نائب وزير التربية والتعليم: شركة خاصة للنقل المدرسي.. قريبا

تنهي انتقادات تكتنف مشروع «الأمين» متعهد النقل

TT

رفعت وزارة التربية والتعليم الستار أمس عن إنشاء شركة خاصة للنقل المدرسي، في جميع أنحاء المملكة، من مهمتها توفير خدمة النقل المدرسي، لتلافي بعض الإشكالات المرتبطة بسوء التشغيل من قبل المتعهدين الحاليين.

وقال فيصل بن معمر نائب وزير التربية والتعليم أمس على هامش مؤتمر صحافي لاستعراض عام المعلم وأهم المشروعات التربوية في المرحلة المستقبلية في المملكة، إن مشروعا خاصا بالنقل المدرسي، سيتم تنفيذه قريبا، عن طريق شركة تكفلت بتولي هذا القطاع الحيوي في العجلة التعليمية في البلاد.

وتقطع بذلك وزارة التربية والتعليم إشكالات تكتنف مشروع النقل المدرسي الحالي، والتي باتت مؤخرا ظاهرة على السطح، وقادت الكثير من المستفيدين من تلك الخدمات يتجهون إلى شركات نقل خاصة، لتلافي التعرض لتلك الإشكالات التي أصبحت متكررة.

فبعد أن ودعت وزارة التربية والتعليم خدمة الحافلات الصفراء القديمة قبل عام، وعملت على تشغيل حافلات حديثه مجهزة بوسائل تربوية لنقل الطالبات من خلال مشروع النقل المدرسي الذي أطلقت عليه الوزارة مسمى «الأمين» بقيمة 3 مليارات ريال لمدة 3 أعوام، يستهدف نقل جميع الطالبات المشمولات بالنقل المدرسي الحكومي، لم تنتف عدد من الإشكالات التي تكتنف نقل الطالبات، ولا يزلن يعانين من حافلات المشروع الجديد.

وبحسب رصد قامت به «الشرق الأوسط» ظهر وجود حافلات بمستوى متدن، تعاني كثيرا من الأعطال بين فترة وأخرى، واستمرارها على هذا الحال، بالإضافة إلى أن المظهر الخارجي متروك دون اهتمام، ويظهر تدن في ذات الوقت من حيث الاحتياجات الداخلية، يصل في البعض منها إلى حال لا يطاق.

حافلات «الأمين» تنتشر بمختلف مناطق المملكة لتأمين نقل الطالبات «بالمجان» من وإلى مدارسهن أتت لتطوير النقل التعليمي للبنات، والتي روعي فيها معالجة الكثير من السلبيات التي كانت ملحوظة في الحافلات القديمة، لكن بعض السلبيات بقيت على حالها.

البعض من أولياء الأمور قال: إن المشاكل التي تواجه الحافلات والخلل يكمن في نوع وموديل بعض الحافلات القديمة التي أحضرها بعض المتعهدين لنقل الطالبات، والتي من المحتمل أن عمرها الافتراضي قد انتهى ومن المفترض أن تكون قد أحيلت للتقاعد، والبعض الآخر قال: إن المشكلة تكمن في السائقين، والبعض الآخر ربط تلك الإشكالات بالصيانة الدورية المستمرة.

صالح العثيم أحد المهتمين بمشاكل النقل، رأى في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الخلل يكمن في نوع وموديل بعض الحافلات القديمة التي أحضرها بعض المتعهدين لنقل الطالبات.

العثيم في ذات الوقت لم يجهل الجهود المتنامية التي تبذلها وزارة التربية والتعليم على كافة الأصعدة، وكان آخرها قيام الوزارة مؤخرا بنقل مهمة نقل الطالبات لمدارسهن إلى متعهدين وشركات، بغية رفع كفاءة النقل ومعالجة بعض القصور، وهو ما يراه الجميع في إطار الجهود الرائدة التي ينشدها الجميع.

وأضاف: «لا نستطيع إحصاء إجازات الحافلات بسبب أعطالها المتكررة، أو تغير السائقين، ففي الوقت نفسه، المشكلة تكمن في انتظار الطالبات حضور الحافلات وقتا طويلا، ومن ثم أدركن بعد مضي الوقت أنها لن تحضر بسبب قناعتهن بتكرار أعطالها، وقررن الذهاب للمدرسة بواسطة من حولهن من أولياء أمورهن، هذا المشهد بات متكررا خلال الفترة القليلة الماضية، أي بعد تولي الشركة مهمة نقل الطالبات».

وفي ذات الصدد، يرى سلطان القحطاني والد إحدى طالبات التعليم العام، ضرورة حل المشكلات التي تكتنف بعض الحافلات القديمة من سلبيات، مشددا في الوقت نفسه على وجود من يشرف على الطالبات في كل حافلة، حتى يستمر التنظيم وتكون هناك سلامة.

وأضاف القحطاني أن بعض قائدي الحافلات «متهور» يقود بسرعة عالية تهدد حياة صغيرات السن بشكل خاص، إن لم يلتزم احتياطات السلامة، مع استمرار صيانة تلك الحافلات، كي لا تتعطل أو تهرم بسرعة شديدة، وألا تشغل الشركة المعنية بالمشروع سيارات قديمة، معتبرا هذا الاحتمال الأخير بداية الفشل، فالمشروع الناجح يحتم أن تكون إمكانات الشركة قوية وجيدة.

وينتقد عدد من المواطن وأولياء الأمور مشروع الحافلات «الأمين»، مؤكدين أن بعض تلك الحافلات مستواها هابط جدا، وكثيرا ما تتعرض للأعطال بين فترة وأخرى، معتبرين هذا الأمر يكن تخوفا إن تواصل على هذا الحال.

وقال عبد العزيز البنيان إن مشروع النقل المدرسي استفادت منه أعداد كبيرة من الطالبات وهو مشروع مهم للغاية، شمل كافة مدن المملكة، متمنيا تطبيقه في المدن والقرى التي لم يشملها، حتى تعم الفائدة والنفع لكافة المواطنين، لافتا إلى أن المشروع يساعد الطالبات وأولياء الأمور في النقل من وإلى المدرسة.

وقالت إحدى المعلمات إن «كثيرا من الطالبات يشكون من الاستهتار الذي قد يبدو على بعض السائقين، ومشكلة عدم وجود نساء منسقات للتواصل مع الطالبات خلال الرحلة، إلى جانب تسجيل الملاحظات المهمة».

من جهته يقول أبو عبد الله أحد قائدي حافلات «الأمين» لـ«الشرق الأوسط» إن المشروع متكامل وكبير ويغطي معظم مناطق المملكة، وهو يعكس مدى التطور الذي وصلت له العناية والدعم المقدم للطالبات، ولا يرى في ذات الوقت سلبيات، مضيفا أن السلامة متوفرة، وهنا لا يجد عذرا للطالبات اللاتي يتأخرن عن المدرسة «فبرنامجنا المخصص للنقل مدروس ومريح وسيساعد جميع الطالبات» طبقا لرأيه.

تجدر الإشارة إلى أن العاصمة الرياض تحوي أكثر من 2000 حافلة، مهمتها خدمة القرى القريبة، منها 2.5% نسبة الحافلات البديلة، بينما تبلغ تكلفة نقل الطالبة الواحدة 10 ريالات لليوم الواحد.