السعودية تمكن طلابها من إجراء بحوث علمية وتجارب بمحطة الفضاء الدولية

خبراء يؤكدون حتمية الإعداد لاستيعاب وتمكين الشباب والشابات من احتراف التقنيات الحديثة

TT

رفع في الرياض أمس، الستار عن بدء مشروع تعاوني علمي يجمع وزارة التربية والتعليم ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، يتمكن من خلاله الطلبة السعوديون من إجراء بحوث علمية وتجارب من المتوقع أن تقام بمحطة الفضاء الدولية.

ويمكن المشروع الطلبة السعوديين أيا كانت مستوياتهم التعليمية من الاستفادة من البحوث والتطبيقات العلمية المقامة من قبل محطة الفضاء الدولية، في خطوة تهدف من خلالها الرياض إلى اتساع فوهة البحوث العلمية والمتخصصة في الجانب الفضائي خاصة.

وأكد الدكتور محمد السويل، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أهمية تعاون الجهات التعليمية في المملكة لاستيعاب جيل الشباب والشابات للتقنيات الحديثة للوصول بالمملكة لمجتمع المعرفة وفق ما هو مخطط له.

وتابع السويل بحديثة خلال افتتاحه صباح اليوم ورشة عمل تجارب الطلبة السعوديين في محطة الفضاء الدولية بمقر المدينة بالرياض، بأن 60 في المائة من سكان المملكة هم تحت 25 عاما، وبالتالي فإن استغلال هذه الكوادر الشابة من الجنسين يحتاج إلى خطط وبرامج طموحة تسهم في الإبداع وتصقل مواهب هذه الفئة منذ سن مبكرة وبشكل متواصل.

وبين رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أنه قد تم تحقيق مكتسبات عديدة للوطن والتي تبشر بمستقبل مشرق، مثل الاهتمام الكبير بالتعليم والعلم والمعرفة والعناية بالموهوبين وإعداد الكوادر القادرة على البحث والإبداع، مبينا أن إطلاق مشروع تجارب الطلاب السعوديين في محطة الفضاء الدولية هو عبارة عن تعاون علمي بين المدينة ووزارة التربية والتعليم، يهدف إلى إتاحة الفرصة للطلبة السعوديين لإجراء البحوث والمشاركة في إجراء التجارب العلمية التي ستقام في محطة الفضاء الدولية.

من جانبه، قال الدكتور خالد بن عبد الله السبتي، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين، أن «هذا المشروع سيسهم في رفع سقف الطموح والتحديات للطلبة والطالبات، ونحن في الوزارة لدينا إمكانات هائلة مادية ومعنوية، وكذلك يساعد هذا المشروع في اكتشاف الموهوبين والموهوبات في مختلف المجالات، وتحديدا في مجال الفضاء». وأضاف أن الوزارة لديها خطة استراتيجية لتطوير التعليم العام ومنها تطوير العلوم والرياضيات، حيث تركز هذه الخطة على التحليل والاكتشاف والتجارب التطبيقية، مشيدا بتوقيت هذا المشروع، وفائدته إبراز المواهب في مجال الفضاء. وزاد «أطلقت مشروعا وطنيا لاكتشاف الموهوبين والموهوبات وفق مقاييس ومعايير جديدة، حيث من المتوقع التحاق أكثر من 50 ألف طالب وطالبة في هذا البرنامج، من الصف الثالث ابتدائي حتى الثالث ثانوي».

إلى ذلك، عبر جيفري، رئيس شركة «نانو راكس» عن اعتزاز الشركة بشراكتها الوثيقة مع المدينة، وقال «إننا نسعى لتعزيزها، وإن التحدي الأكبر لنا هو تحقيق الاستفادة المثلى للطلاب والطالبات من علوم الفضاء».

وبدوره، قدم الدكتور هيثم بن عبد العزيز التويجري، المشرف على معهد بحوث الفضاء، نبذة عن المشروع العلمي المشترك بين المدينة ووزارة التربية والتعليم، مبينا أن المشروع يهدف إلى إتاحة الفرصة للطلبة السعوديين لإجراء البحوث والمشاركة في التجارب العلمية التي تقام في محطة الفضاء الدولية بالتعاون مع شريك المدينة شركة «نانو راكس»، ويقدم باحثو وخبراء المدينة خلالها الدعم الفني والتقني للطلبة.

وأشار التويجري إلى أن المشروع يتميز بالتكلفة المحدودة وسرعته العالية في تطوير المشاريع البحثية على مستوى الطلاب، كما يمكن من خلاله تشغيل الأسطح البينية للتجربة بكل سهولة على نظام الطاقة ونظام الاتصالات التابع لمحطة الفضاء الدولية، كما أن هذا المشروع سيتم تطبيقه خلال عام دراسي واحد. عقب ذلك، بدأت ورشة عمل للتعريف بالمشروع، تضمنت نبذة عن شركة «نانو راكس» - شريك المدينة في هذا المشروع، وشارك في هذه الجلسة خبراء من الشركة ومن معهد بحوث الفضاء بالمدينة، إلى جانب عدد كبير من الطلبة المشاركين في هذا المشروع.

واستعرض المشاركون في الورشة أهمية المشروع الذي يمثل تجربة مهمة للطلاب السعوديين، حيث يعمل على اندماجهم في هذا المجال المهم، والتعرف على أجواء البحوث والتجارب العلمية، والكشف عن جوانب الإبداع لديهم، مما يعزز توجهاتهم المستقبلية نحو المعارف والعلوم المهمة التي تسعى المملكة بشكل جاد إلى زرعها في النشء الذي يعد عماد المستقبل.