النوادي الأدبية: تساؤلات حول مصداقية التصويت الإلكتروني.. ولوم لاذع للسلطة الرابعة

وكيل وزارة الإعلام الدكتور الحجيلان يخاطب المثقفين: أنتم من جعل الوزارة مشرفة على الانتخابات

جانب من التجربة الفرضية الانتخابية التي أجريت من قبل المصوتين إلكترونيا (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

حضرت سجالات واختلافات في الرؤى ووجهات النظر، حول مصداقية وماهية التصويت إلكترونيا، في انتخابات مجالس الإدارة للنوادي الأدبية في المملكة، وهو ما اعتبره المنظمون فرصة مهمة لإجراء التصويت في وقت قياسي، وبدقة عالية.

وفي مقابل ذلك، كان التشكيك حاضرا هو الآخر في ردود الفعل من المنتخبين، واستيائهم ورفضهم لتلك الأجهزة التي تعمل بالتقنية اللاسلكية، وذلك لعدم جدواها وعملها بشكل طبيعي.

وفي تجمع دعت إليه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية، لتسليط الضوء على عملية الانتخابات لمجالس إدارة الأندية الأدبية، في مركز الملك فهد الثقافي بالعاصمة السعودية الرياض، بدا واضحا استياء عدد من المثقفين، لطول انتظارهم للانتخابات، خلال تجربة افتراضية قامت بها لجنة إشرافية على الانتخابات الخاصة بالنوادي الأدبية، وعدم عمل الأجهزة المعدة خلال وقت التصويت، وعدم صيانة أجهزة أخرى في الوقت المناسب، وهو الأمر الذي أعاق عملية التصويت الافتراضية.

المؤتمر الصحافي أيضا شهد سجالا حول ماهية ومصداقية التصويت الإلكتروني، واستبداله بالانتخابات الورقية، وهو ما قوبل بالرفض من قبل المصوتين، حتى إن كلف الأمر وقتا إضافيا.

وحضرت تساؤلات عدد من المثقفين والأدباء الذين حضروا المؤتمر الصحافي، عن أسباب تمديد انتخابات الأندية الأدبية في محافظة الأحساء، وهو المؤتمر الذي ترأسه الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، ورئيس لجنة الإشراف على الانتخابات الأدبية، بحضور الدكتور عبد الله الكناني مدير عام إدارة الأندية الأدبية في الوزارة ذاتها، والدكتور حمود بن طالب ممثلا عن المثقفين. وعلق الحجيلان بأن الدكتور عبد العزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام صرح في وقت سابق بأنه إذا ارتأت الجمعية أن تأخذ من التصويت الورقي منهجا لها، فلا مانع من ذلك، وهو ما ساندته موافقة الوكالة على إدخال عدد من التعديلات على مسار الانتخابات. وأبرز أن الانتخابات الورقية تحتاج إلى قوة بشرية، وعدد من الأشخاص، والإلكترونية تختصر كل ذلك. وبين الحجيلان أن لجنة الإشراف لجنة مختارة، ويصنف أعضاؤها بالمستقلين، ولا يتبعون لأي ناد أدبي في المملكة، مع التأكيد أن تقديم الطعون متاح. وفي مقابل ذلك، ألقى عدد من المثقفين والأدباء باللوم على السلطة الرابعة، وأكدوا أن ما نشر في عدد من الصحف حول التشكيك في نزاهة الانتخابات وتفسير تمديد الانتخابات بعدد من الأندية جاء لإضافة أسماء أخرى لم تتمكن من التقدم في الوقت المحدد، وهو ما خالفه الحجيلان جملة وتفصيلا، وهو ما دعا إلى إقامة هذا المؤتمر الصحافي للتوضيح وعدم وجود ما يُخفى عن العامة. وقال الحجيلان «هنا نحمل عددا من الصحافيين مسؤولية إثارتهم حملات غير صحيحة، كان آخرها على أدبي الرياض، وأن المصدر الوحيد للمعلومة هو الوكالة، ولا صحيح لما ينشر عن وجود اجتماعات سرية في وقت متأخر».

وبالعودة إلى بداية المؤتمر الصحافي، فقد أكد وكيل الوزارة للشؤون الثقافية أن الوكالة تسعى إلى الاستفادة من الآراء لتعديل اللوائح الخاصة بالأندية الأدبية، إضافة إلى الرد على الإشكاليات المتعلقة التي أثيرت في الصحافة. وعد الدكتور ناصر الحجيلان عددا من الأمور التي وصفها بالحقائق والمعلومات، ومنها أن لجنة الإشراف ليست في مصلحة فوز أحد من المرشحين، كما أن اللجنة ليست لديها أجندة أو توجهه آيديولوجي معلن. وأكد الحجيلان أن اللجنة جاءت باقتراح الأدباء أنفسهم، وزاد «أنتم من منحتم تلك الصلاحيات للوكالة، وإذا رأيتم أنه لا داعي لإشراف الوكالة فهذا مرحب به».

من جانبه، شرح الدكتور عبد الله الكناني، مدير عام إدارة الأندية الأدبية في وزارة الثقافة والإعلام، آليات الانتخابات الأدبية، مع القيام بتجربة فرضية، مع إدراج عدد من الأسماء الوهمية لانتخابها إلكترونيا من قبل الحضور، والمصوتين. وقال «إن المتابع للحدث لاحظ مشكلة حول صلاحية تلك الأجهزة تتعلق باحترام الوقت الذي يجري فيه التصويت».

في مقابل ذلك، أبدى الدكتور حمود بن طالب، الكاتب الصحافي، استياءه من استبعاد المرأة من اللجنة الإشرافية للانتخابات الأدبية، فيما أشار بوضوح إلى أنه لا يمكن أن يكون هذا الاستحقاق الوطني المهم مأخوذا على المثقفين من حيث تعطيل تلك الانتخابات المهمة.