أنهى تجمع تقني عالمي عقد في العاصمة السعودية الرياض بحث درجات التطورات التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي، من حيث الأساليب الحديثة، مع مراعاة التزايد في أعداد المقبلين عليها.
وأكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور هاني الزيد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر ومدير معهد بحوث الحاسب في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن المؤتمر يأتي في إطار تحول السعودية إلى الاقتصاد المعرفي والابتكار، كما ركزت اللجنة العلمية على محاور عدة، لكونها تتقاطع مع مشاريع قائمة في المدينة.
وكشف الزيد عن بناء المدينة حاسبا فائق السرعة من المتوقع أن ينتهي في يوليو (تموز) المقبل، فيما بين أن الخبراء الذين وفدوا على المدينة سيطلعون على مشاريع في الجامعات السعودية، والتعرف عليها. وعن أسباب التركيز على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد أن هذا المحور تحديدا وضع كون تلك المواقع أصبحت هي الأهم في نقل المعرفة. وفيما يتعلق ببرنامج المحتوى الرقمي، قال الدكتور منصور الغامدي مدير البرنامج الوطني للمحتوى الرقمي، إن هذه المبادرة حققت نجاحات كبيرة، إذ يشكل المحتوى 2% من المحتوى العالمي على الإنترنت، حسب آخر إحصاءات شركة «غوغل»، بعد أن كانت نسبته لا تتجاوز 3 من الألف عند بداية تبني المبادرة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
وأكد الدكتور منصور الغامدي ترجمة أكثر من 2100 مقالة علمية من اللغة الإنجليزية إلى العربية في مجالات علمية مختلفة تشمل الطب والصحة، والتقنيات المتقدمة كتقنية النانو، وتقنية المعلومات، وتقنية المياه، والتقنية الحيوية، وغيرها، وذلك بمعدل 700 كلمة للمقالة الواحدة.
واعتبر الغامدي أن هذا المعدل يفوق بكثير معدل عدد كلمات المقالات العربية في «ويكيبيديا»، الذي يساوي 250 كلمة للمقالة الواحدة، كما يفوق معدل كلمات مقالات اللغة الإنجليزية البالغ 590 كلمة، ونتج عن هذا المشروع زيادة كلمات «ويكيبيديا» العربية لأكثر من 4%.
وشهد اليوم الأخير من المؤتمر تكريم المدينة للفائزين بمنافسة إثراء المحتوى العربي «ويكي عربي» التي نظمتها المدينة في وقت سابق، حيث سلم الدكتور محمد السويل رئيس المدينة وبحضور الدكتور منصور النزهة مدير جامعة طيبة الشهادات التقديرية والجوائز المالية للفائزين بالمنافسة بفئتيها الجامعات والأفراد، كما كرم المشاركين والجهات الراعية لهذه المنافسة.
واختتم المؤتمر السعودي الدولي لتقنية المعلومات الذي انعقد في العاصمة الرياض بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والذي استمر يومين وسط حضور نخبة من المختصين والمهتمين في قطاعات حكومية وجامعات سعودية فضلا عن مؤسسات بحث دولية وعدد من شركات القطاع الخاص والشركات الأجنبية.
وحصلت جامعة طيبة على المركز الأول بين الجامعات السعودية، تلتها جامعة الملك سعود في المركز الثاني، ثم جامعة الملك فيصل في المرتبة الثالثة، ومن الأفراد حصلت عائشة محمد عبد الله الزاحم على المرتبة الأولى، تلتها لطيفة محمد السماعيل، وأمينة عبد الله العبيد، والحسن منصور الرفاعي، ومنى بنت علي الغامدي، ونوت سليمان الغبين العنزي، ودلال مبارك علي الدوسري، وأحلام محمد الخطابي، ومنصور عبد اللطيف العمير، ويمان شكري عادل يوسف، فيما نال جائزة التميز للأفراد أيمن أحمد محمد سالم.
واختتمت فعاليات اليوم الأخير للمؤتمر بـ4 جلسات علمية، حيث خصصت الجلسة الأولى برئاسة أشرف الخيري، لمناقشة الحاسبات فائقة الأداء، وفيها عرضت ورقتان علميتان، الأولى تحدثت عن كفاءة الطاقة الخضراء في الحاسبات، وقدمها فولكر ليندنستروث، من جامعة غوته الألمانية، والثانية من إعداد ديفيد كيز، من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. واستكملت الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور محمد بن سليمان خورشيد النقاش الدائر حول الحاسبات فائقة الأداء، من خلال 3 أوراق علمية، الأولى بينت مفهوم سحابة الحوسبة: الثورة القادمة في مجال تقنية المعلومات، وقدمها راجكومار بويان، من جامعة ميلبورن الأسترالية، فيما تناولت الورقة الثانية فرص الابتكار في الحاسبات فائقة الأداء، وهي من إعداد جيمس سكستون، من مركز آي بي إم للبحوث بأميركا، أما الورقة الثالثة فتحدثت عن الفرص والتحديات في حاسبات إكسل، وقدمها نادر باقرزادي، من جامعة كاليفورنيا أريفين الأميركية.
وبحثت الجلسة الثالثة برئاسة عبد الرحمن العزام، من شركة «ألكساتال ليكينت» آخر مستجدات الشبكات اللاسلكية، من خلال استعراض 3 أوراق علمية، الأولى بعنوان «نحو طرق أكثر أمنا.. تصميم شبكات لا سلكية موثوقة للمركبات» وقدمها محبوب حسان، من جامعة نيوساوث ويلز الأسترالية، أما الثانية التي كانت تحت عنوان «تكيف البث للشبكات» فقدمها سليم العيونين، من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وفي الورقة الثالثة شرح مدير شبكة العمليات بشركة «زين»، عبد الله بن عبد العزيز الرميح، اتجاهات القدرات في إدارة الشبكات اللاسلكية.
أعقبها جلسة نقاش برئاسة الدكتور إبراهيم بن صالح النمي، من معهد بحوث الحاسب بالمدينة، لبحث موضوع الحواسيب السحابية.