46 وزيرا في الرياض لمناقشة قضايا التعليم العالي في الدول الإسلامية

نائب وزير التعليم العالي يكشف عن دراسة لاستيعاب خريجي الثانوية العامة

TT

رسمت في العاصمة السعودية الرياض ملامح أولية لتجمع تنظمه أعلى جهة متخصصة في التعليم العالي في البلاد، وذلك باستضافة الرياض ما يربو على 46 دولة إسلامية وعربية، وذلك عبر وزارة التعليم العالي في المملكة لمناقشة قضايا توطين الكوادر البشرية، والبحث العلمي في الدول الإسلامية. وتعكف وزارة التعليم العالي على وضع اللمسات الأخيرة لتجمع وزراء التعليم العالي في الدول الإسلامية والعربية، ومن المقرر أن تنطلق أعماله صباح اليوم، وذلك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحافي أداره الدكتور أحمد السيف نائب وزير التعليم العالي السعودي، أكد من خلاله أن بلاده تستضيف اليوم وزراء التعليم العالي والبحث العلمي في 46 دولة إسلامية وعربية، خلال اجتماعات الدورة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامي.

وقال الدكتور السيف إن أهم ما أوجب قيام هذا التجمع هو التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي على حد سواء في تطوير الموارد البشرية، مما استوجب قيام تنسيق على أعلى مستوى، للوصول بالمجتمعات العربية إلى الاقتصاديات القائمة على المعرفة، آملا تحقيق الطموحات التي يتطلع إليها وزراء التعليم العالي الإسلاميون.

وأكد نائب وزير التعليم العالي أن الدورة الاستثنائية تأتي للاضطلاع بدور الجامعات الإسلامية وتنافسيتها مع نظيراتها العالمية، والمساعدة في جهود التنسيق بينها.

وشدد نائب وزير التعليم العالي على أن النمو السريع في مسارات التعليم العالي في السعودية والوطن الإسلامي عموما استوجب عقد هذا التجمع، وتشمل هذه المسارات نموا في عدد من العلوم والمعارف، إضافة إلى مجالات البحث العلمي.

وعرج الدكتور أحمد السيف إلى أن هذا النمو يتطلب رفع الجودة العلمية في الجامعات الإسلامية والعربية، إضافة إلى الاتفاق على معايير الاعتماد الأكاديمي، منوها في ذات السياق بالتعاون بين الجامعات.

وتابع: «نحن نعتقد أن لدينا خبرات كبيرة في العالم الإسلامي، ولدينا تقدم في العلوم كبير جدا في الجامعات، والبحث العلمي، ويجب أن يكون هناك تعاون كبير، وتشهد المرحلة الحالية، نموا متزايدا في التنمية البشرية، يستوجب عقد مثل هذه الدورة الاستثنائية، ولو تم التأخر في عقدها كثيرا سوف يكون تحقيق المعايير في الجامعات متأخرا، إضافة إلى تأخر التعاون، وتضافر الجهود متأخر».

وعن أسباب إطلاق مصطلح الاستثنائية على تلك الدورة، قال السيف «نظرا للموضوعات التي سوف تطرح والتي تستهدف مؤشرات الأداء الرئيسية في الجامعات»، فيما تطرق الدكتور أحمد إلى أن التنافسية العالمية لتلك الجامعات في الدول الإسلامية محور هام يُبحث في هذا التجمع، إضافة إلى توطين الموارد البحثية في البحوث العلمية، والموارد البشرية داخل الوطن الإسلامي.

وبين نائب وزير التعليم العالي أن هناك نقاطا أساسية من المؤكد بحثها، منها توحيد الجهود، والتعاون بين الجامعات في الدول الإسلامية، وتوطين الخبرات العلمية العربية، وتشمل الدارسين والباحثين في الدول الإسلامية والعربية، إضافة إلى التجارب الدولية للجامعات الإسلامية مع جاراتها. وكشف الدكتور السيف عن وجود مشروع يطرح في العام الجامعي المقبل بهدف استيعاب كافة الخريجين من الثانوية العامة، على أن تقوم جهات مشتركة بتوضيح آليات، سيكشف عنها في وقت قريب.

وتابع السيف أن الأحداث والاضطرابات التي تشهدها عدد من دول العالم لم تؤثر على قيام هذا التجمع، وأن جميع وزراء التعليم العالي في الدول الإسلامية سيشاركون، منوها بأن الأحداث المؤسفة تجعلنا نطمح من الشباب العربي أن يتجه للعلم ويجعله وسيلة الكفاح. وذكر أن المؤتمر سيناقش عددا من المواضيع والقضايا التي تهتم بالتعليم العالي بشكل عام، ومنها مؤشرات الأداء الرئيسية في الجامعات، مما يسهم في تطوير مستويات مؤسسات التعليم العالي في الدول الأعضاء، وتحسين جودتها، إضافة إلى تناول الخبراء والوزراء موضوعات الاعتماد الأكاديمي، والتوأمة في التعليم العالي.

من جانبه، قال الدكتور محمد العوهلي وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية إنه من المؤكد مناقشة وثيقة تتعلق بتطوير الاعتماد الأكاديمي وتطوير الأداء، عملت عليها الدول، وتمت مراجعتها، لتخلص إلى أن تكون دليلا استرشاديا للجامعات في تطوير الأداء والاعتمادات، بحيث تكون الجامعات الإسلامية غير منغلقة، وبذات المعايير العالمية دون الدخول في جوانب التصنيفات، والتركيز على الأولويات في جميع الجوانب في العالم العربي.

ونوه العوهلي بأنه على هامش المؤتمر، ستعقد ورشة عمل لمديري الجامعات في تلك الدول، حيث سيناقش مواضيع تتعلق بالبحوث العلمية، وتوطين كوادر التدريس بتك الجامعات.

وأشار وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية إلى أن هذا التجمع امتداد لقرار وزراء الخارجية العرب في قمة دمشق الماضية والتي جاءت توصياتهم باحتضان الرياض لهذا التجمع.