الرياض: تأخير الحصول على اللباس المدرسي الرسمي يتسبب في غياب أعداد من الطالبات

العاملون في محال الخياطة يلومون أولياء الأمور في التأخير.. والعملاء يتهمونهم بالتلاعب في الأسعار

TT

أجبر العاملون في مجال الخياطة النسائية بعض طالبات التعليم العام الراغبات في الحصول على مريول (اللباس الرسمي للمدرسة)، على التغيب عن الحضور للمدرسة منذ بداية الأسبوع الأول، وذلك لما شهدته ملابس الدراسة من إقبال منقطع النظير خلال الموسم الحالي، الذي يعتبر الأهم بالنسبة لأصحاب تلك المحال، خصوصا في ظل الضغط المتواصل في الوقت الراهن.

ويعمل أصحاب تلك المحال هذه الأيام على رفع أسعار خياطة المريول المدرسي للطالبات، حيث تراوحت الأسعار بين 100 و250 ريالا، أي بزيادة تقدر بأكثر من 50 في المائة حسب تقديرهم، دون مراعاة ذوي الدخل المحدود.

وخلال جولة قامت بها «الشرق الأوسط» على تلك المحال، رصدت تكسد عدد كبير من الأقمشة نظرا لكثرة الراغبات في الحصول على مريول، الأمر الذي جعل المحال لا تستطيع إنهاء جميع المرايل حتى نهاية الأسبوع الثاني من بداية فصل الدراسي. وخلال استطلاع آراء عدد من المتعاملين بسوق المرايل، للوقوف على أسباب رفع الأسعار، في ظل غياب الرقابة عليها، أكد أحمد بهير أحد العاملين في أحد محال الخياطة النسائية لـ«الشرق الأوسط» أن الإقبال كبير جدا، خصوصا أن السبب الرئيسي يرجع إلى العملاء، حيث إنهم لا يأتون بالأقمشة إلا قبل الدراسة بوقت قصير، معتبرا ذلك السبب الرئيسي في تكدس الطلب على المرايل. وتشكو غادة محمد، إحدى الطالبات في المرحلة الثانوية، من أصحاب محال الخياطة وفرضهم أسعارا لا يقبلون المناقشة فيها، لا سيما أن الأسعار المفروضة تعتبر باهظة للغاية.

إلى ذلك، تقول أم صالح إنها تحولت إلى المرايل الجاهزة كونها في الماضي أرادت أن تفصل حسب رغبة ابنتها، لكن غلاء المحال التفصيل جعلها تحول رغبتها إلى شراء المرايل المدرسية الجاهزة، لتوفر شراء قماش يتراوح سعر المتر فيه بين 60 و120 ريالا، ومن ثم تكلفة الخياطة التي تصل إلى 200 ريال. وتضيف «أقمشة المرايل الجاهزة ليست ذات جودة ولا تتحمل كثرة الغسيل والكي، وربما نسبة النايلون في صناعتها أعلى من نسبة القطن المريح، لكن قلة الحيلة وغلاء الأسعار دفعانا لهذا الخيار».

وتتساءل إحدى الأمهات عن كيفية وضع حد للغلاء في الأسعار، حيث قامت بشراء المتر الواحد لقماش المريول بـ85 ريالا، واحتاجت لتفصيل مريول ابنتها 3 أمتار، لتبلغ التكلفة النهائية لسعر القماش 255 ريالا، وتفصيله بـ120 ريالا، ليبلغ الإجمالي 375 ريالا، وهو ما يُعتبر إجمالا أمرا باهظ الكلفة.

من جانبه، يوضح أحد أولياء أمور إحدى الطالبات في المرحلة الثانوية، أن المريول الجاهز لا يدوم طويلا رغم أنه يكلف الأسر مبالغ طائلة، فغالبية البنات يفضلن تفصيل ملابس المدرسة الخاصة بهن على أن يشترين جاهزا، لأن جودة المريول الجاهز رديئة جدا، وتضطر هي وكثير من زميلاتها إلى تغييره أكثر من مرة في العام الدراسي الواحد، بينما يدوم ما يقمن بتفصيله وقتا أطول، لأن أقمشته تعتبر من الأنواع الجيدة.

وبحسب أحد العاملين في محال الخياطة، فإن بعض أصحاب المحلات تلك يعمدون رفع الأسعار، مستغلين موسم وحاجة الزبائن الملحة لتحقيق مكاسب مالية أكثر، فهي فرصة تتكرر مرتين في العام الواحد.

من جهته، طالب عبد الله المانع الجهات المختصة بإيجاد حل جذري من قبلهم لمتابعة التلاعب في الأسعار ومراقبة ارتفاعها، في حين يلحظ أن الأسعار في ارتفاع متزايد دون مراقبة ولا محاسبة، حيث يشهد مطلع كل فصل دراسي ارتفاعا مفاجئا للأسعار الخاصة بالزي الرسمي لمدارس التعليم العام، وتحظى محال الخياطة بفرصتها للتلاعب بالأسعار وفق منظورها الخاص.