«التربية والتعليم»: لا صحة لاشتراط اجتياز رياض الأطفال للالتحاق بالصف الأول الابتدائي

الدباس: نتمنى مزيدا من الوعي المجتمعي بأهمية المرحلة... وتوجه للتوسع في القرى والهجر

ازداد الاهتمام بمرحلة رياض الأطفال بالسعودية، لما تمثله تلك المرحلة من تهيئة الاطفال للالتحاق بالتعليم العام («الشرق الأوسط»)
TT

فند مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم السعودية لـ«الشرق الأوسط» عدم تبني الوزارة دراسة تدعو إلى فرض مرحلة رياض الأطفال بشكل إلزامي كشرط لالتحاق الطلاب والطالبات بالصف الأول الابتدائي، مؤكدا على كون تلك الدراسة لا تعدو كونها مجرد رأي خاضع للبحث والدراسة تجريه وكالة الوزارة للتعليم ممثلة بالإدارة العامة لرياض الأطفال لمعرفة رأي الإدارات ذات العلاقة بالتعليم بتلك المرحلة، ومدى إمكانية تطبيقها مستقبلا في حال إقرارها.

وأبانت حصة الدباس مديرة الإدارة العامة لرياض الأطفال بوزارة التربية والتعليم بأن ما تناقله البعض من كون وزارة التربية والتعليم تدرس فكرة إدراج إلزامية مرحلة رياض الأطفال للطلاب والطالبات للقبول في المرحلة الابتدائية غير صحيح، موضحة أن ذلك اللبس نتج لدى البعض عن التعميم الخاص بالحالات الاستثنائية الواردة بشأن الطلاب والطالبات الراغبين بالالتحاق بالصف الأول الابتدائي، والذين تقل أعمارهم عن السن القانونية بـ180 يوما، حيث كان القرار ينص على اشتراط حصولهم على شهادة اجتياز المرحلة التمهيدية من رياض الأطفال لقبولهم بالصف الأول الابتدائي.

وكانت عدد من وسائل الإعلام المحلية تناقلت عبر رسائل نصية خبرا مفاده أن وزارة التربية والتعليم بالسعودية تدرس حاليا إدراج إلزامية دراسة الروضة للطلاب والطالبات قبل الدخول في المرحلة الابتدائية، ومرجعة السبب في ذلك التوجه للوزارة برغبة الوزارة في تهيئة الطلاب ليكونوا مواكبين للتطوير الحاصل في المناهج الدراسية.

وأبانت الدباس عن كون إدارة رياض الأطفال بالوزارة تؤمن بأهمية مرحلة رياض الأطفال في صقل شخصية الطالب وتهيئته للانخراط في الصف الأول الابتدائي، من خلال تزويده بمعارف ومهارات أساسية تساعده لمواكبة التطور الحاصل في المناهج والمقررات التعليمية.

وأشارت الدباس إلى كون مسؤولية رياض الأطفال لا تقع على عاتق وزارة التربية والتعليم لوحدها، بل تتعداها لتكون مسؤولية مجتمعية يشارك بها الجميع، ولفتت إلى أهمية تنمية الوعي لدى أولياء أمور الطلاب والطالبات بأهمية تلك المرحلة بالنسبة لأبنائهم.

وأكدت مديرة الإدارة العامة لرياض الأطفال بوزارة التربية والتعليم سعي الوزارة للاستفادة من التوجه الحكومي نحو عملية التوسع، مؤكدة على تركيز وزارتها في الفترة الحالية على التوسع النوعي لمرحلة رياض الأطفال في المدن والهجر، التي لا يوجد بها رياض الأطفال، ومشيرة إلى الخطة الاستراتيجية والتي تبنتها وزارة التربية والتعليم للتوسع في تلك المرحلة، وما واكبها من توجه حكومي لفصل مرحلة رياض الأطفال عن مرحلة التعليم العام.

وتمنت الدباس أن تكون الخطط المستقبلية للدولة تعتمد على التوسع في إعداد المقاعد الخاصة بالطلاب والطالبات في تلك المرحلة، مشيرة إلى أن التطور المعرفي، والذي تشهده الحياة المعاصرة تدفع نحو تبني مثل تلك المشاريع التعليمية والتربوية.

وختمت الدباس حديثها لـ«الشرق الأوسط» بدعوتها مختلف وسائل الإعلام المحلي بتوعية أفراد المجتمع بأهمية تلك المرحلة التعليمية، والتي ترى فيها الدباس أنها ذات أثر إيجابي على سلوك الطالب والطالبة في مرحلة التعليم اللاحقة.

يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم السعودية ومع انطلاق العام الدراسي الجاري بدأت في تنفيذ خطة طموحة تستهدف التوسع في مرحلة رياض الأطفال، حيث تعمد تلك الخطة الاستراتيجية إلى استحداث عدد من مدارس رياض الأطفال على هيئة مبان مستقلة أو ملحقة بمباني مدارس البنات الابتدائية في بعض مناطق البلاد.

وكانت وزارة التربية والتعليم السعودية كشفت عن جوانب تلك الخطة التوسعية لمرحلة رياض الأطفال على خلفية تبنيها للقرار الملكي القاضي بالتوسع التدريجي في إنشاء رياض أطفال وفصل تلك المرحلة بمبانيها عن التعليم العام، ووضع خطة وبرنامج زمني من قبل الوزارة مستفيدة من خطط التنمية للدولة، بالإضافة إلى الدخول مع القطاع الخاص في شراكة استراتيجية للاستثمار بمرحلة رياض الأطفال.

وتؤكد دراسات وأبحاث علم نفس النمو أن مرحلة الطفولة من أهم الفترات في تكوين شخصية الطفل، حيث فيها ترسم ملامح شخصية الفرد مستقبلا، ويتحدد مسار نموه الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والوجداني طبقا لما توفره له البيئة المحيطة بعناصرها التربوية والثقافية والصحية والاجتماعية.