«حرفيات مكة» تكسر حاجز الـ250 أسرة منتجة وتستقطب الخريجات والأرامل

اللجنة أخضعت بعض المنتجات المكية للتعديل لدعم اقتصاد الحج والعمرة

لجنة الحرفيات تركز على دعم الأسر المكية الحرفية المبدعة لأبرز إبداعات وفن وحرف كادت تضمحل
TT

كشفت «حرفيات مكة» الشروع في خطتها الخمسية، بعد تخطيها حاجز الـ250 أسرة منتجة في العاصمة المقدسة، مبينة أنها استقطبت الحرفيات من سيدات الأعمال والمجتمع والأرامل والمطلقات والخريجات العاطلات، بغية تفعيل هدفها الاستراتيجي.

وبدأت فاطمة قربان، رئيس لجنة الحرفيات بالغرفة التجارية، باستقطاب الحرفيات من كافة المجتمع المكي من سيدات الأعمال والمجتمع والأرامل والمطلقات والخريجات العاطلات والطالبات في جميع المراحل الدراسية، بصورة أسبوعية، مؤكدة أهمية تقييم مستوى المنتجات الحرفية، وإخضاع بعض المنتجات للتعديلات بهدف الرفع من مستواها وعملها الحرفي حتى تصل لمواصفات عالية الجودة رفيعة المستوى.

واستطردت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، «عملت على تكوين قاعدة بيانات أولية للحرفيات والحرف المتاحة، وخاصة التي لم أجد لها مرجعية في أي قطاع أو جهة ذات علاقة، وهذه كانت البداية واستمرت لمدة عامين».

وحول ثقافة الاقتصاد المكي المتنوع وهل ساعد المرأة المكية في اكتساب خبرة التجارة، قالت قربان «إن السيدة المكية هي خليط ونتاج لحضارات وثقافات عديدة اكتسبت شخصيتها وكونتها عبر اختلاطها بالحجاج الذين هم من كل جنس ولون ووجودها في منطقة تجارية بحتة يرنو إليها الحجاج والمعتمرون، وقربها من النشاط الاقتصادي هو ما ميزها عن غيرها من سيدات المجتمع وأكسبها خبرة في التعاملات التجارية».

وذكرت قربان، أن «فكرة مشروع الحرفيات كانت قديمة، لها في نفسي أكثر من عقدين من الزمان، وكنت في كل مناسبة نسائية أو اجتماعية أحاول أن أبرز عمل هؤلاء الحرفيات وأعمالهم الحرفية التي لها طابع خاص بهدف المحافظة عليها من الاندثار، لكن لم تتح ولم أجد الفرصة المناسبة لإبراز هؤلاء الحرفيات حتى أراد الله تعالى لها البروز بهذه القوة والإشراق، وقد ركزت على هذه الفئة وهن الحرفيات، لأني قمت بإجراء دراسات وأبحاث غير منهجية للبحث عن مرجعية لهن، ولكن للأسف لم أجد أي شيء في أي دوائر أو قطاعات ذات علاقة سواء كانت رسمية أو غير رسمية».

وأضافت قربان، «بدأنا نترجم الخطط الموضوعة على الواقع، وعملنا بآلية مقننة، وبدأنا نستقطب الحرفيات من أرجاء المجتمع المكي وكذلك الجامعات والكليات والمراحل التعليمية المختلف، وتم التعاون بيننا وبين المستفيدات من قطاع الضمان الاجتماعي ومن دار الأيتام ومن ذوي الاحتياجات الخاصة ومن نزيلات دار الرعاية والحماية الاجتماعية أيضا من كافة شرائح المجتمع المكي من سيدات المجتمع ومن سيدات الأعمال ومجموعة من السيدات اللاتي تراوحت أعمارهن بين الستين والسبعين، كانت أعمالهن في منتهى الروعة والجمال، وأتذكر أنهن حين أحضرن أعمالهن قامت بعض العضوات بشرائها لنعومتها وشدة إتقانها، وهن أيضا كن في غاية السعاة والامتنان لعضوات اللجنة لتشجيعهن وشرائهن من منتجاتهن».

وذكرت رئيسة حرفيات مكة، أن «أبرز ما حصدته هذه اللجنة أنها عززت شعار (صنع في مكة المكرمة) الذي دعا إليه الأمير خالد الفيصل، الذي غير مجرى حياتنا بإنجازاته وإبداعاته، وبإنجازاته المتلاحقة جعلنا نعيش في رخاء اجتماعي واقتصادي وثقافي نطمح إلى مواكبتها فهو الإنجاز بكل معانيه».

واستطردت قربان بالقول: «لدينا اليوم أكثر من 250 أسرة منتجة مبدعة، عملنا على تقسيمها إلى سبعة أقسام رئيسية: قسم التراثيات، وقسم الأزياء، وقسم تصميم المجوهرات والإكسسوارات، وقسم الديكورات والإكسسوارات المنزلية، وقسم الفن التشكيلي والحفر، وقسم المنوعات والمواليد، وقسم التغذية، وهو القسم الذي تميز كثيرا بما لذ وطاب من أجود وأعرق الأطعمة المكية والعالمية المتنوعة التي خضعت لإشراف خاص».

وزادت حديثها «قدمنا في أحد معارضنا أكثر من ألف 1000 صنف وأكثر من عشرة آلاف قطعة متنوعة تحمل شعار (صنع في مكة)، لدينا خطط أولية وخطط استراتيجية، أما الخطة الخمسية المستقبلية فنحن بصدد الرد عليها وعلى أمور أخرى من قبل مجلس إدارة غرفة مكة، وخاصة بعد نجاح المعرض الأول».

وذكرت فاطمة قربان، سيدة يطلق عليها «أم الحرفيات» لما بذلته من مساع كبيرة في بداية حياتها العملية والتجارية في أن تنجح في إطلاق مشروعها «الحرفيات المكية» ومن ثم كافحت وجاهدت إلى أن تحقق حلمها في أن يكون لهذا المشروع لجنة مستقلة لها، انضمت تحت لواء الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة. وأضافت أن «التركيز منصب على دعم الأسر المكية الحرفية المبدعة لأبرز إبداعات وفن وحرف كادت تضمحل، حيث ركزت لجنة الحرفيات المكيات، ووضعت أهدافها وخططها الأولية والمستقبلية وأولويات استراتيجياتها الخاصة وقمت برفعها لمقام إمارة منطقة مكة المكرمة».

واختتمت فاطمة قربان بالقول: «نحن لم ننته بعد من تنفيذ خططنا الأولية بإقامة المعرض الأول، بل سوف نستمر في السير فيها، فإن قافلة الشتاء والصيف سوف نستكمل رحلتها وتسير لتحط رحالها عبر مدن السعودية لتقوم بتنفيذ خططها الاستراتيجية وسوف نقوم بإحياء تجارة ورحلة الشتاء والصيف القديمة، لكن بحيثيات مطورة وآلية حديثة ومدروسة مقننة، ومن أهم أهدافنا المستقبلية هي إنشاء مصانع تدار بأياد نسائية - إن شاء الله، وهذه دعوة تقدمها الحرفيات لرجال الأعمال والمستثمرين في هذا القطاع لدعمنا لتكون الانطلاقة والآلية جاهزة خلال أيام معدودة».