في السعودية.. الأسر تتسابق لتأدية صلاة العيد إيذانا بانطلاق الفرح

الأجهزة الأمنية تستنفر بخطط لمواجهة الازدحامات خلال أيام العيد

TT

بفارغ الصبر وبكثير من الشوق انتظرت الأسر السعودية طلوع الفجر لتخرج مكبرة مهللة لصلاة العيد في المصليات المعدة لذلك، تطبيقا لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، إيذانا ببدء رحلة المعايدة للأهل والأقارب. وشهدت الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد النساء والعوائل في مصليات العيد، إذ تحرص معظم الأسر في جدة على تأدية صلاة العيد في المساجد، لا سيما أنها تعد من أبرز المشاهد التي تعكس فرحتهم في تلك المناسبة، عدا عن كونها عبادة تعود بالثواب الكبير لمؤديها.

يقول المواطن علي عسيري «صلاة العيدين هي فرض كفاية وأنا أحرص في كل عام على أن أخرج وأهلي جميعا إلى مصلى العيد ومن ثم التوجه مباشرة إلى زيارة الأهل والأقارب ومعايدتهم، كما أن لصلاة العيد روحانية خاصة كنت أشعر بها منذ أن كنت طفلا وأود دائما أن تشعر أسرتي بهذه الروحانية». من جانبها، تقول وردة الأحمري وهي معلمة في إحدى المدارس المتوسطة بجدة، إن خروجها لصلاة العيد مع زوجها وأبنائها يأتي للشعور بالمعنى الحقيقي للعيد بعد أن فقد الكثير من بريقه، لافتة إلى أن الخروج لصلاة العيد وارتداء أبنائها الجديد يزرعان في نفوسهم السرور، ويشعرون به بفرحة العيد وحقيقته من خلال التهليلات والتكبيرات في المشهد.

ومن جانبهم يرى الصغار في صلاة العيد الإيذان الحقيقي للبس الجديد، إذ تشكل ليلة العيد هاجسا كبيرا لهم فيما سيرتدونه وإلى أين سيذهبون، فمنهم من يحرص على النوم باكرا ومنهم من لا ينام خشية أن يأخذه النوم عن الخروج لصلاة العيد، كما تشير إلى ذلك أفنان عبد الله والدة التوأم خالد وياسر اللذين أكدا مقولة والدتهما، وأضافا أن أكثر ما يحفزهما للصلاة هو لبس الجديد ورؤية الصغار والكبار في المصليات إضافة إلى الخروج بعد الصلاة لزيارة أقاربهم والفوز بـ«العيدية».

أما محمد البيشي فيقول إن صلاة العيد بالنسبة له ولأبنائه واجب يجب القيام به وعادة ما يجبر أسرته على النوم مبكرا ليوقظهم وقت صلاة الفجر، مشيرا إلى أن العيد لا يكتمل إلا بتأدية الصلاة في المصلى المخصص. وكانت المحافظات والمدن السعودية قد أكملت تجهيزاتها الخاصة بمصليات العيد التي شهدت يوم أمس توافد مئات الآلاف للصلاة فيها.

ففي جدة حددت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد 145 مصلى وجامعا ومسجدا بمحافظة جدة أقيمت بها صلاة عيد الفطر المبارك لهذا العام في مختلف الأحياء والمراكز التابعة للمحافظة. وجندت من جهتها إدارة مرور محافظة جدة كافة الإمكانيات البشرية من ضباط وأفراد وكذلك الإمكانيات الآلية لمواجهة الكثافة المتوقعة ورفع مستوى انسيابية الحركة المرورية وتوفير أفضل الخدمات المرورية استعدادا لعيد الفطر المبارك لهذا العام. وأوضح العميد محمد بن حسن القحطاني مدير إدارة مرور محافظة جدة بأنه سيتم توزيع دوريات المرور الرسمية والسرية على جميع المحاور الرئيسية لشبكة الطرق بالمحافظة.

من جانبها أعلنت شرطة جدة تكثيف الوجود الأمني في جميع أنحاء المحافظة لتوفير أقصى درجات الأمن والراحة للجميع بما في ذلك مصليات العيد والمجمعات التجارية وأماكن الترفيه والمطاعم والحدائق والواجهات البحرية والكورنيش، بواقع خطط أمنية مدروسة لتسهيل أمور زوار المحافظة خلال فترة العيد ولضمان عدم حدوث أي حوادث أو إصابات لأي شخص من خلال فرق أمنية وانتشار مدعم لكافة أفرع وقطاعات الأمن العام في جميع المواقع المنوه عنها لتقديم العون أو المساعدة عند الطلب.