الدمام: الكاتبات السعوديات الأكثر حضورا رغم غيابهن عن ملتقى كتاب الرأي

الكتاب السعوديون في أول ملتقى لهم يطالبون بجمعية وصندوق للكتاب

TT

لم تجد الكاتبات السعوديات مكانا لهن بين نحو 30 من الكتاب الذكور في ملتقى كتاب الرأي الذي أقيم في الدمام مساء أول من أمس، إلا أن غيابهن سجل حضورا على مناقشات الملتقى.

وقد جلس أكثر من 30 كاتبا من كتاب الرأي في الصحافة السعودية في ملتقى نظمه نادي الشرقية الأدبي لكتاب الرأي، لمناقشة دورهم في التنمية والمسؤولية الثقافية فيما يتم طرحه في صحافة الرأي.

ورغم أن النقاش كان يتجه لبحث الدور الذي يضطلع به الكتاب في تمثل هموم المجتمع والتعبير عنها، وتوجيه الرأي العام في كثير من القضايا، فإن الملتقى خلص إلى التوصية بتشكيل جمعية أو هيئة لكتاب الرأي السعوديين، كما طالبت إحدى التوصيات باستحداث جائزة سنوية لأفضل مقال، أو أفضل الكتاب السعوديين تتبناها وزارة الثقافة والإعلام.

في حين كانت العلامة الفارقة في مداخلات الكتاب في حلقتي النقاش الحديث عن غياب الكاتبات عن الملتقى مما دعا القائمين عليه إلى إدراج دعوة الكاتبات للملتقى في دورته الثانية ضمن التوصيات، والتأكيد على ذلك في رد على كل مداخلة تتساءل حول غياب الكاتبات بـ«ستتم دعوتهن في الدورة المقبلة»، ففي مداخلة للكاتب جاسر الحربش وصف الكاتبات السعوديات بأنهن يتفوقن على الكتاب الرجال.

كما كان حديث الجهة المنظمة للملتقى عن مشكلات حجوزات الطيران والتي حالت دون مشاركة الكثير من الكتاب المدعوين، هو الأكثر ترددا في قاعة الملتقى، الجدير ذكره أن المحور الثاني للملتقى جرى في غياب مقدم الورقة الأمير بدر بن سعود لعدم توفر حجز لكي يحضر الملتقى.

وأنطلق ملتقى الكتاب السعوديين الأول في مدينة الدمام بتنظيم من نادي المنطقة الشرقية الأدبي، مساء أول من أمس حيث افتتح الدكتور ناصر الحجيلان، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية أعمال الملتقى بكلمة دعا فيها كتاب الرأي إلى النقاش العلمي والحوار المنهجي وقال إن المقالة الصحافية ملتصقة بالمجتمع وبقضايا، وتحاول ملامسة إيقاع المجتمع، وبقدر ما تعبر عن رأي الكاتب الشخصي فإنها تحاول التعبير عن المجتمع.

وفي حلقة النقاش الأولى التي قدم فيها الدكتور عبد الله الطاير ورقة بعنوان «الكاتب والتنمية الثقافية»، كانت المداخلات جادة وجريئة، تمت فيها مناقشة كثير من القضايا التي تهم صحافة الرأي مثل هامش الحرية والصراعات الآيديولوجية في ساحات الرأي، وتفرغ الكتاب وتشكيل صندوق للكتاب لتوفير نوع من الرعاية لهم في المراحل المتقدمة من العمر.

وفي حلقة النقاش الثانية التي تمحورت حول محور «الكاتب والمسؤولية الثقافية» وهي الورقة التي قدمها للملتقى الأمير بدر بن سعود، الذي غاب عن الملتقى، كان النقاش أقل حرارة، وكانت المداخلات هادئة وأقل حدة من حلقة النقاش الأولى في حين بدأت كثير من الانسحابات من قاعة الملتقى قبل أن تختتم الحلقة وتعلن التوصيات.

وفي مداخلة للدكتور حمزة المزيني، قال إن كتاب الرأي في السعودية خلال العشر سنوات الماضية قاموا بدور مهم فبعد الهجمة التي تعرضت لها السعودية من الخارج نتيجة لأحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وكذلك الهجمة الداخلية التي تعرض لها المجتمع السعودي نتيجة الأعمال الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة على الأراضي السعودي، وقال إن الكتاب قاموا بدورهم في المكاشفة مع الثقافة مع مجتمعهم. وأكد أن الظروف التي مرت بها السعودية ولدت لدى الصحف والكتاب دافعا للبحث في الثقافة المحلية لمعالجة الخلل والبحث عن المسببات والدوافع التي أعطت تلك النتائج. وقال الدكتور المزيني، إن «هذا الموقف من كتاب الرأي كان موقفا أخلاقيا، فمن السهل أن تنقد الآخرين، ولكن من الصعب أن تنقد نفسك».

ونبه الدكتور المزيني إلى أن الملتقى لا يمثل كل التوجهات والتيارات في صحافة الرأي السعودية، وقال «كنت أتمنى لو كان الملتقى أكثر تمثيلا للتيارات والتوجهات لدى الكتاب الصحافيين»، في حين اعتذر محمد بودي، رئيس نادي الشرقية الأدبي بأن النادي دعا كثيرا من الكتاب ولكن بسبب عدم توفر حجوزات الطيران اعتذر كثير من الضيوف عن المشاركة.

الكاتب قينان الغامدي، رئيس تحرير صحيفة «الشرق» طالب بتشكيل هيئة أو جمعية للكتاب السعوديين تتبناها وزارة الثقافة والإعلام، وقال ينبغي أن نكون معنيين بمكانتنا في وطننا ككتاب محليين، فهذا الأمر يقودنا إلى العالمية وحين يكون الكاتب أكثر شهرة في وطنه تزداد شهرته في الخارج.

أيضا لم يخل الأمر من توجيه انتقاد لكتاب الرأي في اجتماعهم، حيث قال محمد عابس في مداخلة له إن كتاب الرأي يعانون من ثقافة القطيع، وقال إن بعض المقالات تبنى على معلومات مغلوطة، كما قال إن البعض يأخذ الكتابة من باب الوجاهة الاجتماعية و(البرستيج)، معتبرا أن ساحة الرأي بها من الكتاب الضعفاء ومن يكتب لهم، ممن يسيئون إلى صحافة الرأي.