«الأرصاد» تعتمد تقنيات إحصائية حديثة للتعرف على مدى دقة التوقعات الجوية

تفاديا لما قد يحصل مع اقتراب موسم الأمطار المقبل.. ونافذة إلكترونية في المشاعر المقدسة

مساع دائمة في الرئاسة العامة للأرصاد لتحديث الأنظمة لتوفير توقعات جوية أكثر دقة («الشرق الأوسط»)
TT

ضمانا للوصول لتوقعات جوية أكثر دقة، خصوصا مع قرب موسم الأمطار، استعرضت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، مع خبراء المركز الوطني الأميركي لأبحاث الغلاف الجوي، إمكانيات البرامج الإحصائية المستخدمة في تقييم مخرجات النماذج العددية آليا، لاعتمادها من قبل المختصين في الرئاسة وإدراجها ضمن العمل اليومي.

وأوضح الدكتور أيمن غلام وكيل الرئيس العام لشؤون الأرصاد، أن هذه الاتفاقية التي جاءت بين الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأميركية لأبحاث الغلاف الجوي (NOAA)، بهدف بناء نموذج عددي متكامل يواكب تطلعات المسؤولين في إعطاء توقعات أكثر دقة.

وأضاف أن الرئاسة، ممثلة في خبراء النماذج العددية، طلبت من خبراء المركز الوطني الأميركي لأبحاث الغلاف الجوي (NCAR)، إضافة برامج ملحقة بالنموذج العددي لعمل تقييم آلي لمخرجات النماذج العددية باستخدام تقنيات إحصائية حديثة، كي يتم التعرف من خلالها على مدى دقة هذه التوقعات، والأخذ في الاعتبار العوامل والخصائص الفيزيائية للنماذج العددية التي يجب تعديلها حتى تتوافق هذه المخرجات مع مخرجات الرصد الجوي على مدار الساعة.

وقد نظمت الرئاسة أمس (الأربعاء) ورشة عمل تحت عنوان «تطوير النماذج العددية في الرئاسة»، وذلك استكمالا للجزء الثاني من عملية تطوير المرحلة الأولى، بعد أن تم تعديل الخصائص الفيزيائية للنموذج العددي (WRF) المشغل في الرئاسة لإصدار التوقعات الجوية، لإعطاء توقعات جوية أكثر دقة، لا سيما مع اقتراب موسم الأمطار المقبل.

إلى جانب ذلك أطلقت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، نافذة إلكترونية جديدة تعنى بتقارير الطقس خلال موسم الحج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، تتضمن معلومات أرصادية وتوقعات وتحذيرات حول حالة الطقس والرياح والحرارة والظواهر الجوية خلال موسم حج هذا العام.

وتضم النافذة الإلكترونية، جميع التوقعات الخاصة بمنطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، لتحديد سرعة الرياح واتجاهها ودرجات الحرارة والمعلومات السطحية في طبقات الجو العليا.

وبينت الرئاسة العامة للأرصاد أن النافذة الإلكترونية ستعطي المعلومات الآنية عن المشاعر تتضمن عناصر الطقس والحرارة والرياح، وأهم الظواهر الجوية التي تصدر كل ساعة عن المشاعر ومكة والمدينة وجدة.

وقال لـ«الشرق الأوسط» حسين القحطاني المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، إن محطات الرصد الجديدة التي تمت إضافتها لهذا العام، تقوم بتقديم نشراتها بشكل أوتوماتيكي تقوم بإرسالها إلى المحطة الرئيسية التي بدورها تقوم بتوفير أكبر قدر ممكن من المعلومات الخاصة بحالة الطقس وتغطية المنطقة بشكل كامل.

وأضاف القحطاني أن النافذة ستعطي المعلومات التوقعية لـ24 ساعة القادمة على نفس المناطق المذكورة خلال التوقعات الخاصة بالمشاعر لمدة 5 أيام والتوقعات الخاصة بالمشاعر لمدة 10 أيام، مع مراعاة تحديثها يوميا.

وأوضح القحطاني، أن النافذة الإلكترونية تقدم صورا رادارية عن جدة والطائف وتبوك بحيث تغطي منطقة المشاعر المقدسة من جميع أطرافها، بالإضافة إلى تقديم صور للأقمار الصناعية التي تظهر السحب على مناطق المملكة بما فيها المشاعر المقدسة. وأشار المتحدث الرسمي للأرصاد وحماية البيئة إلى أن من أهم أهداف المحطات الأوتوماتيكية، الحصول على المعلومات والبيانات الجوية عن الأماكن غير المأهولة وتقديم تلك المعلومات للمحطة الرئيسية، لافتا إلى وجود مرصد في كل من منى وعرفة تعمل على مدار 24 ساعة بالإضافة إلى الرادارات الموجودة في جدة والطائف.

وبين المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن الرئاسة سبق وأن طبقت النافذة الإلكترونية بالاشتراك مع الجهات ذات العلاقة، التي تقوم بتحديث معلومات النافذة الإلكترونية على مدار 24 ساعة.

وقد وجه الأمير تركي بن ناصر رئيس الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في فترة سابقة، جميع الإدارات المختصة بالرئاسة وذلك بالتنسيق مع مركز الحاسب الآلي والمركز الإقليمي للمنطقة الغربية، بإنشاء شاشة عرض خاصة بمعلومات الطقس في المشاعر المقدسة تحتوي على المعلومات على مدار الساعة والتوقعات اليومية والتوقعات خلال خمسة أيام والإنذار المبكر، إضافة إلى المعلومات المناخية خلال شهر الحج وصور الأقمار الصناعية التي تظهر السحب كل ربع ساعة وذلك بجمع المعلومات من رادار الطائف ورادار جدة اللذين سيغطيان المشاعر المقدسة، وأيضا التنبيه إلى هطول أمطار أو عواصف رعدية أو أتربة وذلك لنقل المعلومات إلى الجهات المختصة وأيضا نقلها إلى الموقع الخاص بالمشاعر المقدسة، وذلك مما يسهل على المسؤولين في لجنة الحج وجميع القطاعات العسكرية والمدنية والأهلية العاملة في الحج التعامل مع هذه الشاشة الخاصة والاستفادة من المعلومات المنوعة فيها على مدار الساعة.