طلاب سعوديون يشرعون في تنفيذ برنامج علمي يساعد المعامل الوطنية الأميركية

في مشروع مشترك بين مدينة العلوم والتقنية ووزارة التربية والتعليم لتطوير مهاراتهم العلمية والبحثية

TT

شرع مجموعة من الطلاب السعوديين في تنفيذ برنامج علمي تقني يمتد لسنوات، لتمكينهم من تطوير وتنفيذ التجارب المعملية في المعامل الوطنية الأميركية على متن محطة الفضاء الدولية، ما يفتح لهم آفاقا مستقبلية واسعة لدخول عالم الفضاء الخارجي.

ويعمل هؤلاء الطلاب تحت إشراف مباشر من قبل اختصاصيين في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية يقدمون الدعم الفني والتقني، وبالتعاون مع المعنيين في وزارة التربية والتعليم؛ حيث تم وضع خطة عمل للمشروع من شأنها تسهيل إنجاز هذا المشروع للطالب وفق الوقت المحدد وبالمواصفات المطلوبة.

ويتميز هذا المشروع بالتكلفة المحدودة والسرعة العالية في تطوير المشاريع البحثية على مستوى الطلاب، كما يمكن من خلاله تشغيل الأسطح البينية للتجربة بكل سهوله على نظام الطاقة ونظام الاتصالات التابع لمحطة الفضاء الدولية، وسيتم تطبيق هذه التجارب خلال سنة دراسية واحدة؛ حيث يقوم الطلاب بتصميم وتطوير وتنفيذ التجربة العلمية على حمولة القمر الصناعي بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.

وسيمر الطالب عند إجراء التجارب بعدة مراحل، بداية من تحديد التجربة العلمية التي سوف تختبر في محطة الفضاء الدولية، ومن ثم التعرف على مساحة التصميم الخاصة بالتجربة، تلي ذلك مرحلة تثبيت الحمولة «التجربة» بإحكام في وحدة المختبر المكعب، لتبدأ بعد ذلك مرحلة عمل اختبارات للتأكد من سلامة التصميم، لتقوم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في نهاية المطاف بتسليم التجربة إلى محطة الفضاء الدولية.

والتجربة عبارة عن وحدة نانو معملية تتألف من وحدتين بحثيتين تحتوي كل منهما على 16 رفا متناهي الصغر في القمر الصناعي ويمكن تسمية الأحمال فيها.

وقد تمت الاستعانة بهذا النوع من الوحدات البحثية لملاءمتها للشروط القياسية لمحطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى أن هناك تقدما تقنيا جديدا فيما يخص تصغير هذه الوحدات لتلائم حاويات أصغر، وبالتالي استفادة أكبر من وحدات النانو المعملية.

وهذا المشروع يتم عبر شراكة بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووزارة التربية والتعليم تهدف إلى مواكبة مرحلة مهمة من مراحل نهضة المملكة، ومشاريعها التنموية، وخططها الطموح للاستثمار في العنصر البشري، والتحول إلى مجتمع معرفي مبدع ذي قدرة تنافسية عالية لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في بناء اقتصاد وطني مبني على المعرفة.

ويبرز المشروع الحاجة الماسة لتكريس الجهود وتوثيق التعاون البناء والعمل المشترك بين جميع الجهات العاملة في مجال الموهبة والإبداع والابتكار، وضرورة إيجاد قنوات مؤسساتية رائدة تستثمر في الموارد والكوادر البشرية السعودية التي تسهم بدورها في دعم الصناعات القائمة على المعرفة والتحول إلى مجتمع معرفي.

ويعد المشروع منطلقا لخطوات ومشاريع أخرى لتعزيز التنافسية الصناعية في المملكة، وتطوير الكفاءات السعودية، وغرس منهجية الابتكار لدى الطلاب، فضلا عن بناء جسور علمية بين الطلاب السعوديين ونظرائهم في الدول المتقدمة، وإنشاء جيل مقبل من العلماء السعوديين في مجال علوم الفضاء، وذلك في إطار تحقيق أهداف الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار.

يعتبر هذا المشروع الطموح امتدادا لعدة مشاريع وبرامج سابقه قامت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بتطويرها حيث وقعت الكثير من الاتفاقيات الرائدة مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) والكثير من الجهات الحكومية الأخرى، في مقدمتها جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية لإجراء التجارب العلمية على الأقمار الصناعية السعودية.

وتشمل اهتمامات مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في قطاع تقنية الفضاء والطيران: مراقبة الكرة الأرضية والملاحة والاتصالات اللاسلكية وعلوم الفضاء، وقد أطلقت حتى الآن 12 قمرا صناعيا من موقع بايكونور في كازاخستان لأغراض الاتصالات والاستشعار عن بعد.

وتسعى المدينة من ضمن أهدافها الرئيسية إلى أن تصبح المملكة المزود الرئيسي في المنطقة لمنتجات مراقبة الأرض من الفضاء، وتطوير خرائط تفاعلية متطورة من خلال تقنية نظم المعلومات الجغرافية وتعزيز قدرات أقمار الاتصالات، لخدمة التنمية الإقليمية والوطنية.

وتضم المدينة نظاما متكاملا لاستقبال ومعالجة وتحليل الصور الفضائية؛ حيث تغطي محطة الاستقبال دائرة مساحتها 23 مليون كيلومتر مربع تشمل جميع دول الشرق الأوسط، تستقبل المحطة فيها المعلومات الملتقطة من الأقمار الاصطناعية المتعددة (الرادارية والبصرية) الخاصة بمراقبة الأرض والأرصاد والبيئة.

وتقوم المدينة بتزويد الجهات الحكومية والخاصة بمتطلباتها من الصور الفضائية القياسية حسب احتياجات الجهة لخدمة أغراضها التنموية. كما تقوم المدينة بتطوير منتجات ذات قيمة مضافة باستخدام تقنيتي الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية مثل إنتاج الصور المصححة تعامديا (ذات دقة عالية)، وإنتاج الخرائط الرقمية الموضوعية، وإنتاج نماذج الارتفاعات الرقمية وارتفاعات المباني والصور ثلاثية الأبعاد، إضافة إلى السعي إلى إنتاج أطالس متخصصة باستخدام الصور الفضائية.