نائب رئيس الكشافة السعودية يفند لـ«الشرق الأوسط» تهم «الاختلاط» عن مخيم جدة الدولي

بعد بيان لعلماء دين.. الفهد: المشاركة مقتصرة على الذكور دون الإناث

8 آلاف كشاف سعودي وأجنبي تحتضنهم مدينة جدة هذه الأيام لترجمة رسل السلام («الشرق الأوسط»)
TT

واجه أكاديمي سعودي، يعتبر القيادي الثاني على رأس إدارة جمعية الكشافة السعوديين، ما تردد وتناقلته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي «الـ«فيس بوك» و«تويتر» والرسائل الهاتفية النصية، حول رفض بعض من رجال الدين في المملكة إقامة معسكر كشفي دولي في البلاد، معللين رفضهم بما توقعوه من اختلاط بين الذكور والإناث قد يحدث جراء مشاركة أعضاء من كشافة بعض الدول الأجنبية، ووصفوا ما قد يحدث من اختلاط بـ«اختلاط مزر».

وفند البروفسور السعودي عبد الله الفهد نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية في حديثه لـ«الشرق الأوسط» تلك المزاعم، مستندا على كون المخيم مقتصرا على مشاركة الذكور دون الإناث.

وأوضح الفهد أن المخيم الكشفي، والذي يقام هذه الأيام بجامعة الملك عبد الله في جدة «غرب السعودية» بأنه امتداد للمخيم الكشفي العالمي الأول، والذي عقد بالجبيل «شرق السعودية» العام المنصرم، وهو المخيم الذي ولد تحت إشراف تربوي، من قبل متخصصين بوزارة التربية والتعليم، وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة.

ويعقد مخيم السلام العالمي الثاني بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست»، خلال الفترة من 20 إلى 29 سبتمبر (أيلول) الجاري، وتنظمه جمعية الكشافة العربية السعودية، وتشارك به أكثر من 94 دولة، بعدد 1500 مشارك من خارج المملكة، وما يقارب 6500 مشارك من الكشافة السعوديين.

وكان عدد من رجال الدين السعوديين قد اتهموا مخيم السلام العالمي الثاني، وقالوا «إن مشاركة كشافة سعوديين في هذا المخيم شهدت اختلاطا سافرا بين الشباب والفتيات»، واعتبروا الأمر «هدما للحواجز بين المسلمين وأصحاب الديانات الباطلة» بحسب وصف بيانهم.

وذهب البعض إلى تحذير وزارة التربية والتعليم من خطورة الإقدام على إقامة مخيم كشفي بالمملكة وبمشاركة وفود أجنبية، وهو ما عدوه مؤديا إلى التمادي في هذا الفساد، والإصرار عليه.

ووقع على البيان عدد من رجال الدين السعوديين وأكاديميين وموظفين حكوميين، بلغ عددهم ما يقارب 42 شخصا، وذهبوا إلى انتقاد مشاركة الكشافة السعوديين في ملتقى كشفي أقيم في السويد، خلال شهر رمضان الماضي، وهو المخيم الذي شارك فيه ما يربو على 400 شاب، إلى جوار مشاركة وفود كشفية من مختلف أنحاء دول العالم من الشباب والفتيات وبلغ عددهم 38 ألف مشارك.

وتضمن البيان وصف الملتقى بأنه كان «ملتقى للعري، والاختلاط السافر بين الشباب والفتيات».

وتابع البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه القول بأن «الخطر أن هذا الملتقى ضم عشرات الآلاف من أهل الديانات المختلفة، وكان من أهم أهدافه تحقيق الاندماج بينهم، ومعهم أبناء المسلمين».

إلا أن نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية فند تلك الأقوال، وواجه الرجل خلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، أن المشاركة السعودية في مخيم السويد كانت تحت إشراف مباشر من وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد الذي زار المخيم الكشفي السعودي، واطلع بنفسه على المشاركة السعودية، قاطعا بأن ما ورد في البيان عار عن الصحة، في ظل ما يشهده المخيم من رقابة تربوية، وإشراف دولي، وفق قواعد العمل الكشفي المتعارف عليه دوليا.

وعاد وأكد الفهد على كون مخيم السلام العالمي الثاني بجدة يخضع لضوابط واشتراطات للمشاركة فيه، تلتزم بها كافة الدولة المشاركة، وموضحا أن المخيم يأتي امتدادا لرسل السلام، وهو مشروع سعودي مبني على تعزيز مبادئ وقيم المواطنة، ونشر قيم السلام والتعايش العالمي، معتبرا تلك الرسل محورا رئيسيا للمخيم.

واعتبر الفهد أن رسالة المخيم تهدف إلى تعزيز قيم المواطنة والسلام في نفوس الكشافة، مشيرا إلى أن المخيم يقدم عددا من البرامج والفعاليات التي تعكس تفاعل الكشاف مع بيئته الاجتماعية، من خلال ممارسات إيجابية لصالح المجتمع المحلي والعالمي.

ولفت الفهد إلى تضمن برنامج المخيم عددا من الفعاليات والبرامج، والتي من أبرزها ندوة ومقهى في الحوار بمشاركة 80 كشافا من دول العالم، ويقدمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، بالإضافة إلى حملات تنظيف البيئة البحرية، بمشاركة أكثر من 1000 كشاف من مختلف مناطق ومحافظات المملكة، للمساهمة في تنظيف شاطئ البحر الأحمر بالكورنيش بجدة.

وكانت جمعية الكشافة العربية السعودية قد أقامت مساء يوم أمس حفلا كرنفاليا في «أبرق الرغامة» شرق محافظة جدة بمناسبة اليوم الوطني الـ81 للمملكة، بحضور وزير التربية والتعليم رئيس جمعية الكشافة السعودية، وشارك في الاحتفالية ما يزيد عن 8 آلاف كشاف من السعودية، ومن أعضاء اللجنة الكشفية العالمية والعربية ومديري الأقاليم الكشفية حول العالم.

وتضمن الحفل تقديم أوبريت «كشافة وطن.. رسل سلام»، بالإضافة إلى لوحات تحكي قصة الكشافة السعودية منذ نشأتها قبل 75 عاما، وعدد من الرقصات الشعبية التي تمثل التنوع الثقافي والحضاري في البلاد.

يشار إلى أن مخيم السلام العالمي الثاني بجدة يقام في نطاق 3 تجمعات كشفية الأول، وهو المخيم الرئيسي بجامعة كاوست، والمخيمات الفرعية في «مكة، وجدة، والمدينة، والطائف، والليث»، بينما يصاحب المخيم العالمي إقامة مخيمات كشفية بمختلف مناطق المملكة ومحافظاتها.