الرياض: «السياحة» و«العمل» تفاجئان وكالات السفر بطلعات تفتيشية غير معلنة

للوقوف على نظامية العمل ونسبة السعودة فيها

TT

فاجأ عدد من مسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة العمل خلال جولات تفتيشية، عددا من وكالات السفر والسياحة بمدينة الرياض، للتأكد من التزامها بتطبيق الاشتراطات الخاصة بوكالات السفر والسياحة، ونظامية العمل بها وتحقيق نسب السعودة المطلوبة.

ووقف مسؤولو الهيئة والوزارة على بعض الملاحظات التشغيلية والإدارية لبعض تلك الوكالات، وناقشوا، مع مسؤولي الوكالات، سبل تطوير العمل ورفع مستوى الخدمة المقدمة، وحثوا الوكالات على المبادرة بتوفير فرص العمل للشباب السعودي والاستفادة من البرامج التدريبية والتأهيلية التي يقدمها شركاء الهيئة من الجهات التعليمية والتدريبية والتي يدعمها صندوق تنمية الموارد البشرية لتدريب المواطنين وتأهيلهم للعمل في وكالات السفر والسياحة.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله الوشيل، مدير عام المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية في الهيئة، أن العمل جارٍ حاليا على دراسة تم البت فيها قبل 5 سنوات، توصي بوضع خطة توطين شاملة في جميع مناطق المملكة تختص بعمل شركات ووكالات السفر والسياحة بالمملكة.

وزاد الدكتور الوشيل: إن هذه الخطة ألزمت الهيئة بالتنسيق مع الشركاء بالعمل على الحقائب المهنية المرتبطة بقطاع السياحة في المملكة، وعملت بإجماع مع كل الشركاء من ممثلين ووكالات سفر وجامعات، بالإضافة إلى وزارة العمل؛ حيث تم إقرار كل ما فيها من خطط لتوطين العمل بالبنى التحتية الخاصة بهذا الجانب، والتي يأتي في مقدمتها عملية الحجوزات والتذاكر وكذلك المرشدون السياحيون، مبينا أنه تمت عملية التوطين بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية والتنظيم الوطني للتدريب المشترك والقطاعات الخاصة، الرامية لتوفير مراكز التدريب والتأهيل لتتولى عملية التدريب.

وأكد الوشيل بداية الخطة التي ترمي إلى تحقيق معدل توطين الوظائف، بنسبة 80% خلال 3 سنوات، لكنه أفصح عن تسرب للإمكانات التي تم تدريبها وتأهيلها للعمل في القطاع السياحي، وذهابها إلى وكالات سفر أجنبية.

واعتبر الوشيل أن الغرض من تلك الزيارات يأتي بمثابة نذير للقطاعات المخالفة لعملية توطين الوظائف؛ حيث لاحظت الجهات المسؤولة وجود عدد كبير من غير السعوديين يشغلون تلك الوظائف، معتبرا أن المقلق في الأمر وجود عدد من تلك الوكالات تمارس نشاطها من غير تراخيص، وهو الأمر الذي ستواجهه الجهات المسؤولة عبر إجراءات رسمية حيال تلك المخالفات.

وقال المهندس أحمد العيسى، مدير عام إدارة التراخيص والجودة بالهيئة العامة للسياحة والآثار، لـ«الشرق الأوسط»: إن الهيئة، بالاشتراك مع وزارة العمل، تعمل جاهدة لإيصال رسالة وطنية وقضية مجتمع بأكمله، من ناحية توطين الوظائف ومعرفة السوق، وتسهيل عملية التواصل مع المستثمرين في هذا المجال، وهي رسالة قدمت بشكل راقٍ.

وأضاف العيسى أن القطاع السياحي في المملكة وجميع دول العالم يعتبر من القطاعات المهمة وذات الجدوى الاقتصادية الكبيرة، التي تهم جميع شرائح المجتمع، ناهيك عن الفرص الوظيفية الكبيرة المتاحة في هذا القطاع واستيعابها للشباب، مؤكدا، في الوقت نفسه، البدء خلال الأيام القليلة الماضية في برامج جديدة، تدخل في صلب العمل السياحي في البلاد وقطاع السفر والسياحة بشكل عام.

وبيَّن العيسى أنه من خلال الزيارات الأخيرة التي شملت وكالات السفر والسياحة في المملكة، لوحظ تجاوب كبير من أصحاب الوكالات، من ناحية التراخيص وتحقيق معدلات نسب توطين الوظائف المتوقعة؛ حيث إن الكثير من تلك الوكالات مرتبطة مباشرة بمنظمة آيات العالمية، الأمر الذي يعتبر نقلة نوعية خلال 3 سنوات ماضية.

وجاءت تلك الجولات تفعيلا لجهود التعاون بين الهيئة والوزارة في توطين وظائف القطاع السياحي، كما هدفت إلى التعرف على بيئة العمل التي توفرها تلك الوكالات للعاملين فيها، وكذلك الوقوف على نسبة السعودة في تلك الوكالات وإجمالي العاملين فيها وجنسياتهم والمؤهلات التي يحملونها.