تجمع يبحث آفاق ومستقبل قطاع تقنية المعلومات في الجامعات السعودية

عميد عمادة تقنية المعلومات لـ «الشرق الأوسط»: نهدف لوضع حلول منها جلب الكفاءات المتميزة للقطاع

وزير التعليم العالي خلال تجواله في المعرض المصاحب لملتقى تقنية المعلومات الأول للجامعات السعودية (تصوير: فواز المطيري)
TT

التأم في العاصمة السعودية الرياض تجمع تحت مظلة جامعة حكومية، يبحث تحديات وآفاق قطاع تقنية المعلومات، لا سيما مع حداثة هذا القطاع الذي بدأت الجامعات السعودية إدخاله تحت هيكلتها التنظيمية مؤخرا.

وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، افتتح الدكتور خالد العنقري، وزير التعليم العالي السعودي، فعاليات ملتقى تقنية المعلومات الأول للجامعات السعودية ظهر أمس في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية، والذي تنظمه عمادة تقنية المعلومات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويستمر يومين، وبحضور الدكتور سليمان أبا الخيل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

من جهته، قال الدكتور محمد الحسون، عميد تقنية المعلومات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إن الملتقى يهدف إلى تشارك المعرفة بين المتخصصين في تقنية المعلومات بالمملكة، والتواصل بين عمادات تقنية المعلومات لبناء روح التواصل التقني المثمر، وكذلك التعرف على التقنيات الحديثة في الجامعات السعودية، ومشاركة قصص النجاح بين الجامعات، إضافة لطرح الهموم والتحديات ومحاولة إيجاد الحلول والبدائل لها، كما يهدف الملتقى لتقوية مبدأ الشراكة في تقديم مشاريع تقنية عامة تعود بالفائدة على جميع عمادات تقنية المعلومات في المملكة.

وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه تمت دعوة كافة الجامعات السعودية، من أجل تدارس المحاور التي أقرتها اللجان العلمية للملتقى، معرجا عن وجود تواصل مع تلك الإدارات، من أجل الوقوف على التحديات، ومعالجتها. وأشار الحسون إلى أن الحاجة التي دعت إلى إقامة هذا التجمع هي التحديات التي تواجها تلك الكليات والعمادات، إضافة إلى عدم وجود التواصل بينها نظرا لحداثتها، وجدة هذا العلم.

وأمل عميد عمادة تقنية المعلومات في جامعة الإمام محمد بن سعود، أن نشخص المشكلة التي تكون موجودة في تلك الكليات، والأهم أن نقف عليها، والعمل على استقطاب الكفاءات المدربة، وكيف توحد الجامعات مساراتها.

هذا وتواصلت خلال أمس فعاليات الملتقى بتقديم المشاركين لأربع أوراق عمل، استهلها الدكتور وليد الجندل، وكيل عمادة تقنية المعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للشؤون الفنية بتجربة الجامعة حول التحديات التي واجهتها العمادة في هذا المجال. وأشار إلى أن من أبرزها عدم توفر مصدر موثوق للبيانات يخدم تقييم الشركات التقنية وتجاربها مع الجامعات الأخرى، كما دعا إلى ضرورة توحيد التخطيط والتنفيذ التقني في الجامعات، وأشار إلى أن من التحديات قلة مصادر التمويل لدعم مشاريع التقنية التي تتبناها عمادات تقنية المعلومات في الجامعة رغم أهمية المشاريع.

إلى ذلك، قدم الدكتور أحمد الجبيلي، عميد عمادة التقويم والجودة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الورقة الثانية وتناول فيها تطبيقات الجودة والتحديات في الجامعات السعودية.

وتطرق فيها إلى أن الرسالة المنوطة بالجامعات تكاد تكون واحدة فيما بينها، إلا أنها تختلف في الأولويات، واستعرض أهم المعوقات بين أهداف الجامعات الحديثة والتقليدية، وعرج إلى أهم التحديات وكيفية التغلب عليها.

كما أعطى الدكتور يوسف العوهلي، عميد تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود، في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور وليد الصالح خلال الورقة الثالثة، أهم التحديات التي واجهت عمادة تقنية المعلومات بالجامعة، والتي تكاد تكون مشتركة لدى كافة الجامعات السعودية.

وتتمثل في الكادر البشري من خلال توظيف المميزين واستقطابهم، والتنافس بين الجامعات من خلال استقطاب المميزين من الكفاءات، مقترحا أن يكون هناك ميثاق شرف بين الجامعات في هذا الخصوص. وأشار إلى أن الاتجاه إلى بعض التقنيات الحديثة كفيل بتقليل الحاجة للكوادر البشرية، الأمر الثاني هي الإجراءات المتعلقة بأنظمة المشتريات الحكومية وما يصاحبها من معاملات وأنظمة وطرق لترسية المشاريع.

وأكد العوهلي أن نظام المشتريات المعمول به في الجهات الحكومية لا يتناسب مع التسارع التقني الحاصل، كما أشار إلى أن من أبرز الصعوبات هي متابعة الشركات المنفذة للمشاريع التقنية ومدى ملاءمتها وتطبيقها للشروط والمواصفات، ودعا إلى مزيد من التعاون بين الجامعات، أما الصعوبة الرابعة التي قدمها في ورقته فهي الاصطدام بالأمور الإدارية.

وتحدث الدكتور سعد العمري، عميد تقنية المعلومات والتعليم المتحدث الرابع عن بعد بجامعة الدمام وتطرق إلى بعض هذه الصعوبات، إذ أشار إلى أنها تتمثل في غياب الخطة الاستراتيجية لتقنية المعلومات، الأمر الذي يقود إلى عمل غير منهجي مما يسبب الفشل في المشاريع، وشدد على ضرورة الاستثمار في الخريجين الجدد من خلال استقطاب المميزين منهم، إلا أن هذا الأمر عادة ما يصطدم بأنظمة التوظيف.

وكشف عن أن من أهم المشكلات هي نقل التقنية من الخارج، ودعا إلى توطينها من خلال الشركات الكبيرة وعن طريق الشراكات مع الجامعات، مشيرا إلى أن التحدي أمام بعض الجامعات التي لديها فروع في أكثر من منطقة أو مدينة يتمثل في صعوبة ربطها مع تلك الفروع وما يواجهه المسؤولون عنها من أمور تقنية قد تعوق أو تبطئ من ذلك.