«الوقت والبيروقراطية».. محوران يخطفان ملتقى للجهات التمويلية في حائل

أجمع المشاركون على ضرورة إيجاد ضوابط للحد من تلك الإشكالات

TT

أجمع عدد من زوار ملتقى الجهات الداعمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، على بيروقراطية عمل الجهات الداعمة، وتأخر البت في الطلبات التي تصل لأكثر من عامين، بنتيجة؛ إما بالموافقة أو الرفض، مما يؤدي لعزوف الشباب عن هذه الجهات، جراء إحباط يشعر به الشباب المتقدم لطلب العون والمساعدة.

وتبنى بعض من المشاركين في ملتقى تشهده حائل شمال السعودية، المطالبة بالكثير من الآليات الجديدة، لتسهم في رفع أداء عمل هذه الجهات، واختصار بعض الإجراءات، التي تتسبب في هدر الوقت للشباب، مما يؤدي لفقد الثقة بين الجهات المقرضة والشباب، وهي البنك السعودي للتسليف والادخار، وصندوق تنمية الموارد البشرية، وبرنامج «ريادة» التابع للمؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني، وباب «رزق جميل»، صندوق المئوية، وبرنامج «كفالة» التابع لصندوق التنمية الصناعي، وصندوق التنمية الزراعي، ومركز «جنى»، والصندوق الخيري الاجتماعي، والهيئة العامة للسياحة ولآثار، والبنك الإسلامي للتنمية، والشؤون الاجتماعية.

وفي رصد لـ«الشرق الأوسط» لزوار ملتقى الجهات الداعمة في حديقة الزيتون، اتضح أن أغلب الاستفسارات التي يوجها الزوار، تتمحور حول الوقت الذي يحتاجه المتقدم لإنهاء إجراءاته، قبل أي سؤال آخر، أو معرفة العروض المقدمة من الصناديق والجهات الممولة، مع ظهور فجوة بين المستهدفين بذلك وهذه الجهات.

عبد الله عايد الشمري، شاب في منتصف العقد الثالث من عمره زار الملتقى، ويرى أن الفكرة السائدة عن هذه الجهات الممولة، ترتكز حول تأخرها في عدم البت في الطلبات بالقبول أو الرفض لمدة زمنية أطول، وهو الأمر الذي يجعل الشاب يسعى للبحث عن فرض عمل وإلغاء فكرة المشروع، وشدد الشمري على أن الحكومة أوجدت هذه الجهات لتمويل الشباب ودعمهم ومساعدتهم في مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة، بعيدا عن البيروقراطية والشروط التي تثقل كاهل الشباب، وأن جل الشباب يحملون أفكارا لمشاريع جيدة، لكنهم يفتقدون التوجيه والرعاية، التي قد تصنع منهم رجال أعمال وأصحاب حرف ومهن، مما ينعكس إيجابا على المجتمع، وأنه لا بد من إيجاد ضوابط جديدة لعمل هذه الصناديق، تختصر الوقت، وتكون حاضنة للشباب ولا تكون طاردة لهم.

ومن جهته، طالب الأمير عبد الله بن خالد بن عبد الله، مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، الرئيس التنفيذي للمجلس الاستشاري التنسيقي والمشرف العام على لجنة التنسيق المحلي لتنمية وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة بحائل، في مؤتمر صحافي عقد مؤخرا، مسؤولي هذه الصناديق بالعمل بعيدا عن البيروقراطية لدعم الشباب والشابات. وقال في هذا الصدد: «إن أمام شبابنا كل الفرص والمعطيات من خلال ما رصدته ووفرته الدولة من إمكانيات ودعم وتمويل وتسهيلات واسعة، ليجد الشاب والشابة الفرص أمامه، لإطلاق كل المبادرات التي يتبناها الشباب لتحقيق طموحاتهم في نشاط العمل والإنتاج عبر الكثير من منشآت العمل».

يأتي ذلك في حين سيطرت الشروط الجديدة لقروض البنك السعودي للتسليف والادخار على مجريات النقاش في ورشة العمل الأولى لملتقى الجهات الداعمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، الذي تتواصل فعالياته حاليا في متنزه الزيتون، بتنظيم من المجلس الاستشاري التنسيقي في الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، وأفرزت مداخلات اللقاء التعريفي عن برنامج «مسارات» في البنك السعودي للتسليف والادخار، التي قدمها عبد الرحمن الخيال، مدير عام المشاريع في البنك، مطالب بعض الشباب والمواطنين، القاضية بضرورة دعم البنك إنشاء مصانع للبُلك، من خلال إيجاد قروض لتلك المصانع، خاصة في المحافظات والمدن والقرى، التي تفتقد لمثل هذه المصانع.

وتحدث عبد الرحمن الخيال، مدير عام المشاريع في البنك السعودي للتسليف والادخار، عن برنامج «مسارات»، وتحديدا، مسار الاختراع، الذي يصل دعمه إلى 4 ملايين ريال للمشروع، ويشترط أن يكون للمتقدم براءة اختراع للمشروع، الذي يراد الاقتراض من أجل تأسيسه، إضافة لمسار المشاريع الناشئة، التي تتم بالتعاون مع جهات راعية، بالتعاون مع البنك، بحد أعلى للقروض، يصل إلى 300 ألف ريال، إضافة لمسار الأجرة والنقل الفردي، الذي يعد مصدر دخل للفرد، لشراء المعدات والحافلات وغيرها، في حين حدد مسار القروض للأسرة 50 ألف ريال.

وأشار إلى أن التقديم لجميع هذه المسارات، يتم عبر الموقع الإلكتروني للبنك السعودي للتسليف والادخار، مشددا في ذات الوقت على أن جميع المبالغ المالية متوفرة بالبنك، إلا أن المتبقي يتمحور حول مبادرة المواطن بتقديم فكرته، ومن ثم استكمال إجراءات الإقراض وبداية العمل في المشروع.