ندوة في الرياض تدعو لتطوير إدارة أوقاف الجمعيات الخيرية

فيصل بن سلمان: لا يزال لدينا قصور في إدارة أدوات وصناديق تلك الأوقاف

الأمير فيصل بن سلمان خلال إلقائه لكلمته في افتتاح ندوة تنسيق العمل الخيري بالعاصمة الرياض (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

حملت أوراق العمل التي قدمها المشاركون في ندوة تنسيق العمل الخيري المنعقدة في الرياض دعوات للبنوك والشركات الاستثمارية بضرورة تطوير مسائل مثل إدارة أدوات وصناديق أوقاف الجمعيات الخيرية، التي كانت أحد المحاور التي ركزت عليها الندوة.

ودعا الأمير فيصل بن سلمان رئيس اللجنة التنفيذية لجمعية رعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان)، البنوك والشركات الاستثمارية لتطوير أدوات وتخصيص صناديق لإدارة أصول وأوقاف الجمعيات الخيرية، لعدم استطاعة هذه الجمعيات إدارة أصولها بنفسها، مبينا أنه يوجد قصور في تقديم تلك الصناديق دعما في إدارة أعمال الوقف.

وجاء هذا الخطاب ضمن مشاركة الأمير فيصل بصفته رئيس اللجنة التنفيذية لجمعية «إنسان» الخيرية، في افتتاح ندوة تنسيق العمل الخيري المقامة من المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية بمركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض، بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة كعمل خيري. وقد قدم الأمير فيصل تجربته العملية ضمن إدارته لجمعية «إنسان» الخيرية وترؤسه للجنة الاستثمار بمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، اللتين تمثلان نوعين مختلفين من العمل الخيري، حيث ترتبط الأولى بالمواطن بشكل مباشر، أما الأخرى فتختص بالبحث العلمي والوقاية من الإعاقة عند الأطفال.

وذكر الأمير فيصل أن في كلا المشروعين لم يتردد صغير ولا كبير في بذل الخير لاطمئنانهم بأنها جهات موثوقة وتدير الأموال بشكل مضمون، وقد صرّح الأمير فيصل أن الكل سيان، فمن يتبرّع بمبلغ 10 ريالات كمن تبرّع بمبلغ 10 ملايين، ما دامت النية متجهة لعمل الخير.

إلى ذلك أكد مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ على أهمية التعاون على البرّ والتقوى بين أفراد المجتمع، وأن اجتماع هذه الجمعيات والتنسيق في ما بينها يعين على الخير واستمرار التعاون بين أفراد المجتمع، كعنوان للإيمان والإخلاص والجد والاجتهاد.

من جانبها قدمت الأميرة سميرة الفيصل رئيسة مجلس إدارة «جمعية أسر التوحد» و«الجمعية الخيرية لمرضى الفصام»، من خلال ورقتها للندوة على التأكيد على أهمية تأهيل وتدريب أبناء الأسر المحتاجة، وهو الدور المنوط بالجمعيات الخيرية، ولخصت تجربتها الممتدة لأكثر من 15 عاما في هذا المجال بتركيزها على ضرورة البدء بالتخطيط وتهيئة بيئة التدريب، وتحقيق متطلبات سوق العمل، وعدم الاقتصار على تعليم الحرف البسيطة، بمراعاة تباين الأسر من الجوانب النفسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

يشار إلى أن المجالس التنسيقية للجمعيات الخيرية يتلخّص دورها في تذليل الصعوبات للجمعيات الخيرية وتحديد نطاقها الجغرافي، واقتراح الخطط والبرامج لها من خلال ندوات وورش عمل تقام في ملتقيات تشاورية في ما بينها. وقد ذكر عبد العزيز الهدلق وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية، أن عدد الجمعيات الخيرية قد ارتفع مؤخرا في السعودية إلى أن قارب 700 جمعية ومؤسسة خيرية بطلب متزايد على خدماتها الاجتماعية والخدمات المقدمة لفئات المجتمع المختلفة والتدريب والتأهيل، بمجموع دعم لها هو 450 مليون ريال، إضافة إلى إعانات عينية وطارئة، ويسهم فيها أهل الخير وتقوم بدور مكمل لمؤسسات الدولة.