قطارات المشاعر تستعين بسعوديين متعددي اللغات لتقديم خدمة متميزة للحجاج

لضمان جودة التعامل وتوجيه 500 ألف حاج هذا العام

قطار المشاعر سيسهم في عزل قرابة 30 ألف سيارة ومركبة مما يخفف الضغط المروري على مكة المكرمة («الشرق الأوسط»)
TT

اتجهت وزارة الشؤون البلدية والقروية لإشراك مجموعة من السعوديين المجيدين لعدة للغات، ضمن مشروع قطارات المشاعر المقدسة، بغية الاستفادة منهم في إرشاد الحجيج وتوجيههم داخل المحطات الأربع عند تشغيلها الكامل، حيث ستعمد الوزارة إلى مخاطبة الحجيج بعدة لغات لضمان نجاح التجربة وتعميمها.

ولجأت وزارة الشؤون البلدية والقروية للاعتماد على طلاب جامعة أم القرى الراغبين في استثمار أوقاتهم في فترة الحج، خاصة من التخصصات الطبية والعلمية، والذين يمتلكون فن التعامل باللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة لمواكبة التشغيل الفعلي بالكامل في هذا العام.

فهد أبو طربوش، مدير عام القطارات، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن القطار تجاوز كل الحملات التشكيكية التي غاب عنها المنصفون، وشق جنبات العاصمة المقدسة، وأضحى وسيلة نقل عصرية، ستنقل هذا العام وحده أكثر من 500 ألف حاج.

وأكد أبو طربوش علو كعبه أمنيا، مؤكدا أن خدمة القطارات خدمة حديثة وجديدة في السعودية، وقال «نحن راعينا دخولها لأول مرة في تنقلات داخلية لتواكب العصر الحديث في النقل، وتختصر عجلة الزمن في دقائق معدودة. وفي هذا المشروع سابقنا الزمن واختزلنا المراحل، وتكمن أهميته في كونه يربط المشاعر المقدسة». وأضاف مدير عام القطارات «لقد عملنا في ظروف صعبة، فالطبيعة الجغرافية للمشاعر المقدسة كانت تحديا لنا، والمشروع سيظل حديث كل الناس لأنه أنهى مشكلة الزحام المروري في الحج، وعند اكتماله سيقضي عليها تماما. ونحن نعمل في صمت، وندع المشاريع وواقع الحال يتحدثان».

وقال أبو طربوش «في هذا العام سيظهر للقطار أثر إيجابي في الحركة المرورية، وستنتهي مشكلة المشاعر مع الازدحام المروري، ومن المتوقع أن يسهم القطار في نقل نصف مليون حاج، كما سيسهم في عزل قرابة 30 ألف سيارة ومركبة، مما يخفف الضغط المروري على الطرق في أنحاء المشاعر المقدسة كافة ويحل مشكلة الازدحام، لكن يجب الالتزام ببرامج التفويج المعدة لمنشأة الجمرات ولمحطات ركوب القطار». وأضاف «وضعنا نصب أعيننا موضوع تفويج الحجاج إلى عربات القطار، وكما ذكرت لك قبل قليل فإن كل العاملين في القطار قد خضعوا لورش عمل مكثفة كان من ضمنها بل من أهمها كيفية التعامل مع تدافع الحجاج إلى عربات القطار، وتم تحديد آلية منظمة لدخول وخروج الحجاج من القطار عبر محطاته التسع، ووضعنا مرشدين ومتابعين من المخيم إلى محطات الإركاب، بالإضافة إلى مشاركة قوة أمنية مخصصة لعملية دخول الحجاج المستهدفين للنقل في هذا العام، حيث خصصت أساور يحملها الحاج تخول له الدخول».

وحول المنهجية التي تم استخدامها في محاكاة ثقافات متعددة للحجاج، لا سيما أن قطار المشاعر بعد اكتماله تماما سيخدم شريحة متعددة من حجاج دول مختلفة، قال أبو طربوش «نعم هناك ثقافات متعددة، وسوف نضع هذه النقطة بالذات نصب أعيننا في المستقبل، فقد تكون هناك مكبرات صوت مثل ما هو موجود ويعمل به في منشأة الجمرات، نبعث من خلالها إرشادات بمختلف اللغات، بالإضافة إلى أن مؤسسات أرباب الطوائف سوف تساعدنا في عملية استيعاب الخطوات التي سوف ينطلق من خلالها حجاج دولهم، وفق آلية مدروسة ومنفذة قبل بدء موسم الحج القادم بوقت كاف».

على صعيد آخر، يدشن الدكتور بكري بن معتوق عساس، غدا السبت مشروع «بيوت الخبرة» الذي تطلقه وكالة الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي ممثلة في مركز ريادة الأعمال، من منطلق رسالة الجامعة لتعزيز مبدأ الشراكة الاستراتيجية بينها وبين كل شرائح المجتمع.

وبين وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل بن عبد القادر كوشك، أن مركز ريادة الأعمال يحتضن ثلاثة قطاعات تتمثل في «بيوت الخبرة» و«حدائق المعرفة»، بالإضافة إلى «حاضنات الأعمال (لبيك)»، تعمل جميعها على تعزيز الإبداع واحتضان الأفكار الجديدة القابلة للتطبيق ونشر الوعي بأهمية العمل الحر من خلال برامج المركز وردم الهوة بين قطاع الأعمال والأوساط الأكاديمية، علاوة على تشجيع الاستثمارات في المجالات الابتكارية وتفعيل دور الجامعة في الاقتصاد المعرفي وخلق روح الإبداع والتنافس بين منسوبي الجامعة، وكذلك تعزيز مبدأ التنويع الاقتصادي محليا وإقليميا بتشجيع البحوث التطبيقية ونقل التكنولوجيا، وتوفير منصة تعليمية لرجال الأعمال الطموحين من خلال برامج ذات قيمة مضافة.

فيما عد مدير مركز ريادة الأعمال الدكتور خالد المطرفي «بيوت الخبرة» وسيلة مناسبة لاستثمار الموارد البشرية المؤهلة والمتخصصة والإمكانيات المادية والمعرفية المتوافرة في الجامعة وتسخيرها لخدمة المجتمع بشكل عام وخدمة القطاعات العامة والخاصة العاملة فيه بشكل خاص. وأفاد بأن «بيوت الخبرة» تهدف إلى استثمار خبرات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة في مجال الاستشارات الفنية والبحثية والعلمية والعملية لمعالجة قضايا المجتمع في مختلف التخصصات وتحقيق العائد المادي لهم من خلال الاستفادة من إمكانيات الجامعة وخبراتهم، وإتاحة الفرصة للمجتمع للاستفادة من خبرات أعضاء هيئة التدريس المتنوعة بالجامعة على أسس تجارية، علاوة على الاحتفاظ بأعضاء هيئة التدريس المتميزين من خلال عملهم في بيوت الخبرة، وتفاعل أعضاء هيئة التدريس مع المجتمع من خلال بيوت الخبرة، مما ينعكس إيجابا على خبرات الأعضاء العملية وبالتالي على طلاب وطالبات الجامعة، بالإضافة إلى خلق فرص تدريبية وتوظيفية لطلاب وطالبات الجامعة من خلال بيوت الخبرة.