عبد الله الغانم.. «شيخ المكفوفين» الراحل يحضر في الرياض

الخوض في تفاصيل حياته طال محفظة نقوده.. ونظارته السوداء

TT

«لن تنسينا الحياة يوما كنت تربينا بين أحضانك، وكيف علمتنا العز، وحب العطف والتسامح، وأن الدنيا تتسع للجميع، وتصر على العلم والعمل»، بهذه الكلمات، رثى أبناء الشيخ عبد الله الغانم، أباهم، بعد أن وافته المنية في 4 يوليو (تموز) الماضي.

وتحت عنوان «الشيخ عبد الله بن محمد الغانم: مواقف وإنجازات».. دعت جمعية المكفوفين الخيرية في العاصمة السعودية الرياض إلى ندوة تم من خلالها استعراض أبرز إنجازات الغانم، وتاريخ حياته الشخصية.

وقال الدكتور عادل الغانم، نجل الشيخ عبد الله، إن والده دائما يصر على العلم والعمل، فكانت الصعاب في عينيه يسيرة، وسوف نفخر به في كل موقف، ونتذكر دائما كلماته التي تزيدنا قوة وعزيمة وعطاء، وسنبقى نذكر ابتسامته حتى في وقت مرضه.

وبدا واضحا تأثر الدكتور عادل ولد الفقيد، وخيم الحزن والأسى عليه، بينما شدد الغانم على أن تلك الآثار والسيرة العطرة «تبقى تنور طريقنا، وتدفعنا نحو الحياة».

وعرج الدكتور عادل أيضا على أن أباه ولد عام 1352هـ في مدينة جلاجل بسدير (شمال الرياض)، وتابع: «أذكر أني كنت طفلا في السادسة من عمري، وكنت مع أبي زائرا بعض القرى المجاورة، حيث أرى روعة السماء ونور الشمس، وأرى وجه والدي الحنون، ولم أكن أعلم أن هذا اليوم هو آخر يوم في بصري».

وزاد: «لما عدت في ذلك اليوم أصبت بمرض الجدري، في وقت لم يكن فيه أطباء ولم يكن هناك تطعيم ضد هذا الداء، وكانت والدتي خلال إصابتي بالمرض تعتني بي وتراقبني من قريب وكنت ذات ليل أنادي بأعلى صوتي أريد تمرا، ووالدتي تمنعني من ذلك، حتى عطف علي أبي وأعطاني عددا من الرطب، وأنا لا أعلم ما هي النتيجة المؤلمة، حيث انفجرت عيني اليمنى ثم اليسرى، وفقدت نعمة البصر».

ويعد الشيخ عبد الله بن محمد الغانم أحد الأعلام البارزين، ونصير المكفوفين؛ سواء على الصعيد الداخلي أو العربي، بينما كان المكفوف الوحيد الذي وقف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وترأس لجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين.

ولم تقف حدود طموح الشيخ عبد الله على هذا الحد؛ إذ أدار مدير المكتب الإقليمي ورئيس الاتحاد العالمي لشؤون المكفوفين سابقا، ومشاركة مدير معهد التربية الفكرية بشرق العاصمة الرياض.

وبالعودة إلى الندوة، أدار دفة الندوة الدكتور ناصر الموسى رئيس جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض، وبحضور عبد الواحد خياط، مدير المعهد السعودي البحريني للمكفوفين بمملكة البحرين، وسلمان بن ظافر الشهري، عضو مجلس إدارة الجمعية ورئيس اللجنة الاجتماعية والإعلامية، ورائد النصار، عضو مجلس إدارة الجمعية ورئيس اللجنة الثقافية بجمعية المكفوفين، وعوض القحطاني وسعود بن سليمان الجبر، أحد المعلمين الذي مارسوا العملية التربوية التعليمة إبان تولي الشيخ عبد الله إدارة معهد النور للمكفوفين.

وتطرق الدكتور ناصر الموسى، رئيس جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض، إلى أن دعم القيادة للشيخ عبد الله الغانم، مكنه من تولى المناصب العليا القيادية، ليس على المستوى المحلى فحسب، بل امتد إلى الصعيد العالمي العربي، وضرب لكل الناس أروع الأمثال، واستشهد بقوله: «إن الإعاقة ليست عجزا وفاقة، ولكنها إمتاع وطاقة».

وقد شارك في الندوة عدد من المهتمين بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة من داخل المملكة وخارجها، كما اشتملت الندوة على معرض مصاحب، ضم عددا كبيرا من الدروع والأوسمة وشهادات الشكر التي حصل عليها الشيخ.

وفي ختام الندوة، تم تكريم خريجي وخريجات الباقة الثالثة من دورات الحاسب الآلي، التي تقدمها الجمعية، حيث تم إعطاء كل منهم جهاز حاسب آلي، وبرنامج قارئ شاشة.