صبيحة الانتخابات.. خليط بين قوائم ذهبية وخروقات

مراقبون يصفونها بالمضروبة.. والحصر والاستبعاد في انتظار المخالفين

TT

بدأ بعض المرشحين نشاطهم مع بدء عملية التصويت في انتخابات البلديات، بمخالفة لوائح الانتخابات بهدف إقناع الناخبين بترشيحهم، ومن أبرزها الاستمرار في إرسال رسائل تزكية لأنفسهم من قبل رجال أعمال ومحامين ومشايخ، على غرار ما حدث في الفترة الأولى من الانتخابات البلدية والتي فاز فيها مرشحون تمت تزكيتهم من قبل مشايخ وسميت في وقتها بـ«القوائم الذهبية».

واعتبر مراقبون للانتخابات وناخبون قدموا للإدلاء بأصواتهم، هذه الوسائل أنها من الطرق القديمة التي لم تعد تمر على المواطنين، الذين أدركوا أهمية منح أصواتهم لمن يستحقونها دون التأثير عليهم، وخاصة أن مدينة جدة تمر بأوقات تحتاج إلى مخلصين يوصلون أصواتهم للقائمين على الأمانات للحد من تأثير سيول الأمطار، وضعف البنى التحتية، ووصفوا تلك القوائم والتزكيات بأنها قوائم مضروبة.

يأتي ذلك في وقت يدرس فيه عدد من اللجان المشرفة على الانتخابات البلدية طعونا مقدمة من ناخبين، وبعض المنافسين من مرشحين تضرروا من خروج قوائم تؤثر على اختيار الناخبين، وأعلنت إدارة الانتخابات البلدية استبعاد المرشحين المزكين، كعقوبة لذلك.

وخرجت قوائم التزكية في الساعات القلية قبل بدء عملية التصويت، وفي صباح اليوم الأول من بدء عملية الاقتراع من يوم أمس، وشملت الرسائل تزكيات من أشخاص يصفون أنفسهم بفاعلي الخير والحريصين على مجتمعهم، تحت عناوين مؤثرة كانتخابات أمانة، وأنت محاسب على صوتك، وحدد في الرسائل اقتناع أشخاص من مشايخ ووجهاء من رجال أعمال بمرشح والمطالبة بدعمه، والتي تبث عبر مواقع الإنترنت في شبكة التواصل الاجتماعي، من «تويتر» و«فيس بوك»، ورسائل الجوال وتسببت الأخيرة في جدل حول معرفة أرقام الناخبين.

وقال أحد المشرفين في مركز انتخابي رفض الإفصاح عن اسمه، والذي يعمل مع زملائه في مراقبة المركز والذي يحتوي على 4 سواتر وصندوق اقتراع واحد، إن مهمتهم بالدرجة الأولى مساعدة الناخب، وضمان أن يكون صوته حياديا، بينما يتولى مراقبون من لجان أخرى، مهمة المرشحين والطعون المقدمة.

وتعجب عدد من الناخبين اللجوء إلى مخالفة لوائح الانتخابات، عن طريق التزكيات وتحديد قوائم للإعداد لتكتلات، بينما شرعت الانتخابات البلدية لمساعدة الأجهزة الحكومية ذات العلاقة، في مراقبة المشاريع، وضمان عدم مخالفتها.

وقال محمد الزهراني إن التزكيات ساعدته في إقناع نفسه، وغيره من السكان في أن المرشح غير كفء لتولي هذه المهمة، حيث يتطلع إليه السكان لإيصال أصواتهم، من احتياجاتهم من تنفيذ مشاريع البنى التحتية والمجالات المتعلقة بالبيئة.

وأعلن الدكتور عبد العزيز النهاري المتحدث الرسمي للانتخابات البلدية في جدة لـ«الشرق الأوسط» عن استمرار الشكاوى وتقديم الطعون، وسيتم الفصل فيها فيما بعد.

وكان الدكتور النهاري قد صرح لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس عن بدء إدارته في رصد تجاوزات المرشحين للأنظمة واللوائح للانتخابات، والتي روعي في هذه الدورة حظر التزكيات والتكتلات في صفوف المرشحين، لتلافي السلبيات السابقة في الدورة الأولى.

وأشار النهاري إلى أن اللجنة تلقت 35 طعنا ضد مرشحين حددوا قوائم وتزكيات ووصفها بالتحايل ضد الأنظمة، وهي قيد الدراسة ومن المتوقع أن يتم استبعادهم حتى وإن تم فوزهم بعدد كبير من أصوات الناخبين.

بالمقابل ركز أغلب المرشحين في توجيه رسائلهم الانتخابية في الحملات الانتخابية طوال فترة الإعلان عن برامجهم الانتخابية في الحرص على المراقبة للمشاريع مع الأخذ بمشكلات في البنية التحتية للمشاريع البلدية في مدينة جدة، التي فشل أعضاء المجلس البلدي في التعامل مع مشكلات المدينة في مخاطر السيول، والتي تسببت في وفاة 130 شخصا.

وكثفت اللجان المحلية للانتخابات البلدية في السعودية، حملاتها التفتيشية، لرصد مخالفات قد يقع فيها المرشحون، والتي قد تتم بعد تقييد المرشحين، وفض مقارهم الانتخابية وسحب لوحاتهم الإعلانية من الشوارع الرئيسية والميادين العامة.

حيث تم تكليف مراقبين لمتابعة المرشحين خلال حملاتهم الإعلامية، وبالتالي رصد المخالفات وتدوينها، ومن ثم رفعها للجنة الانتخابات المحلية، لتحرير مخالفة بحق المرشح قبل يوم من بدء الاقتراع للانتخابات البلدية.

وكانت اللجنة العامة للانتخابات في السعودية قد أعلنت قبل انطلاق الحملات الإعلامية أسماء عدد من المرشحين في ثاني عملية اقتراع تجري في البلاد وبلغ أكثر من 5 آلاف مرشح يتنافسون على 816 مقعدا، وقالت اللجنة في بيان لها، إن العدد الكلي للناخبين الذين سجلوا أنفسهم للتصويت في الانتخابات، بلغ نحو 2.1 مليون ناخب.