صحة جازان: استخدام ثلاجات الخضار المبرد في حفظ الموتى أملته الضرورة

قالت إن أمير المنطقة كون لجنة لإنهاء إجراءات دفن الجثث المتكدسة بشكل عاجل

ثلاجة خضراوات استخدمت لحفظ الموتى في جازان
TT

أوضحت إدارة الشؤون الصحية بمنطقة جازان في بيان لها أمس حول استخدام سيارات نقل مبردة لحفظ الجثث بأحد مستشفيات المنطقة، أن ذلك أملته الضرورة، وجاء بناء على تكدس الجثث وعدم وجود شواغر في الثلاجات التابعة للصحة في المنطقة.

وقال البيان الذي أصدره الدكتور حمد بن محمد الأكشم، مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة بجازان، الذي تمت تسميته مديرا للشؤون الصحية قبل يومين، أنه نظرا لتزايد أعداد الجثث الواردة إلينا من الجهات الأمنية المختلفة وعدم صدور أوامر دفن سريعة فقد أسهم ذلك في تكدس هذه الجثث بثلاجات الموتى بمستشفيات المنطقة وعدم وجود شواغر فيها.

وأشار إلى أنه واستنادا لأمر أمير المنطقة فقد تم تكوين لجنة برئاسة وكيل الإمارة وعضوية الجهات الأمنية ذات العلاقة والمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة جازان لإنهاء إجراءات دفن الجثث المتكدسة بشكل عاجل.

وأضاف الأكشم في أول تصريح له عقب تناول عدد من وسائل الوسائط الإلكترونية للقضية مع نشر صورها، أن الشؤون الصحية وهي «الجهة الحافظة» لهذه الجثث قامت بإيجاد حل مؤقت لعدم توفر أدراج شاغرة بثلاجات الموتى وذلك باستئجار برادات لوضع الجثث الجديدة بها بشكل مؤقت، وهذا معمول به في جميع مناطق المملكة، وكذلك في موسم الحج، إلى حين انتهاء اللجنة من عملها، علما بأن هذه البرادات تم اختبار برودتها من قبل مختصين ويشرف عليها فنيون يعملون في الطب الشرعي وهم المسؤولون عن آلية استلام وتسليم الجثث بما يضمن عدم حدوث أخطاء، ويتم الاستعانة بالعمال في نقل وتسليم هذه الجثث فقط.

وحول تبرع إحدى الجهات الخيرية ببناء ثلاجة قال مدير عام الشؤون الصحية «أما بالنسبة لتبرع إحدى الجهات الخيرية ببناء ثلاجة بمنطقة جازان، فبدورنا نشكر لها هذه البادرة الخيرة رغم تأكيدنا على أن المشكلة لا تتمثل في عدم زيادة الطاقة الاستيعابية لثلاجات الموتى فهذا الأمر من السهل على وزارة الصحة تنفيذه وبشكل عاجل».

وتابع: إن المشكلة تكمن في تكدس الجثث وعدم صدور أوامر دفن لها من قبل الجهات المودعة لها، ولو تمت زيادة الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من 1000 درج في ظل هذا الوضع فإن المشكلة لن تحل بل سوف تمتلئ خلال شهر والحل هو في إنهاء إجراءات دفن الجثث المتكدسة وهو ما تسعى له اللجنة المشكلة حاليا.

ورشح في الأنباء أمس أن قضية حفظ الجثث في ثلاجات النقل المبرد قد أدت إلى فصل الدكتور محسن طبيقي، غير أن الشؤون الصحية في المنطقة أوضحت أن وزير الصحة أصدر الثلاثاء قرارا يقضي بتكليف الدكتور حمد الأكشم استشاري طب الأطفال بمستشفى الملك فهد مديرا عاما للشؤون الصحية بمنطقة جازان خلفا للدكتور محسن طبيقي. يأتي ذلك عقب تضارب الأنباء حول سبب إقالة مدير شؤون الصحية بمنطقة جازان بسبب نشر بعض وسائل الإعلام صورا لاستخدام الجهات الصحية في المنطقة ثلاجات الخضار لحفظ الموتى.

وفي الإطار، أشارت مصادر مقربة في صحة جازان لـ«الشرق الأوسط» أن إقالة الدكتور محسن الطبيقي مدير الشؤون الصحية للمنطقة، أتت بعد انتهاء فترة تكليفه لإدارة الشؤون الصحية في المنطقة، مشيرة إلى أن فترة تكليفه قد انتهت منذ يوليو (تموز) الماضي وقد تبقت له سنة واحدة ويحال إلى التقاعد.

ونفى المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ« الشرق الأوسط» أن حفظ الموتى في ثلاجات الخضار لم يكن سببا في إعفاء الطبيقي من منصبه، وأن الوزارة ظلت تبحث عن الشخص المناسب لتوكل له مهام العمل بعد انتهاء فترة تكليف الطبيقي.

وأضاف المصدر أن ثلاجات الخضار التي يحفظ فيها الموتى والتي أخذ صداها الإعلام خلال اليومين الماضيين، ليست من أخطاء الشؤون الصحية أو وزارة الصحة، مشيرا إلى أن استخدام ثلاجات الخضار لحفظ جثث الموتى أمر طبيعي وقد تستخدم في موسم الحج.

وبين أن ثلاجات الموتى في المنطقة تعمل بطاقة تتجاوز 200 في المائة، وأن المشكلة ليست بزيادة الثلاجات وإنما الحل هو وضع آلية للتخلص من الجثث المعلقة بقضايا أمنية بفترات زمنية قليلة، لا تتجاوز 6 أشهر، مشيرا إلى أن هناك جثثا في ثلاجات الموتى في المستشفى لها سنوات لم يتخذ لها إجراءات من قبل الجهات المعنية.

وتابع أن في منطقة جازان نحو 16 مستشفى، وكل مستشفى يوجد به ثلاجة للموتى بحسب الطاقة الاستيعابية، مضيفا أن المنطقة لا يوجد بها نقص في الثلاجات، ولكنها تحتاج إلى اتخاذ إجراءات سريعة من قبل الجهات المختصة في المسارعة في دفن الموتى.

وأشار إلى أن هناك لجنة شكلها الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان في وقت سابق، مكونة من الصحة والجهات الأمنية المعنية لوضع حلول عاجلة لدفن الجثث، وما زال العمل جاريا من قبل هذه اللجنة لإيجاد حلول مناسبة لها.

يشار إلى أن الدكتور حمد الأكشم استشاري طب الأطفال بمستشفى الملك فهد كان قد تم تعيينه مؤخرا مساعدا للمدير العام للشؤون الصحية للطب العلاجي وذلك خلفا للاستشاري الدكتور مصطفى واصلي، ليتم تعيينه مساء يوم أول من أمس مديرا عاما لصحة جازان خلفا للدكتور الطبيقي الذي قضى أكثر من سبع سنوات مديرا عاما لها.