الرياض: مسرحيات العيد تناقش قضايا المجتمع بقوالب كوميدية

الوضع الصحي وارتفاع الأسعار وتقليعات الشباب ومعاناة الصم وهموم المشاهير.. أبرز مواضيعها

TT

لم تخل العروض المسرحية المصاحبة لفعاليات أمانة منطقة الرياض بمناسبة عيد الفطر المبارك من نقاش قضايا اجتماعية، تتقاطع فيها الجهات والشخصيات التي وضعت على مشرحة النص والأداء التمثيلي المسرحي، لتجعل من فضاءات خشبة أبو الفنون (المسرح) أداة للتعبير عن آراء ووجهات نظر درامية حول تلك القضايا.

فكانت مسرحية «صامولي»، تعرض لمجموعة من المشكلات الاجتماعية التي يواجهها الشباب، وتنظر المسرحية لها بعين ترى فيها أشياء ربما لا نرى تفاصيلها بالعين المجردة، حيث إن المسرحية عرضت حالة وصفتها في ثنايا عرضها المسرحي بكونها حالة سائدة وقدمتها بصورة مكبرة ليتضح أنها ليست إلا حالة غير طبيعية يعاني منها الشباب في تلك المرحلة العمرية.

وجاءت المسرحية في قالب كوميدي، وأدى دور بطولتها نايف خلف ومحمد القس وعبد الإله الحركان، وأخرجها صالح العلياني.

في حين ذهبت مسرحية «شلة الفيس» لتحكي قصة تدور حول شاب محدود في علاقاته الاجتماعية، وبمحيط لا يتجاوز أسرته وعددا قليلا من الأصدقاء، إلا أنه يعوض ذلك النقص في العلاقات الاجتماعية، بعلاقات صداقة افتراضية عبر شبكة الإنترنت، ليتم في ما بعد اقتراح بالرقي بالعلاقة الافتراضية لتكون علاقة واقعية، من خلال اتفاق أولئك الأصدقاء للاجتماع في رحلة سفر لأحد البلدان، وخلال تلك الرحلة تظهر العلاقات والمواقف الإنسانية كما هي على أرض الواقع، لا كما يصورها العالم الافتراضي.

المسرحية من بطولة بشير غنيم ومحمد المنصور وسلطان النوة، ومن إخراج علي الغوينم.

في حين كانت مسرحية «هوامير مول» تقدم شخصيات تاريخية (عبس وذبيان) لتسقطها على قضايا معاصرة، انصبت على قضية الصراع الاقتصادي، حيث حاولت المسرحية معالجة مشكلات التجار وارتفاع الأسعار. وتخلل العرض المسرحي عدد من الاستعراضات الحركية ضمن مواقف كوميدية.

إلى ذلك، أنهت مسرحية «هجولة تايم» عرضها خلال أيام العيد الثلاثة، وسط حضور جماهيري تجاوز 800 متفرج على مسرح مدارس الرياض، وذلك ضمن احتفالات أمانة منطقة الرياض بعيد الفطر المبارك.

والمسرحية تحاول تسليط الضوء على الهم الشبابي، الذي ما زال مشتتا في البحث عن ذاته من خلال «فنون الشوارع» كالتفحيط والتقليعات والرياضة وعزف العود على أرصفة بعض الطرقات.

وجاءت المسرحية في إطار المسرح الترفيهي الذي تحتضنه الأمانة باعتباره فنا مسرحيا ضمن الفنون المسرحية الأخرى المتعارف عليها دوليا، وحفلت بالعديد من الشباب الهاوي للمسرح، وشاركهم التمثيل خالد سامي. المسرحية من إخراج رجاء العتيبي.

إلى ذلك، استضاف مسرح مدارس المملكة مسرحية «حالة ولادة»، التي ناقشت الجانب الآخر في حياة الشعراء، وحياتهم الخاصة ومشكلاتهم وهمومهم وتأثير ذلك على إبداعهم، وذلك من خلال شخصية شاعر شعبي نجح في تحقيق الكثير من الشهرة، بما جعله زعيم الساحة الشعبية لسنوات طويلة، إلا أنه يفيق على بزوغ نجم شاعرين صغيرين، ساءهما تعامل وتعالي الشاعر الشهير، لتجري أحداث مثيرة بين الطرفين في قالب كوميدي.

المسرحية من بطولة محمد العيسى وعبد العزيز المبدل، وعبد الله الدوسري، ومن إخراج فيصل الجبر.

وعلى مسرح وكالة أمانة الرياض لشؤون البلديات، عرضت مسرحية «كلنا نصوص» التي تدور أحداثها حول المراحل التصاعدية التي يمر بها الفنان المسرحي أو التلفزيوني دون أساس علمي ودراسة فنية تساعده على السير بخطوات ثابتة، حيث لا يحرص الممثل على حفظ النص الذي يؤديه بقدر ما يسعى للخروج عنه، وقد يغريه الأمر بالانتقال إلى الكتابة والتأليف، ليفكر في احتراف الإخراج المسرحي أو التلفزيوني وربما خوض تجربة الإنتاج.