الرجال يسجلون الحضور الأقوى طيلة أيام العيد بتكاليف مادية لا تتجاوز 600 ريال

سلوكيات اجتماعية خاطئة وراء مبالغة النساء في التسوق خلال الموسم

TT

عادات اجتماعية خاطئة تدفع بالجنس اللطيف في السعودية إلى المبالغة في التجهيز للأعياد كل عام، لا سيما أن المجتمع النسائي يختلف كليا عن المجتمعات الأخرى من حيث التركيز على المظاهر الخارجية دون الاهتمام بالأمور الأخرى.

وعلى الرغم مما تنفقه النساء من مبالغ قد تتجاوز 6 آلاف ريال سنويا لشراء احتياجات العيد من ملابس وكماليات وزينة وغيرها، فإن الحضور الرجالي في مثل تلك المناسبات يعد الأقوى، كونهم يخرجون في أي وقت ولأي مكان دون أن يتكلفوا؛ حيث إنهم لا ينفقون أكثر من ألفي ريال كحد أقصى لنفس الغرض. ويؤكد عصام الحاني أن ميزانيته السنوية المخصصة لشراء الملابس قبل العيد لا تتجاوز 500 ريال، في ظل اقتناعه بعدم ضرورة تفصيل ثياب جديدة كل سنة، إلى جانب امتلاكه ملابس أخرى طيلة العام، لافتا إلى أنه لا مشكلة لدى معظم الشباب من تكرار المظهر نفسه أكثر من مرة.

وقال، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن حاجيات الرجل تعد محصورة مقارنة بالمرأة، إضافة إلى أننا عادة ما نهتم أثناء الأعياد بكيفية الاستمتاع بها دون التركيز على الكماليات؛ إذ إنني قد أوفر نقودي كي يتسنى لي إنفاقها في التنزه، عوضا عن إهدارها في شراء الملابس». وأشار إلى أن النساء اعتدن المبالغة في شراء ملابس العيد على الرغم من أنهن قد يشترين أغراضا ليست ضرورية، مرجعا سبب ذلك إلى اهتمامهن بالتفاخر أكثر من أي شيء آخر على الرغم من أن خروجهن يقتصر فقط على بعض الزيارات العائلية – بحسب قوله.

أبو محمد ذكر أن نحو 600 ريال تكفيه لشراء ما يلزمه من ثياب لموسم العيد، خصوصا أنه لا يرتدي سوى الزي السعودي الرسمي، الأمر الذي يمكنه من ارتداء ثيابه الموجودة لديه منذ السابق، مؤكدا أن اهتمامه الأكبر ينصب في أمور أخرى كحلاقته والخروج بشكل لائق بعيدا عن المبالغة.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما تقوم به الفتيات ناتج عن سلوكيات اجتماعية خاطئة، كونهن يملن إلى انتقاد بعضهن البعض بشكل يفوق المجتمعات الرجالية كثيرا، وهو ما يجعلهن أشبه بـ(الاستوديوهات التحليلية الرياضية) عقب كل تجمع يحضرنه ليبدأن في سرد ملاحظاتهن وانتقاداتهن للجميع».

وأوضح أن اهتمامات الشباب بشكل عام تتسم بالجدية، لا سيما أنهم يبحثون عن المتعة في أيام الأعياد بشتى الطرق دون الالتفات إلى الكماليات، الأمر الذي يجعلهم بعيدين قليلا عن إهدار المبالغ في غير محلها، موضحا أن ذلك جعل شقيقاته يتمنين أن يكنَّ ذكورا لتفادي سخرية التجمعات النسائية إذا اقتصدن في التجهيز لموسم العيد.

وجهة نظر ممدوح الجهني، ابن العشرين ربيعا، تختلف جذريا عن الباقين؛ إذ أفاد بأنه ينفق سنويا قبل أيام عيد الفطر المبارك ما يقارب 3 آلاف ريال، خاصة أن شراء جهاز جوال جديد كل عام يعتبره من الضروريات، وذلك من منطلق التباهي ومواكبة التطور التقني - على حد قوله.

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من عدم اهتمامي الكبير بالمظهر الخارجي، فإنني أجد نفسي قد أنفقت هذا المبلغ بسبب حرصي الشديد على تغيير جهازي الجوال قبل كل عيد، خصوصا أن الكثير من التصميمات الجديدة يتم إنزالها إلى السوق خلال شهر رمضان، عدا عن أنني أستهلك جزءا من نقودي في التنزه والخروج مع أصدقائي».

آراء مجموعة من الفتيات تباينت من حيث الدوافع الأساسية لهدر مبالغ ليست بـ«القليلة» قبيل كل عيد؛ إذ إن بعضهن يرين أن ذلك أمر طبيعي في ظل إحساس ما وصفنه بـ«الغيرة» بين النساء، بينما تؤكد أخريات أن ما يشترينه من حاجيات في المواسم يستفدن منه طيلة أيام السنة الأخرى.

ريهام عبد الشكور، التي تصل ميزانية أغراضها كل عام إلى ما يقارب 5 آلاف ريال، ترى أنه من غير الممكن الاقتصاد في شراء احتياجات عيد الفطر، لا سيما أن عدد الفتيات القريبات من سنها في محيط عائلتها يبلغ ما يقارب 7 فتيات، مما يحتم عليها محاولة الظهور بشكل متجدد خلال أيام العيد.

وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إحساس الغيرة فيمن بيننا طبيعي جدا، خاصة أننا نتميز عن الرجال بالأنوثة التي لا بد أن يصاحبها التميز، واهتمامنا بمظاهرنا ليس أمرا شاذا، وإنما هو مطلب ضروري لإبراز شخصياتنا كنساء».

من جهتها، بينت أم عبد العزيز أنها عادة ما تشتري ملابس كثيرة للاستفادة منها خلال أيام السنة الأخرى وليس فقط لموسم العيد، مشيرة إلى أنها ليست من هواة التسوق كثيرا، الأمر الذي يجعلها تستغل فترة ما قبل شهر رمضان للانتهاء من تجهيزات العيد وما يليه من شهور. وقالت، خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «يبلغ معدل ما أنفقه سنويا لشراء الملابس نحو 6 آلاف ريال، إلا أن تلك الميزانية تشمل كل ما أرتديه خلال العام بأكمله، مما يجعلني أشعر بأنني لست مبذرة في هذا الجانب».