«الحلوى» تفرض نفسها وتحضر بقوة في أول أيام الدراسة بالسعودية

إجازة لمدة أسبوع للآباء والأمهات.. وطلاب وطالبات الابتدائي يعيدون ذويهم لمقاعد الدراسة من جديد

TT

يضطر الآباء والأمهات مع بدء العام الدراسي الجديد لتوفير كل متطلبات ومستلزمات الأبناء، وتهيئة الأجواء اللازمة لهم، حتى تكون بداية الدراسة مشجعة للأبناء، ويحرص الوالدان على أخذ إجازات مؤقتة من عملهم، خاصة من يكون لديه طفل يدخل المدرسة لأول مرة.

وفي بداية كل عام دراسي، اعتاد السعوديون أن يتكرر مشهد في المدارس الدنيا، بطله الوالدان، الأب في مدارس الأولاد والأم في مدارس البنات، مصطحبين أبناءهما للصفوف، والبعض من الآباء والأمهات يحضرون في بداية العام الدراسي، في مشهد قد يعيد فيه الأبناء، الآباء والأمهات لمقاعد الدراسة مجددا. ويحظى طلاب الصف الأول ابتدائي باهتمام بالغ من الأسرة لتشجيعهم على الدراسة.

ويقول هنا عيد خضير الشمري، وهو معلم صفوف أولية، إن أبرز مظاهر الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد عودة الآباء لمقاعد الدراسة مجددا، حيث يضطر بعض الآباء لدخول الصف مع الأبناء لطمأنتهم ومساعدتهم على التعود على المدرسة وتعريفهم بالأنظمة في المدرسة، وكسر بعض الحواجز عند أبنائهم بمساعدة المعلمين.

ويذكر عبد الله الشمري أن آباء بعض طلاب الصف الأول يستبقون العام الدراسي بإجازة لمدة أسبوع، ولمدد مختلفة تمتد لأسبوع في مجملها، للتفرغ لمساعدة الأبناء، وهم يخطون أولى خطواتهم التعليمية، خوفا على أبنائهم الصغار من المفاجآت التي يواجهونها في دخولهم لطريق الدراسة، وهو ما قد يؤثر في تحصيلهم الدراسي مستقبلا.

وأشار عايد فريح المسيب، من أهالي منطقة حائل، إلى أنه قام أمس السبت بمرافقة ابنه لمقاعد الدراسة، بهدف إزالة الخوف والرهبة من المدرسة اللذين ينتابان طلاب الصف الأول الابتدائي من الطلبة المستجدين. وأكد عايد رغبته في مرافقة ابنه طوال الأسبوع الأول، لينفصل عنه بالتدريج حتى يوم الأربعاء، الذي تقتصر المرافقة فيه إلى باب المدرسة فقط.

ويرى عايد المسيب أن العديد من الآباء رافقوا أبناءهم من الطلبة الجدد، وقضوا يوما دراسيا بأكمله معهم، والبعض منهم يحضرون طابور الصباح ويصطحبون أبناءهم في جولات تعريفية في جنبات المدرسة. وذكر عايد أن بعض الأبناء يدرسون في نفس مدارس الآباء، وفي ذات الفصل الذي كان فيه الأب طالبا قبل أكثر من 25 عاما.

وتقول هنا لطيفة عبيد، موظفة حكومية في القطاع الصحي ووالدة لطفلة مستجدة في الدراسة، إنها قامت باستقطاع إجازة لمدة أسبوع من عملها لمرافقة ابنتها ومساعدتها لكسر رهبة الدراسة في الأيام الأولى لها على مقاعد الدراسة. وأضافت لطيفة أنها استبقت بداية العام الدراسي وقامت بتحضير ابنتها وتهيئتها نفسيا للدراسة، وحتى لا تصاب بصدمة من المدرسة وأجوائها، فيما يحظى الطلاب المستجدون في اليوم الأول بتعامل مغاير من إدارة المدرسة والمعلمين لترغيبهم في الدراسة، ويغلب على ذاك اليوم الطابع الترفيهي، عبر إدخال برامج ومسابقات ترويحية، بالإضافة إلى توزيع الحلوى لكسر حاجز الخوف عندهم.

وأشارت لطيفة إلى أنها تقضي اليوم المقرر للطالبات المستجدات بأكمله ولا تعود للمنزل إلا برفقة ابنتها، ويتخلل ذلك شرح وتوجيه لما يواجهها منذ الخروج من المنزل للمدرسة، وصولا للمدرسة، ومن ثم العودة للمنزل.

ومن جهتها، أعدت الجهات الأمنية والمرورية خطة لضمان انسيابية حركة السير مع عودة الطلاب إلى المدارس يوم أمس السبت، شملت تخصيص فرق ميدانية وتخصيص رجال أمن لمتابعة الطرقات مع بداية وصول الطلاب إلى مدارسهم ولدى خروجهم منها.