«تعليم مكة» تفرض «اختبار القياس» شرطا رئيسيا لقبول الطلبة دون سن السادسة في المدارس

الإدارة أرجعته إلى تعليمات وزارية وأولياء الطلبة وصفوه بـ«التعجيزي»

TT

أخضعت إدارة تعليم منطقة مكة المكرمة الطلاب المتقدمين للصف الأول من المرحلة الابتدائية إلى اختبارات «القياس» لمن هم دون الـ6 سنوات من العمر، ممن تتوفر فيهم 4 شروط وصفتها إدارة تعليم مكة بالإلزامية شريطة الالتحاق والقبول.

ولاقى قرار إدارة تعليم مكة المكرمة ردة فعل كثير من أولياء الأمور الذين وصفوا القرار بالتعسفي، والتعجيزي، ويصطدم مع قرار وزير التربية والتعليم باستثناء من كان لديهم شهادة «روضة»، معتبرين أن إدارات التعليم المختلفة في جميع أنحاء السعودية لم تفرض أبدا مثل هذا القرار، وكانت أكثر مرونة في التعامل معه.

وأكد الدكتور زياد ملياني، رئيس قسم القبول والاختبارات بالإدارة العامة لتعليم منطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط» أن ملف الطلبة المتقدمين للصف الأول الابتدائي قد أحيل إلى رئاسة تعليم البنات، لاستكمال اختبارات القياس، مؤكدا أن الطلاب الذين يشملهم الاستثناء في القبول لا بد أن تتوافر فيهم 4 شروط أولها أن يكون عمره من الـ5 سنوات ونصف وحتى الـ6 سنوات و9 أشهر، والثاني أن تكون لديه شهادة معتمدة من إحدى الروضات لترمين دراسيين، والثالث أن يجتاز اختبار القياس، والرابع أن لا يتم القبول إلا إذا تأكد الحصول على مقعد مدرسي شاغر.

وحول شرط إجراء اختبار القياس، قال ملياني: «هذه تعليمات وزارية إدارة تعليم منطقة مكة المكرمة تنفذها كما وردت، أما مسألة من لا يتبع تلك الأنظمة من إدارات أخرى فيبقى الأمر بيدهم، وهم مسؤولون عن تجاهلها».

وذكر عبد الله الزهراني، ولي أمر أحد الطلبة، أنه لأول مرة في حياته يسمع أن طالبا في الخامسة من عمره تجرى له اختبارات قياس، واصفا ما جرى بأنه التفاف على قرار وزير التربية والتعليم بضم الطلبة الذين لديهم فقط شهادات من إحدى رياض الأطفال.

وزاد الزهراني بالقول: «ما يزعجني أكثر هو طلبهم أن تكون روضة الأطفال معتمدة، أنى لولي الأمر أن يعرف اعتمادية تلك الروضة من غيرها!؟»، ملمحا إلى أن الطالب لو سلمنا جدلا اجتيازه لجميع الشروط المفروضة، فكيف سينجح في اجتياز الشرط الرابع والمعني بتوفر أماكن شاغرة بغية القبول، وهذا ما يعني أن إدارة تعليم مكة تمتلك خط رجعة وبإمكانها رفض جميع الطلبة بهذا الشرط الأخير.

يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه وزارة التربية والتعليم، منذ 3 سنوات، عن شرط بلوغ الـ6 سنوات لقبول الطلاب والطالبات في المدارس الابتدائية في جميع المناطق السعودية، مشيرة إلى أنها ستقبل من هم دون السادسة بـ3 أشهر فقط.

وكانت وزارة التربية والتعليم طبقت خلال السنوات الماضية نظاما يمنع قبول أي طالب أو طالبة قبل بلوغ السادسة تماما، ورفضت التساهل مع بعض الطلبة في أيام معدودة تفصل بينهم وبين السن النظامية، وهو الأمر الذي تسبب في حرمان طلاب وطالبات كثيرين من الدراسة إلا بعد أن تجاوزوا السادسة وشارفوا على السابعة.

وكان الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، وزير التربية والتعليم، أصدر قرارا يقضي باستثناء الطلاب والطالبات من السن النظامية المحددة للقبول بالصف الأول الابتدائي الذين أنهوا التمهيدي من رياض الأطفال وتقل أعمارهم عن ست سنوات بمائة وثمانين يوما فما دون بموجب شهادة من رياض الأطفال تثبت انتظام الطالب أو الطالبة لمدة فصلين دراسيين، وامتلاكهم للمهارات النمائية الأساسية التي تمكنهم من الانتظام في المدرسة واكتساب المعارف والمهارات ابتداء من العام الدراسي القادم الجديد، وهو ما يؤكد أهمية مرحلة رياض الأطفال ودورها في تزويد الطالب والطالبة بالمعارف والمهارات الأساسية التي تعدهم للالتحاق مبكرا بالصف الأول الابتدائي.