المرشحون الشباب يدعمون حملاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي

سعيا لكسب الجولة في انتخابات المجالس البلدية

الموسم الانتخابي انطلق في الثالث والعشرين من أبريل ويختتم في التاسع والعشرين من سبتمبر الحالي (تصوير: عمران حيدر)
TT

هل يكسب الشباب الجولة في انتخابات المجالس البلدية؟ هذا السؤال سيتم حسمه في الـ29 من سبتمبر (أيلول) الحالي، إلا أن الشباب بدأوا باكرا في الإعداد ليوم الحسم، فانطلقت حملات واسعة لدعمهم على الإنترنت، منذ نحو ستة أشهر، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، للوصول إلى المجالس البلدية، بينما بدأ المرشحون التقليديون حملاتهم في الـ18 من سبتمبر الحالي فقط.

الدورة الثانية من الانتخابات البلدية في السعودية، التي بدأت في الـ23 من أبريل (نيسان) الماضي، تشهد ما يمكن أن يطلق عليه الصراع بين التقليدية والحداثة، بين المخيمات التقليدية، ومواقع التواصل الاجتماعي والحملات على الإنترنت.

هذه الحملات التي تشكلت في العالم الافتراضي قبل أن تعلن اللجنة العامة للانتخابات قوانين الحملات الانتخابية، لم تكن تدعم مرشحا بعينه، وإنما تدعم الشباب كقوة منافسة على مقاعد المجالس البلدية بشكل عام، من أجل تطوير عملها والارتقاء بدورها، إلا أن مصدرا في اللجنة العامة للانتخابات، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الدعوة لترشيح الشباب يعد مخالفة من المخالفات التي يحذر منها القانون الانتخابي، وقال إن اللجنة العامة للانتخابات حذرت باستمرار من الدعوة إلى دعم مرشح على أسس قبلية أو طائفية أو مناطقية أو فئوية، ملمحا إلى أن الدعوة لترشيح الشباب تعتبر دعوة فئوية.

ومنذ الانتهاء من قيد الناخبين، حسم الشباب أمرهم وانطلقت حملات دعم ترشيحهم في كل مناطق السعودية، وكان للإنترنت الدور البارز في نشر فكرة دعم ترشيح الشباب، ففي منطقة حائل، أطلقت حملة شباب حائل إلى المجالس البلدية، وعرف القائمون على الحملة أنفسهم بأنهم مجموعة من الشباب، تهدف إلى ترشيح أعضاء شباب أكفاء، إلى عضوية المجلس البلدي بحائل، يؤسسون للعمل المنظم وفق رؤية واضحة تخدم منطقة حائل بشكل عام، لتقديم الخدمات البلدية وتطويرها للأفضل، بما يرضي تطلعات المجتمع الحائلي، ليرسم مستقبلا أفضل للعمل البلدي والاجتماعي الشبابي في خدمة المجتمع. وزاد القائمون على الحملة أن من ضمن الأهداف التي تسعى لها الحملة، إيصال أصوات الشباب إلى متخذي القرار، معتبرين أن ذلك سيساهم في رفع مستوى الشفافية، وتقديم أدوات تواصل فاعلة مع المجتمع المحلي، واستثمار الحراك المدني الشبابي في فترة التسجيل والحملات الانتخابية، لنشر الوعي بين الشباب.

كما تهدف الحملة الشبابية إلى إبراز الصورة الإيجابية للشباب، من خلال المشاركة الفعالة، ودعم المرشحين الشباب للوصول إلى المجلس البلدي، والتأثير فيه.

ويشدد القائمون على الحملة، على أن من أبرز الأهداف التي قامت من أجلها حملة دعم الشباب، خوض تجربة الانتخابات البلدية، وبناء الخبرات لدى الشباب، من خلال الاحتكاك بمختلف فئات المجتمع.

على أرض الواقع بدأت الحملات الانتخابية التي ينظمها المرشحون للتعريف ببرامجهم، لكسب أصوات الناخبين، منذ نحو خمسة أيام، وكانت غير مثيرة للانتباه، عزاها البعض إلى التجربة الانتخابية الأولى، التي تمت في عام 2005، والتي شهدت زخما انتخابيا ضخما، حيث صدم الناخبون من الوعود التي أطلقها المرشحون حينها، والتي اكتشفوا بعدها محدودية صلاحيات المجلس البلدي.

حسن السلطان، أحد الشباب المرشحين للانتخابات في المنطقة الشرقية، يعول على تمكن الشباب من تحقيق اختراق للمجالس البلدية، حيث يقول إن الشباب يملك الأفكار والحماس والقدرة على إحداث تغيير، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى أن الدائرة التي يترشح فيها لم يترشح سوى اثنين من الشباب، من أصل 16 مرشحا، غالبيتهم ممن تعدوا مرحلة الشباب.

يؤكد السلطان أن الناخبين الذين ليس لديهم مرشحون يدعمونهم بدافع أو بآخر، إما مناطقي أو طائفي أو قبلي، فإن أصواتهم ستذهب إلى الشباب، وقال إنه يلمس من تجربة شخصية دعم المجتمع المحيط له، لمجرد أنه شاب فقط.

عبد الرحمن الحسن، أحد المرشحين الشباب في مدينة الرياض، يقول إنه متفائل بأن كثيرا من الشباب سيحصدون الفوز، وسيغيرون وضع المجالس البلدية، وتابع قائلا: «ما بين الدورة الأولى والدورة الثانية حدثت تغيرات كبيرة في نظرة المجتمع السعودي للشباب، فهم عماد الأعمال التطوعية التي كان له الدور الأبرز في بعض الأحداث التي شهدتها البلاد، كما أنهم يملكون الرؤية والطموح».

ودعم الحسين تفاؤله بتحقيق الشباب اختراقات في انتخابات المجالس البلدية، بأن الأمم المتحدة أعلنت عام 2011 عاما للشباب، بينما أعلنت منظمة اليونسكو العقد الحالي عقد الشباب.

يقول الحسين إن الرسالة الأهم التي على المرشحين الشباب إيصالها، هي التأكيد على جاهزيتهم للمساهمة في خدمة الوطن، وتابع: «آمالنا في أن يصل الشباب إلى المجالس البلدية، أن يكون لدى المجالس مزيد من الصلاحيات».

وفي إشارة إلى أدوات الشباب في هذه الدورة، قال الحسين: «نحن جيل (فيس بوك) و(تويتر)، وعالمنا هو الإنترنت، وتشكيل الرأي العام والشرائح التي نستهدفها ينطلق من هذا العالم».