«خارطة طريق» رسمتها جمعية طبية لحماية قلوب السعوديين من المخاطر

في اليوم العالمي للقلب.. دعوات لمحاربة مسببات الأمراض القلبية والوعائية

TT

رسمت جمعية طبية سعودية تعنى بأمراض القلب خارطة طريق تحدد فيها آليات الحماية والوقاية لكل أفراد المجتمع من الإصابة بأمراضه ومضاعفاته، في وقت تعد فيه الأمراض القلبية والوعائية هي القاتل الأكبر عالميا، حيث تؤدي إلى وفاة أكثر من سبعة عشر مليون إنسان سنويا، أي حالة واحدة من كل ثلاث حالات وفاة، مما دعا تلك الجمعية بالتعاون مع منظمة القلب العالمية لإطلاق دعوة لكل إنسان في كل بيت حول العالم لمحاربة الأمراض القلبية والوعائية ومسبباتها في اليوم العالمي للقلب.

وأوضح الدكتور خالد بن فايز الحبيب، رئيس مجلس إدارة جمعية القلب السعودية، أن حملة «عالم واحد، بيت واحد، قلب واحد» تهدف إلى مساعدة كل إنسان لتحمل مسؤولية صحة القلب لأفراد عائلته، موضحا أن الحملة تقدم إرشادات وخطوات يمكن من خلال اتباعها في كل بيت منع الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية. وقد صادف أمس الخميس اليوم العالمي للقلب، ويأتي حاملا شعار «عالم واحد، بيت واحد، قلب واحد».

وأشار الحبيب إلى أن اتباع العادات الصحية في الأكل الصحي وممارسة الرياضة المنتظمة وعدم التدخين يؤدي إلى منع حدوث كثير من الوفيات الناتجة عن هذه المسببات، مشيرا إلى أن العديد من البيوت في عصرنا الحالي تحولت إلى بيئة تحث على الخمول وعدم الحركة، كمشاهدة التلفاز والجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر المتنوعة، مشيرا إلى تزايد حالات التدخين السلبي داخل بعض المنازل المدخنين، حيث يتعرض الأطفال لذلك عن طريق الأب أو الأم أو كليهما بواسطة السيجارة أو النرجيلة (الشيشة)، مرجعا تزايد حالات الإصابة بأمراض القلب لدى الأطفال والمراهقين في سن مبكرة لعادة التدخين السلبي.

ولفت الحبيب إلى عادات مجتمعية كالولائم والحفلات، والتي تكون موائد الطعام بها متخمة بالسعرات الحرارية العالية والدهون المشبعة، واصفا إياها بأنها أحد أسباب ارتفاع عدد الإصابات بأمراض القلب بالبلاد.

ولم يخف رئيس مجلس إدارة جمعية القلب السعودية ما شهدته الحالة الاقتصادية لدى المواطن السعودي من قفزات إلى مستويات عالية خلال العقود الثلاثة الماضية، مما أدى إلى توافر القدرة المادية على الشراء واقتناء أساليب الترفيه المختلفة مقارنة بالماضي، إلا أن لتلك الحالة الاقتصادية مخاطرها، لما تسببه من تراخ وعدم انتباه لخطورة هذا النوع من التمدن السريع.

وتشير بعض الإحصاءات إلى وصول نسبة مرض السكري في المجتمع السعودي إلى أكثر من 25 في المائة، وإلى قرابة 60 في المائة، من المرضى المصابين بجلطات القلب، وهي تعد من أعلى نسب مرض السكري في العالم، وذلك نتيجة للسمنة المفرطة وقلة الحركة.

واعتبر الحبيب أن التثقيف الصحي للمجتمع لن يكتمل إلا بتوفير البيئة الصحية المناسبة في المجتمع وسن القوانين التي تحفز المواطن السعودي على اتباع أساليب الحياة الصحية السليمة، واستدل بما يحققه نظام المرور «ساهر» من انخفاض حالات السرعة المتهورة والوفيات الناتجة عن حوادث المرور.

وبين الحبيب أن جمعية القلب السعودية تدعو الجهات الحكومية المعنية لاتخاذ خطوات جادة وحاسمة من أجل توفير حياة صحية لقلب كل مواطن يعيش في المملكة، مشيرا إلى أن أهم الخطوات تكمن في منع التدخين في الأماكن العامة وتطبيق غرامة مالية على المخالفين، وتوفير الحدائق العامة والمراكز الرياضية المغطاة في الأحياء المختلفة لتسهيل ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى دعم الأغذية الصحية والمطاعم، والتي تعمل على تقديم وجبات تقل فيها الدهون المشبعة والسكريات والأملاح، غنية بالخضراوات والفواكه.

وختم حديثه بالتأكيد على أن التغيير المنشود إلى حياة صحية لمنع أمراض القلب يجب أن يكون على مستوى الفرد والأنظمة والتشريعات معا.