خلصت ندوة عقدت في السعودية، عن واقع عمل المواقع الدعوية الإلكترونية، إلى التوصل لميثاق شرف مكون من 10 نقاط، لتنظيم عمل تلك المواقع، بما يجنبها نشر الفتاوى الشاذة، ويحفزها على تعزيز الوسطية والاعتدال، وغرس المواطنة الصالحة في نفوس متابعيها.
واختتمت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أمس الخميس، ندوة «واقع الدعوة في المواقع الإلكترونية»، في وقت أوصت فيه بتشكيل لجنة عليا للإشراف على تلك المواقع برئاسة الوزير نفسه.
وطالب المشاركون في الندوة، بدعم الجهات الحكومية ذات الاختصاص كوزارتي الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والثقافة والإعلام للمواقع الدعوية السعودية.
ويأتي من صور الدعم المنشود، تأليف لجنة عليا للمواقع الدعوية السعودية على «الإنترنت» برئاسة وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ويكون لها اجتماع فصلي، ولها جمعية عمومية سنوية لكل المسؤولين على المواقع، وإنشاء رابطة للمواقع الدعوية على «الإنترنت» تتولى التنسيق بين المواقع، وتقديم المشورة للدعاة الراغبين في دخول ميدان الدعوة الإلكترونية، وتتولى وزارة الشؤون الإسلامية إدارة هذه الرابطة والإنفاق عليها لضمان نجاحها واستمرار أدائها، وإصدار نشرة إلكترونية دورية تعنى بشؤون وسائل الدعوة إلى الله عبر الإنترنت وإتاحتها للمتصفحين عبر الإنترنت من خلال موقع الوزارة وغيره.
كما دعا المشاركون لإقامة جائزة سنوية برعاية وزارة الشؤون الإسلامية لأفضل المواقع الدعوية، واقترحوا وضع ضوابط لجميع المواقع الدعوية السعودية، أو ميثاق شرف، أو دستور تلتزم به وتعمل في ضوئه، والمساعدة في تيسير الأذونات لأصحاب المواقع الدعوية السعودية من قبل وزارة الثقافة والإعلام وعمل آلية لذلك، وإيجاد البرامج المؤثرة في إقناع المحسنين وأهل الخير في الاستثمار الأخروي في هذه الوسائل الحديثة.
وتوصل المشاركون في الندوة إلى ميثاق شرف من 10 نقاط، يدعو إلى وجوب تقوى الله والإخلاص له، ومراقبته الدائمة في العمل الدعوي عامة، وعلى الإنترنت خاصة، والتزام منهج الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح في العقيدة، والتلقي والتعامل مع المخالف، ومراعاة الحكمة في الدعوة إلى الله على الإنترنت في الأولويات المتعلقة بالمضامين والوسائل والشرائح المستهدفة.
ومن ضمن بنود ميثاق الشرف، الحرص على جمع الكلمة ووحدة الصف بين المسلمين عامة، وفي السعودية بصفة خاصة، والبعد عن كل ما يثير الفتن والفرقة والنزاع، وتعزيز الوسطية والاعتدال في الدعوة إلى الله، ومواجهة مظاهر الخروج عنها إفراطا أو تفريطا والقيام بهذه المسؤولية بشكل فاعل.
كما تضمنت بنود الميثاق، جانبا يدعو إلى التوكيد على غرس المواطنة الصالحة وتوثيق رابطة العلاقة بين الراعي والرعية بما يحفظ الجماعة ويعزز الوحدة، والتعاون بين المواقع الدعوية بما يحقق التكامل المنشود في خدمة أهداف الدعوة إلى الله ونبذ مظاهر الصراع السلبي أيا كانت دوافعه، والبعد عن نشر الفتاوى الشاذة، والأحاديث الباطلة، والإشاعات المغرضة، مما يثير البلبلة ويسيء إلى مكانة المؤسسات الشرعية والعلماء المعتبرين، وإشاعة ثقافة الحوار الجاد وفق آدابه الشرعية والتزام العلم والعدل في الأقوال والنقول وتلمس أوجه الخير والبر وانتهاج النقد الهادف البناء، والالتزام بحقوق الملكية الفكرية، والنظم الشرعية المحققة للمصلحة والانضباط والاجتماع.