وزير العمل يدعو للمصارحة: «رحم الله من أهدى إلي عيوبي»

قال إنه مستعد لتلقي أي انتقادات تتعلق بمؤسسة التدريب التقني برحابة صدر

وزير العمل خلال إطلاق المرحلة الثانية من مشروع «حافز» (تصوير: فواز المطيري)
TT

فتح المهندس عادل فقيه، وزير العمل السعودي، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، الباب أمام تلقي أي انتقاد في عمل المؤسسة، مناديا بكشف عيوبها لمن يراها، معتبرا هذا الأمر بمثابة الهدية التي تتلقاها المؤسسة برحابة صدر.

وأكد الوزير السعودي أنهم في مؤسسة التدريب التقني والمهني يبحثون عمّن «يهدي» إليهم عيوبهم، وذلك بهدف التطوير والتحسين، مُتأسيا بقول عمر بن الخطاب المأثور «رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي».

وزاد: «قدَر هذه المؤسسة أن تكون الدافع الرئيسي للكوادر البشرية التقنية في البلاد»، مشيرا إلى أن الكثير من المشكلات التي تعاني منها القطاعات المختلفة في السعودية قابلة للحل لو تم العمل بشكل أفضل في المؤسسة، لافتا إلى أن عملية التغيير للأفضل هي عملية تنبع من قناعة ورغبة في التعرف على الواقع بشكل حقيقي ثم التشاور والتحاور للوصول إلى رؤى يمكن تطبيقها على أرض الواقع.

وأوضح المهندس فقيه أن وزارة العمل تقوم بتحليل بيانات المسجلين في برنامج «حافز»، مشيرا إلى أن الدراسة ستكشف فاعلية المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وكل مراحل التعليم بعد الثانوي، لافتا إلى أن الإحصاءات التي أجرتها مصلحة الإحصاءات العامة بوزارة الاقتصاد والتخطيط أوضحت أن نسبة خريجي المؤسسة تعد قليلة جدا مقارنة بمجمل العاطلين في البلاد، مؤكدا إلى أن المعطيات الأولية لنتائج البيانات تبدو مشجعة.

وأشار فقيه إلى أن الإعلان عن هذه النتائج سيتم خلال شهرين من الآن، مؤكدا بأن النتائج ستعلن بشفافية تامّة. وأضاف: «ما شاهدته في العام الأخير في المؤسسة منذ أن كلفت برئاسة مجلس إدارتها بصفة وزير العمل يحوي قصص نجاح مشرقة وإنجازات حققتها المؤسسة نفتخر بها جميعا، وذلك في برنامجها المميز في الشراكات الاستراتيجية، الذي تعاقدت فيه مع مجموعة من الشركات العالمية والمحلية في تطوير أنماط جديدة من التدريب المرتبط بالتوظيف والتدريب المرتبط بمهارات السوق التي يحتاج إليها أصحاب العمل، وهذا برنامج رائد وأنا أعتبره ابتكارا وإبداعا في التنمية الإدارية قامت بتحقيقه المؤسسة وإطلاقه منذ أكثر من عامين، ولكنه يتنامى بشكل جيد في الفترة الأخيرة».

إلاّ أن فقيه عاد وأكد أن هذا لا يعني عدم وجود مجالات وفرص لتحسين الوضع الحالي، وقال: «من باب الإنصاف يجب أن نشخص أنفسنا بموضوعية، لنعرف نقاط القوة لدينا ونقاط الضعف، نقاط القوة سنعززها، ونقاط الضعف نحسنها ونعالجها، وهذا ما نعمل عليه».

من جانبه أوضح الدكتور علي الغفيص، محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن برامج الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص لتنفيذ برامج تدريبية متخصصة، تحقق عنها حتى الآن إنشاء 30 معهدا متخصصا، سيتم تشغيلها خلال العام الحالي، على أن يرتفع معدل قبولها للطلبة الملتحقين بها بصفة سنوية بمعدل يتراوح بين 20 و30 في المائة.

وحول قدرة سوق العمل على توظيف السعوديين العاملين في المجال المهني والتقني، في ظل المنافسة المحتدمة مع العاملين الأجانب، أكد الغفيص أن برنامج «نطاقات» لديه القدرة الكافية ليحد من هذا الشأن، وسيعزز من قابلية توظيف السعوديين في المجالات المهنية والتقنية.