«المعايدة المسائية».. تقليد جديد يريح الأسر السعودية من صخب الصباح

حرارة الأجواء أسهمت في تغيير توقيت زيارات التواصل في العيد

كثير من الأسر السعودية حولت برامج زيارات العيد إلى الفترة المسائية (تصوير: أحمد فتحي)
TT

بات في حكم المؤكد إجماع عدد من الأسر السعودية في العيد على وقت المساء، كأفضل الأوقات التي تستطيع من خلالها التواصل مع بعضها البعض، وهو ما لم يكن يعمل به في الآونة الأخيرة، إلا أن حرارة الأجواء التي ترافق دخول العيد، جعلت من الفترة المسائية الوقت الأمثل للقيام بالزيارات والتواصل بين العائلات في السعودية.

هذا التحول رآه البعض خطوة هامة وجيدة على اعتبار ارتفاع درجات الحرارة التي قد تبدأ من أوائل الأربعينات مرورا بمنتصفها.

ورأى آخرون، في هذا التأخير أو التحول، انتفاء لما اعتاد عليه في هذه الأوقات والمناسبات الهامة، إذ كان في السابق الاحتفالات في العيد تبدأ مع بزوغ فجر غرة شهر شوال، وتحديدا بعد الانتهاء من وقت صلاة العيد، إذ تبدأ التهاني بين الأهل والأقارب الذين يعيشون في نطاق عمراني صغير، إضافة إلى معايدة الجيران في ذات التوقيت.

ووفقا لسعد بن علي (60 عاما) وهو كبير إحدى العوائل السعودية، فأكد أنه منذ العام المنصرم انتهجت عائلته إلى منحى أن يتم وقت العيد في الليل على عكس ما يتم في السابق وهو بعد صلاة العيد، إذ في غالبها كانت تبدأ الاحتفالات بعد صلاة العيد، على أن تستمر إلى قبيل منتصف اليوم ذاته.

وأشار بن علي إلى أن درجات الحرارة أسهمت وبشكل فاعل إلى انتقال وقت العيد إلى الليل إذ بات من المفضل على حد قوله، مشيرا في ذات الوقت إلى أن بعض العوائل السعودية أخذت في الاتساع حول مبدأ العيد في وقت الليل.

وذكر كبير العائلة أنه خلال حديثه الهاتفي إلى الأقرباء، وإخبارهم بموعد العيد، وجد نوعا من الارتياح المحفوف بالشك، إذ أبدى عدد منهم الطمأنينة والفرح، بعدما تلقوا خبر التغيير، وبين أن هذا التوقيت أسهم بشكل فاعل في تسهيل مهام إحضار وجبات الولائم الخاصة بالعيد.

وعرج سعد بن علي بأن هذا التوقيت والتغيير يبرز في المدن على عكس ما تنتهج القرى والمحافظات التابعة للمدن الكبيرة، إذ يقول: إن عددا من الأهل والأقارب المتواجدين بالقرى يفرضون وجوب العيد بعد الصلاة مباشرة، على أن يعاودوا أداء واجب السلام والمعايدة في المساء.

وتابع: «لا تزال عدد من القرى والمحافظات والهجر تحتفظ على مظاهر العيد التي لا بد من حتميتها بعد صلاة العيد والتي باتت هي السائدة بها، إضافة إلى حرص الآباء توريثها للأبناء».

وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أصدرت تقريرا خاصا عن حالة الطقس في الفترة التي توافق أيام إجازة عيد الفطر المبارك، بينت من خلاله أن واقع السجلات المناخية خلال الفترة الواقعة بين أواخر أغسطس (آب) إلى منتصف سبتمبر (أيلول)، التي توافق هذا العام الفترة الواقعة بين أواخر رمضان المبارك إلى منتصف شوال من العام الجاري، يشير إلى أن درجات الحرارة تأخذ طريقها للانخفاض التدريجي على مستوى المملكة من 2 إلى 5 درجات، خاصة الشمالية منها، وأن السعودية تتأثر بعدة كتل هوائية على سطح الأرض وفي طبقات الجو العليا.

وأوضحت الرئاسة أن استمرار امتداد منخفض الهند الموسمي الجاف والحار، خلال بعض الأيام في فترة العيد، سيؤثر على شمال شرقي وشرق المملكة وعلى أواسط المملكة، مما يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة العظمى خلال وسط النهار على المنطقة الوسطى والشمالية، التي ستتراوح بين 36 و41 درجة مئوية.

وأضافت الرئاسة أن المناطق الشمالية الغربية من المملكة، منها تبوك والمحافظات الساحلية حتى منطقة المدينة المنورة وتشمل أجزاء من منطقة مكة المكرمة، ستتأثر بامتداد مرتفع الأزور الذي يؤدي إلى اعتدال درجات الحرارة، وخلال هذه الفترة يتكون منخفض جوي حركي واحد فقط على شرق البحر المتوسط، مصحوبا بجبهة هوائية حارة وأخرى باردة، مما يؤثر على المناطق الشمالية للمملكة بتباين درجات الحرارة، ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار، وانخفاض في مدى الرؤية الأفقية، وقد يرافق ذلك هطول بعض الأمطار المتفرقة ما بين خفيفة إلى متوسطة على مناطق شمال ووسط المملكة، قد تشمل العاصمة الرياض.

أما المناطق الجنوبية والمرتفعات الجنوبية الغربية والغربية، فإنها تقع، طبقا لتقرير الرئاسة، تحت تأثير امتداد الفاصل المداري، الذي يتذبذب شمالا وجنوبا على تلك المناطق خلال هذه الفترة، مما يؤدي إلى هطول أمطار ما بين متوسطة إلى غزيرة على مرتفعات عسير وجازان.