قالت نورة بنت عبد الله الفايز، نائبة وزير التربية والتعليم، إن من أبرز منطلقات وأسس المرحلة المقبلة للوصول إلى مجتمع معرفي هي إعادة هيكلة قطاع التعليم العام من خلال منظومة تكاملية يتضح فيها الدور التشريعي والرقابي والتخطيطي والتنفيذي، مبينة أن التحديات التي تواجهها الوزارة في القرن الحادي والعشرين تتمثل في الانفجار المعرفي والتقدم العلمي والتقني وعولمة الاقتصاد.
وكشفت الفائز عن صدور موافقة رسمية لإنشاء أول مركز في السعودية للدراسات والاختبارات الدولية لتأهيل الطلاب والطالبات، بهدف تحقيق الجودة والوصول إلى مجتمع معرفي، مبينة أن هذا المركز يندرج ضمن المراكز العالمية المرموقة المعترف بها على كل المستويات.
وأضافت الفايز خلال استضافتها في المؤتمر الثالث للجودة كمتحدث رئيسي بالجلسة الخامسة، التي كانت بعنوان «الجودة الشاملة في التعليم العام في ضوء متطلبات مجتمع المعرفة»، وأدارتها وفاء التويجري، مساعد الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن الوزارة اعتمدت افتتاح روضة أطفال في كل يوم خلال هذا العام، فيما سيتم العام المقبل افتتاح روضتين في كل يوم، وهو ما يعد إنجازا عالميا في رياض الأطفال، بعد أن أنشأت الوزارة 371 روضة في كافة المناطق، العام الماضي, مطالبة رجال الأعمال بالمساهمة والمشاركة بالمسؤولية الاجتماعية في هذا المجال ودعم رياض الأطفال وتعليم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ورعاية الموهوبين.
وأشارت الفايز إلى تقدم السعودية إلى المرتبة 17 عالميا في المنتدى الاقتصادي العالمي بسويسرا، ضمن تقرير التنافسية، بعد أن صعدت خمس مراتب عن التصنيف الأخير.
من جانبه، قال الأمير فهد بن عبد الله بن جلوي آل سعود، مدير مركز البحوث والدراسات بإمارة المنطقة الشرقية رئيس اللجنة العليا لمشروع «قياس» لتحقيق رضا المستفيدين من خدمات الأجهزة الحكومية، خلال ورقة عمل قدمها في الجلسة الرابعة من فعاليات الملتقى الثالث للجودة، إن مشروع «قياس» يهدف إلى الارتقاء بمستوى جودة الخدمات التي تقدمها الأجهزة الحكومية في المنطقة الشرقية للمواطنين والمقيمين بكفاءة، عبر قياس مدى رضا المستفيدين عن الخدمات المقدمة من تلك الأجهزة، وفقا لمعايير عملية تساعد على الكشف عن جوانب القوة في مستوى الخدمات لترسيخها وفرص التحسين لتطويرها، مشيرا إلى أن مشروع «قياس» حقق علاقة إيجابية بين مقدم الخدمة والمستفيد منها في 61 جهازا حكوميا بالشرقية.
وناقشت الجلسة السادسة، التي أدارها عبد الرحمن العبد الرزاق، وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون المستهلك، وتناولت ورقة عمل حول «تطبيقات الجودة في (أرامكو السعودية): المشاريع الإنشائية» قدمها المهندس عايض الصالح مدير إدارة الرخص والمعاينة بشركة «أرامكو»، واستعرض فيها تطبيقات الجودة وكيف استطاعت «أرامكو» السعودية تطبيقها عمليا في جميع أعمالها المختلفة الإدارية أو الميدانية.
وتحدث خالد الشلهوب، رئيس فريق تطوير إجراءات العمل بـ«سابك» عن «تطبيقات الجودة في شركة (سابك)»، وقال إن الشركة نجحت في تأسيس وتطوير وبناء أكثر من 20 مجمعا صناعيا داخل المملكة تطبق أحدث التقنيات الصناعية العالمية، لافتا إلى أن «سابك» تبنت الجودة لتلبية متطلبات العملاء والأسواق والتأكيد على ثبات مستوى الجودة المطلوبة ودعم وضعها التنافسي.
وفي الجلسة السابعة التي ترأسها الدكتور غانم الغانم، مدير عام الجودة الشاملة بوزارة التربية والتعليم، أكد مدير مركز الملك فهد بن عبد العزيز للجودة، عبد الله العكاسي، خلال طرحه لورقة عمل بعنوان «خارطة التميز التعليمي»، أن المدارس تحتاج إلى نظام فاعل لإدارة عملياتها الإدارية والتعليمية للاستثمار الأمثل في مواردها البشرية والمادية، في ظل زيادة الطلب الاجتماعي على نوعية التعليم والطلب العالمي على أناس أكثر ذكاء ومهارة للتفاعل مع تسارع التقدم في العلم والمعرفة وسوق العمل والمهنة.
في حين شهدت الجلسة عددا من الأوراق طرحها العقيد سعد الغامدي، مدير دوريات الأمن بمحافظة جدة، وورقة أخرى طرحها الدكتور حامد العمران.
على صعيد آخر، يجتمع اليوم عدد من خبراء الجودة العالميين والمحليين لمناقشة تطبيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي تهدف إلى جعل المملكة ومنتجاتها وخدماتها معيارا عالميا للجودة والإتقان في عام 2020، والسبل المناسبة لتطبيقها.
ويأتي هذا اللقاء بهدف وضع المنهجية والآليات نحو تطبيق الجودة في الخدمات المقدمة للمستفيدين في القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك الارتقاء بالمنتجات السعودية.
من جهته، أوضح نبيل ملا، محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، أن الاجتماع سيركز على وضع تصور أولي لآليات وبرامج الجهات المعنية بالقطاعين العام والخاص، وذلك للوصول إلى رضا المستفيد وفق المعايير العالمية في الجودة.
وأضاف أن الملتقى سيطرح تجارب دول عالمية وتجارب المملكة، للعمل على الاستفادة منها وتطبيقها داخل المملكة للاستفادة من خبراتهم والعمل معهم كمنظومة متكاملة للوصول إلى العالمية.
وتستكمل اليوم جلسات اليوم الثالث للملتقى الثالث للجودة بالجلسة التاسعة التي تحمل عنوان «نحو تصنيف عالمي من خلال إدارة الأداء المتميز»، ويرأس الجلسة رجل الأعمال سلمان الجشي، بينما سيكون المتحدث الرئيس بول قريزل، رئيس شركة «كور فاليوز بارتنرز» من الولايات المتحدة الأميركية، وتختتم الجلسة بمناقشة مفتوحة. و يترأس الجلسة العاشرة الدكتور سعدون السعدون، عضو مجلس الشورى، وتحمل عنوان «ثقافة المؤسسات وتحسين الأداء المستمر» وسيتخلل الجلسة طرح عدد من الأوراق، حيث يلقي مدير العمل الخيري بمؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية، محمد الخميس، ورقة بعنوان «المنح الاستراتيجي وأثره في تحسين أداء المؤسسات غير الحكومية»، في حين يطرح الدكتور خالد بومطيع، رئيس جمعية البحرين للجودة، ورقة بعنوان «ثقافة التحسين بين الإعلام والتمكين»، كما يقدم المهندس وليد الفوزان، كبير المدربين الإداريين في الشركة السعودية للكهرباء بالمنطقة الشرقية، ورقة عمل بعنوان «نموذج مقترح بالإدارة الاستراتيجية بالجودة الشاملة في المؤسسات».
وفي الجلسة الحادية عشرة، يترأس الجلسة الدكتور عايض العمري رئيس المجلس السعودي للجودة في المنطقة الغربية، وتحمل عنوان «جوائز الجودة والتميز: دروس مستفادة»، وتطرح خلالها عدد من الأوراق، أولى تلك الأوراق بعنوان «جائزة الملك عبد العزيز للجودة»، يلقيها المهندس حسين القرشي مستشار جائزة الملك عبد العزيز للجودة، بينما ستكون الورقة الثانية بعنوان «جائزة الأمير محمد بن فهد للأداء الحكومي المتميز» يطرحها الدكتور عيسى الأنصاري مدير جامعة محمد بن فهد، أما الورقة الثالثة فيلقيها أحمد النصيرات المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز من دولة الإمارات العربية المتحدة، بعنوان «جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز».
أما عن الجلسة الثانية عشرة، فيترأسها المهندس ضيف الله العتيبي، أمين المنطقة الشرقية، وتحمل عنوان «الجودة: تعبير للتميز الإنساني»، وسيكون المتحدث الرئيسي، الدكتور رانجيت سينج مالهي الرئيس التنفيذي لمركز الجودة الشاملة - ماليزيا, وتختتم جلسات اليوم الثالث بالجلسة المفتوحة مع خبراء الجودة، ويترأسها المهندس عدنان المنصور، بينما سيكون البيان الختامي ومبادرات الملتقى مع عبد المحسن اليوسف رئيس اللجنة العليا المنظِّمة للملتقى.