلول عيد الفطر السعيد بعد أن أدى السكان صيام رمضان، ومع انطلاقة احتفالية المدن السعودية ومحافظاتها بالعيد، استعاد السكان مظاهر العيد القديمة أيام زمان حيث ظل العيدان الفطر والأضحى منذ عقود وحتى اليوم أهم المناسبات في السعودية، بل إن العيد يمثل الفرائحية الوحيدة التي يحرص السكان على إحيائها من منطلقات دينية صرفة، حيث يمثل الأول احتفالية بعد انقضاء شهر الصوم، والثاني لوقوعه أيام الحج وتنفيذ شعيرة نحر الأضاحي على مدى أربعة أيام تعرف بأيام التشريق.

وبالإضافة إلى هذين العيدين مناسبات كثيرة يحتفل السكان ببعضها مثل مناسبة اليوم الوطني التي أصبحت منذ خمس سنوات حدثا لافتا وخصصت له إجازة لموظفي القطاعين الخاص والعام بالإضافة إلى مناسبات أخرى كمناسبة يوم الأم ويوم الطفل ويوم الحب لكنها لا تصل إلى حجم الاحتفالية بالعيدين بل إن الأخير من هذه الاحتفالات وجد معارضة من المتشددين ويتم الاحتفال به خفية.

وحل اليوم عيد الفطر في السعودية معيدا ذكريات جميلة بقيت في الذاكرة عن عيد أيام زمان، الذي كان مناسبة فرائحية وحيدة للسكان تتكرر مرتين في كل عام ويتم الاستعداد لها والحديث عنها قبل حلولها بأيام إن لم يكن بأشهر ووفق استعدادات ومتطلبات تخص كل عيد، كما أن هناك بعض المظاهر الاحتفالية التي تسبق المناسبة.

وحافظت بعض المدن والمحافظات والقرى والهجر في السعودية على مظاهر العيد التي كانت سائدة في الماضي، إذ حرص السكان على إبقاء هذه المظاهر ومحاولة توريثها للأبناء. ولوحظ خلال الأعوام الماضية حرص السكان على إحياء المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر من خلال موائد العيد بمشاركة جميع سكان الحي، وتمثلت هذه المظاهر في تخصيص أماكن بالقرب من المساجد أو الأراضي الفضاء ونصب الخيام داخلها وفرشها بالسجاد ليبدأ سكان الأحياء بعيد الصلاة بالتجمع في هذه الأماكن وتبادل التهنئة بالعيد ثم تناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، بعدها يتم إحضار موائد العيد من المنازل أو المطابخ، التي لا تتعدى الكبسة السعودية والأكلات الشعبية الأخرى المصنوعة من القمح المحلي وأبرزها الجريش والمرقوق والمطازيز، علما أن ربات البيوت يحرصن على التنسيق فيما يتعلق بهذه الأطباق لتحقيق التنوع في مائدة العيد وعدم طغيان طبق على آخر.

ويحرص الجميع على المشاركة في احتفالية العيد من خلال تناول إفطار العيد في ساعة مبكرة اعتبارا من الساعة السابعة صباحا، حيث لا تستغرق أكثر من ساعتين بدءا من الساعة السابعة صباحا، حيث يؤدي سكان الحي الصلاة في المسجد ثم يتوجهون إلى المكان المخصص، الذي يفرش عادة بالسجاد (الزوالي) مع وضع بعض المقاعد لكبار السن ليتسنى لهم المشاركة في هذه الاحتفالات وفي المكان يتم تبادل التهاني بالعيد وتناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، وبعدها يبدأ إخراج موائد العيد من المنازل وتوزيعها على السفرة التي تفرش عادة في الساحات القريبة من المسجد أو في الأراضي الفضاء داخل الحي أو حتى في الشوارع الفرعية.

وبعد انتهاء هذه الاحتفالية يتوجه أرباب الأسر مع عائلاتهم إلى الأقارب للتهنئة بالعيد ضمن اعتبارات تتعلق بأعمار المزارين ودرجة القرابة، حيث الأولوية لعمداء الأسر وكبار السن منهم، ولأن الساعة البيولوجية للسكان يصيبها الخلل خلال شهر الصوم فإن البعض يحرص على أخذ قسط من الراحة قبيل صلاة الظهر أو بعدها، ثم يبدأ بعد العصر بزيارة الأقارب والأصدقاء حتى المساء، حيث يخيم الهدوء على المنازل لتبدأ الأسر بمتابعة فعاليات العيد التي خصصتها الجهات المختصة وتميزت بالتنوع وإرضاء جميع الأذواق، وتراوحت ما بين الفنون الشعبية، والعروض المختلفة والسينما والمسرحيات، والألعاب بمشاركة فرق من الجاليات العربية الإسلامية والأجنبية تعرض فنونها ورقصاتها أمام الحضور، إضافة إلى عروض الألعاب النارية التي تطلق في أماكن محددة من المدينة بإشراف من الدفاع المدني.

كما يحرص البعض على تذوق جميع الأطباق التي غالبا ما يتم إعدادها داخل المنازل، التي لا تتعدى أطباق الكبسة والجريش وأحيانا القرصان أو المرقوق أو المطازيز، خصوصا في أيام الصيف، حيث كانت موائد العيد خلال الشتاء تزين بالأكلات الشعبية مثل الحنيني والفريك.

وفي الوقت الذي اختفت فيه بعض مظاهر العيد القديمة عادت هذه الأجواء التي تسبق يوم عيد الفطر المبارك بيوم أو يومين للظهور مجددا في العاصمة السعودية وعدد من المدن والقرى بعد أن اختفت منذ أكثر من أربعة عقود والمتمثلة في المناسبة الفرحية المعروفة باسم العيدية، التي تحمل مسميات مختلفة في مناطق السعودية منها «الحوامة» أو «الخبازة» أو «الحقاقة» أو «القرقيعان» في المنطقة الشرقية ودول الخليج حيث أعادت أحياء راقية في الرياض إحياء الاحتفالية القديمة لعيدية الأطفال، حيث جاب عشرات الأطفال من أحياء الرياض أرجاء الأحياء بحثا عن عيدية رمضان من الجيران بعد أن نجح الأطفال في أحد الأحياء الأعوام الماضية في إحياء هذا التراث الذي اندثر منذ سنوات الطفرة وانتقال السكان من منازلهم الطينية إلى منازل حديثة، حيث جمعوا الحلوى والنقود والهدايا المتنوعة من منازل الحي وحتى من السيارات العابرة مرتدين الزي السعودي القديم، وذلك في احتفالية لافتة أبهجت الأطفال وأسرهم، وحققت الحملة هدفها أو مبتغاها، وهو ما دفع البعض إلى التفكير في إحياء هذه العادة القديمة بأساليب مختلفة عن السابق تبعا لظروف الحياة الحديثة. وفي ظل اختفاء مظاهر احتفالية بصورة نهائية للأطفال كانت سمة من سمات رمضان والعيد قبل عدة عقود والمتمثلة في المناسبة الفرحية الطفولية، التي تسبق يوم العيد والمعروفة باسم العيدية أو الحوامة أو الخبازة أو الحقاقة حسب كل منطقة في حين تعرف في المنطقة الشرقية ودول الخليج باسم القرقيعان عادت مؤخرا هذه الاحتفالية بأساليب جديدة بعد أن بقيت في ذاكرة السكان من كبار السن الذين ما زالوا يتذكرون تلك الأجواء التي تسبق يوم العيد عندما كان أطفال القرى وأحياء المدن يستيقظون صباحا في آخر يوم من أيام رمضان ويجوبون الأحياء طلبا للعيدية من الجيران، يطرقون الأبواب لإيقاظ أصحاب المنازل الطينية الذين يغطون في سبات عميق بسبب السهر والصيام ويردد الأطفال بصوت واحد عندما يتساءل ساكنو المنزل من الطارق؟ يأتي الجواب بصوت واحد من قبل الأطفال: «أبي عيدي عادت عليكم في حال زينة» أو عبارة: «خبزوني لبزوني لو بعويد المغرفة» ثم يكملون: «نوقّف الحميّر ولا نسوقه» في إشارة إلى هل ينصرفون أم ينتظرون، فإذا جاء الجواب من البيت بالإيجاب وحصلوا على عيديتهم التي لا تتعدى النقود المعدنية أو الحلوى وبعض المكسرات يصيح الأطفال بصوت واحد: «جعل الفقر ما يدخل عليكم ولا يكسر أيديكم»، أما إذا كان الجواب سلبيا أي لا عيدية فإن الأطفال يمطرون أصحاب المنزل بعبارات تنم عن تذمرهم من عدم تلبية طلبهم بالحصول على العيدية مهما كانت من خلال ترديد عبارة: «عشاكم شطه فاره، وايدامه بول حماره، وأبو جعل يبله، والخنفسانة قفرة له». وتعني العبارة تمنيات في حالة عدم منحهم عيدية أن يكون طعامهم يعد من لحم الفار وايدامه يعمل من بول أنثى الحمار، وأن يكون القائم بإعداده الجعل وهو حشرة قذرة تقتات من مخلفات الإنسان وتختتم العبارة بأمنية أن تكون حشرة الخنفس هي القديد الذي يستخدم الوجبة. وقد ساهمت الحضارة الحديثة وانتقال السكان من الأحياء والأزقة الطينية في القرى والمدن في اختفاء هذا المظهر الفرحي للصغار في شهر رمضان ومع حلول العيد. يشار إلى أن المظاهر الاحتفالية لعيدية رمضان قبل عدة عقود تتمثل في قيام الأطفال بطرق الأبواب صباح آخر يوم من أيام رمضان وطلب العيدية التي كانت لا تتعدى البيض المسلوق أو القمح المشوي مع سنابله والمعروف باسم «السهو»، ثم تطور الأمر إلى تقديم المكسرات والحلوى، خصوصا القريض والفصفص وحب القرع وحب الشمام والحبحب.

ومع حلول العيد حمل سعوديون ومقيمون ذكريات ومواقف عن العيد وأيامه القديمة وهم يعودون للعمل في حقولهم ومزارعهم قبل عدة عقود، وجاء أبرز هذه الذكريات والمواقف ما رواه علي العلي من محافظة الغاط (260 كيلومترا شمال غربي الرياض) من أنه استخدم في التوجه من قريته الوسيعة إلى مصلى العيد بالغاط الآلة التي تستخدم في حراثة الأرض المعروفة باسم «الحراثة»، حيث تعلق بهذا الآلة لمسافة كيلومترين وصولا إلى مصلى العيد في أرض مكشوفة وفي ظروف صعبة حيث البرد والمطر ودولاب (إطار) الحراثة يغوص في الوحل ويقذف بكتل الطين على ملابسه الجديدة.

كما روى أحد المقيمين السوريين قصته وهو يستخدم سيارة لنقل الموتى في مدينته حمص في أحد الأعياد قبل 40 عاما ليصل إلى مصلى العيد، وكان الجو حينها ماطرا، وعندما اعتدل في مقعده في صندوق السيارة شاهد تابوتا يتوسط الصندوق فارتاب من منظرة وأثناء التفاتاته المتكررة لمراقبة المطر وزخاته وهو يسقط على قارعة الطريق الصحراوي الذي يخترق المزارع ويؤدي إلى مصلى العيد الوحيد في المنطقة لاحظ يدا تخرج من التابوت وتتحرك ففزع الرجل ونهض من مكانه على عجل وقفز من السيارة ليسقط على الأرض ويغوص في الطين الذي تكون بفعل المطر وتتسخ ملابسه الجديدة آخذا في الصياح ومرددا: الميت عاد إلى الحياة، الميت استيقظ، الميت قام من رقدته، الميت ما مات، في حين توقف سائق سيارة الموتى عندما شاهد الرجل وهو يقفز من السيارة ويسقط على الأرض ونزل معه الركاب بمن فيهم الميت وحملوا الرجل إلى السيارة مرة أخرى وأفهموه أن الميت هو راكب مثله فضل أن يتقي المطر بالنوم داخل التابوت، وأنه أخرج يده وحركها ليتأكد أن المطر قد توقف حتى يتسنى له الخروج من التابوت.

ولم تجد دعوات إخراج زكاة الفطر نقدا أو من التمر استجابة من السكان إما لضعف إيصال الرسالة أو عدم اقتناع المعنيين بوجاهة تلك المطالب حيث وجد العديد من المختصين رمضان فرصة للاستفادة من شعيرة زكاة الفطر التي يستحب إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين بهدف تحريك اقتصاد التمور وتحقيق الفوائد للمزارعين وتسويق هذا المنتج محليا تزامنا مع موسمه الذي شارف على الانقضاء. وجاءت هذه الدعوات في ظل موسم التمور الكبير وانطلاقا من توجه جاد للحد من استخدام الأرز المستورد والاتجاه إلى إخراج الزكاة من منتجات محلية يأتي في طليعتها التمر والقمح، ويعدان من أبرز قوت البلد، حيث تؤكد الأدلة الشرعية على وجوب إخراج الزكاة منه، كما أن المطالبة باستبدال الأرز المستورد بالتمر في إخراج زكاة الفطر ستنعكس بصورة إيجابيه على الاقتصاد المحلي وتساهم في تسويق منتج يعد سلعة رئيسية في البلاد، خصوصا أن مهرجانات التمور التي أقيمت الأعوام الماضية وهذا العام حققت مبيعات فاقت كل التقديرات، كما أن التمر يعد بديلا ناجحا للأرز الذي سجلت أسعاره ارتفاعا في البلاد وصل إلى أكثر من 100%، ويمكن توفيره طوال العام، وهو ما قد يساهم في تخفيض تكلفة زكاة الفرد الواحد بنسبة 50%، حيث تحسب زكاة الفرد الواحد من الأرز بالصاع النبوي الذي يعادل ثلاثة كيلوغرامات بقيمة 18 ريالا، في حين لا تزيد زكاة الفرد من التمر عن 9 ريالات.

وأجمع مختصون على أن إخراج السكان (مواطنين ومقيمين)، زكاة فطرهم من التمر يمثل ظاهرة تسويقية جيدة لهذه السلعة التي تنتجها البلاد، كما أن هذا التوجه سيساعد على زيادة الطلب على التمر طوال الموسم ويحقق الاكتفاء الذاتي لدى شريحة كبيرة من المستفيدين من الزكاة.

واعتبارا من يوم غد ثاني أيام العيد ستبدأ الأسر السعودية في ضبط الساعة البيولوجية لأفرادها وخصوصا الأطفال استعدادا للعام الدراسي الجديد الذي يحل في العاشر من سبتمبر (أيلول) المقبل الموافق الثاني عشر من شوال، كما ستعيد المطاعم في السعودية ضبط الساعة البيولوجية للسكان، بعد انتهاء شهر الصوم، ومضي أيام العيد، وذلك من خلال تقديمها إفطارا باكرا من أطباق أدمن عليها مرتادو هذه المطاعم طوال العام، وتوقفوا عن زيارتها إجباريا بسبب شهر الصوم.

وتعيش المدن السعودية اعتبارا من أمس مع حلول عيد الفطر وعلى مدى ثلاثة أيام احتفالية عيد الفطر السعيد، ففي العاصمة الرياض أوحت المشاهد التي تمت بساحات قصر الحكم بالرياض منذ أيام بتقديم لوحات ناطقة تحكي واقع المنطقة بلغة التاريخ والتراث وهو ما يدعو إلى استحضار نشأة قصر الحكم وعلاقته بقيام الحواضر وتأسيس الحكم واستحضار قصة تطور الرياض عمرانيا وسكانيا ونقلتها الحضارية على مر العقود. وتشهد المنطقة منذ الصباح الباكر أكبر تجمع بشري وسط المدينة في حين تتحول مدينة الرياض إلى لوحة فرح وحب بعد أن يخرج الناس من منازلهم وهم يرتدون ملابسهم البيضاء ومشالحهم مصطحبين معهم أطفالهم لتأدية صلاة العيد، وتتحول ساحات منطقة قصر الحكم التي تشهد سنويا الاحتفال الرسمي بالعيد إلى لوحات فنية وتراثية في غاية الجمال حيث يرسم المشاركون في فعاليات الاحتفال الذي تنظمه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأمانة المنطقة للعام التاسع عشر على التوالي لوحات من الفلكلور الشعبي حيث تختلط الأهازيج والرقصات مع وقع أصوات الطبول وصداها يتردد في جنبات ساحات منطقة قصر الحكم في حين يتابع الآلاف هذه الفعاليات عبر شاشات تلفزيونية يتم نقلها من ميدان العدل إلى ساحة الإمام وتقام في أنحاء متفرقة من المدينة فعاليات متعددة وأنشطة ترفيهية منها إقامة عشرين مسرحية بالإضافة إلى البرامج السائدة في الأعياد الماضية.

ويحرص الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض على مشاركة سكان العاصمة من مواطنين ومقيمين الاحتفال بعيد الفطر المبارك. حيث يستقبل في ساعة مبكرة من صباح يوم العيد في قصر الحكم «وسط الرياض» جموع المهنئين بهذه المناسبة السعيدة وسط احتفالية تجسد عمق التلاحم بين الجميع. ويسبق هذه الاحتفالية تأدية صلاة العيد في مسجد الإمام تركي بن عبد الله الذي يعد أقدم مساجد المدينة.

واعتبارا من يوم العيد تتحول مدينة الرياض إلى لوحة فرح وحب بعد أن يخرج الناس وهم يرتدون ملابسهم البيضاء ومشالحهم فجرا لتأدية صلاة العيد في المساجد الموزعة على أرجاء المدينة ليتوجه بعضهم إلى قصر الحكم للسلام على نائب أمير منطقة الرياض وتناول طعام الإفطار على مائدته، ويشارك في ذلك عدد من أبناء الجاليات العربية والأجنبية، في حين يسترجع سكان الأحياء ذكريات جميلة مع العيد عندما ينصبون خياما في الساحات المحيطة بالمساجد ويتبادلون التهاني بالعيد. كما يتناولون طعام الإفطار الذي أعدته ربات المنازل واستحوذت الأكلات الشعبية على الأطباق المعروضة في منظر يعطي دلالة على الترابط الاجتماعي وتقدير السكان لهذه المناسبة المباركة التي تعقب شهر الصوم، في وقت انشغل الأطفال فيه بإطلاق الألعاب النارية. ويتبادل السكان الزيارات فيما بينهم ويشاركون أصحاب المنازل إفطار العيد.

وبتوجيه من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض انطلقت أمس فعاليات احتفالات مدينة الرياض بعيد الفطر المبارك لهذا العام بإقامة العديد من الفعاليات والأنشطة ذات الطابع الاحتفالي والترفيهي بغرض إدخال السرور والبهجة في قلوب المواطنين والمقيمين والزوار بمشاركة من الجاليات الأجنبية وفرق عالمية.

وستشهد احتفالات الرياض مشاركات عالمية من خلال عروض الجاليات المقيمة في الرياض ولعل أبرزها العروض الصينية والكينية وعروض السيارات العالمية، وتتضمن فعاليات احتفالات الرياض في العيد برامج مختلفة لعل أهمها الفعاليات التي انطلقت مع الاحتفال الرسمي لمدينة الرياض بعيد الفطر والتي تشمل عروض الفرق الشعبية وبرامج الأطفال، وعروض الألعاب النارية التي ستضيء سماء المدينة وتطلق من خلال ستة مواقع موزعة جغرافيا على أنحاء العاصمة، كما تشهد ساحة متنزه شرق الرياض بحي القادسية البطولة الخامسة للسيارات والدراجات النارية (كسر حاجز الزمن) بمشاركة عدد من السيارات المعدلة والمجهزة بأقوى المحركات التي تتنافس على بطولة أمانة منطقة الرياض، وسيظهر عدد من المحترفين السعوديين ومن دول الخليج إبداعاتهم في عرض الطيران بالتحكم من بعد، كما يقام في استاد الأمير فيصل بن فهد برنامج خاص يشمل العديد من الفعاليات الرياضية والاستعراضية والعروض الشعبية لعدد من الجاليات وسيتمتع السكان بألوان من الفلكلور والفنون الشعبية مثل العرضة السعودية والسامري وسيتردد صدى عازف الربابة بأرجاء المواقع المخصصة لذلك من خلال الخيمة الشعبية في ساحة الكندي بحي السفارات والخيمة الشعبية في ميدان المربع، كما حضرت الألعاب الإلكترونية (البلاي ستيشن) بقوة أيضا في هذه الاحتفالات حيث تنظم أمانة منطقة الرياض وللعام الخامس على التوالي مسابقة الألعاب الإلكترونية وهي فعالية حماسية تنافسية مخصصة للشباب والأطفال على شكل مباريات كرة القدم باستخدام جهاز (البلاي ستيشن 3) وبنظام خروج المغلوب وتستقدم للفائزين والمشاركين جوائز عبارة عن دراجات نارية وأجهزة حاسب آلي محمول وأجهزة تلفزيون وأجهزة ألعاب بلايستيشنن.

وتضمن برنامج «عيد الرياض» في حديقة مناخ الملك عبد العزيز «درة الحدائق» مجموعة من الفعاليات والأنشطة الترفيهية «بازارا» شعبيا يضم عدة معارض للمنتجات الشعبية والحرف التراثية، بالإضافة إلى خيمة الضيافة والتي تقدم لزوارها القهوة والتمر والمأكولات الشعبية وعرض للصقور.

وأنشأت أمانة منطقة الرياض مسرحا للطفل بحديقة مناخ الملك عبد العزيز، لتقديم مجموعة من العروض والأنشطة الترفيهية والتربوية للأطفال، وعروض للعرائس للأطفال من عمر 4 - 10 سنوات، ويقدم المسرح عرضا للتعريف بالكتاتيب القديمة، بمشاركة أشهر الشخصيات الكرتونية.

وأفردت أمانة منطقة الرياض في برنامج احتفالاتها بعيد الفطر المبارك مساحة كبيرة للفعاليات النسائية والتي تقام في 7 مواقع تخدم كافة أحياء العاصمة.

وحددت أمانة منطقة الرياض عدة مواقع لاستقبال النساء بصحبة أطفالهن ومشاركتهم فرحة العيد، ومن أبرز هذه المواقع: مركز الملك فهد الثقافي، والذي يقدم للنساء والفتيات برنامجا حافلا من الأنشطة منها مسرحية بعنوان «كيد النسوان»، ومسرحية «شقاوة أطفال» والتي تعرض لمجموعة من وسائل التعليم والمفاهيم التربوية، بالإضافة إلى المهرجان النسائي، والذي يتضمن عددا كبيرا من الفقرات التراثية والترفيهية.

وتتواصل الفعاليات النسائية في احتفالات عيد الرياض بجمعية الأطفال المعوقين بحي الملك فهد، والتي تقدم باقة من الفعاليات، تشمل عروضا فلكلورية لدول الخليج، وعرضا مسرحيا بعنوان «حلم سارة» ومسيرة كرنفالية للشخصيات الكرتونية.

وتتضمن الأنشطة ركنا خاصا للبراعم لممارسة هواية الرسم والتلوين وخيمة للحرفيات والألعاب الشعبية والمقهى الشعبي.

ويقدم مسرح مركز الملك عبد العزيز التاريخي حزمة من الفعاليات النسائية تتضمن أمسيات لعدد من الشاعرات والعروض الشعبية والتراثية، بالإضافة إلى 9 أركان للجمعيات الخيرية والأطفال والضيافة وعرض مسرحي بعنوان «الدلالة».

ويعايد المركز الأطفال بعرض مسرحي بعنوان «ماما مين» والتي تناقش الآثار السلبية لاعتماد بعض الأمهات على الخادمات في تربية الأطفال.

ويستقبل مركز الأمير سلمان الاجتماعي النساء والأطفال في العيد بعدد كبير من الفعاليات تتضمن عروضا للأزياء العالمية، ومخيما للتصوير والرسم والتلوين وتشكيل الرمال، وعرضا مسرحيا بعنوان «الطفل الأفعى» إلى جانب عدد من الأركان والتي تمثل دول المغرب والصين وتركيا والهند والركن الخليجي.

أما مركز سعود البابطين الخيري فيقدم للنساء والأطفال في العيد، عددا كبيرا من الفعاليات الترفيهية منها مسرحية بعنوان «عطاء ووفاء» ومسرحية بعنوان «إعاقة وإرادة» والتي يشارك في تقديمها ذوو الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى مسيرة بالزي الوطني يشارك فيها عدد من طالبات مدارس وجامعات الرياض.

كما ستعرض مسرحية «البخيلة والفشيلة» بمسرح مدارس دار العلوم للبنات، ومسرحية «صرقعة وفرقعة» وذلك في مدينة الحكير لاند الترفهية.

ولم ينس منظمو احتفالات مدينة الرياض بعيد الفطر المرضى الذين يرقدون على الأسرة البيضاء ممن حرمهم المرض متعة المشاركة مع أهلهم وإخوانهم وأقرانهم فرحة العيد وزيارة مواقع الفعاليات المقامة بهذه المناسبة حيث نظمت أمانة منطقة الرياض زيارات لعدد من المستشفيات بمشاركة نجوم المسرح والرياضة الذين سيقدمون للمرضى هدايا تعبيرا عن مشاركة أهل الرياض لهم ومعايدتهم.