الرياض: الإعلان عن أول جمعية علمية تهتم بتنمية مهارات أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية

تحتضنها جامعة الملك سعود بالرياض.. وتستهدف جامعات البلاد

TT

كشف النقاب في العاصمة السعودية الرياض عن إشهار أول جمعية علمية سعودية تهتم بالتنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المحلية، وتأتي تلك الجمعية كإحدى الجمعيات العلمية التي تتبناها جامعة الملك سعود بالرياض، والتي تحمل مسمى «الجمعية السعودية للتنمية المهنية في التعليم»، وتستهدف تطوير الجوانب المعرفية والمهارات الأساسية لدى أعضاء هيئة التدريس.

وأوضح الدكتور محمد بن أحمد السديري عميد تطوير المهارات بجامعة الملك سعود، ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للتنمية المهنية في التعليم لـ«الشرق الأوسط» أن الكثير من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية هم ممن يتميزون في مستوى طرحهم الأكاديمي والبحثي، إلا أن البعض منهم تنقصه القدرة في امتلاك المهارات اللازمة في طرق التدريس، موضحا أن عملية التدريس والتعلم هي عملية لها أصول وقواعد ومبادئ، وكيفية وآلية، تمكن من تقديم التعليم بشكل متميز، بالإضافة لقدرتها على قياس جودة هذا التعليم.

وكانت الجمعية السعودية للتنمية المهنية في التعليم قد أطلقت في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، وضمت في عضويتها ما يقارب 74 عضوا، من مختلف أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية، وتم انتخاب مجلس إدارة لها، وعقد أول اجتماع قبل ما يقارب الأسبوعين من الآن.

وأشار السديري إلى أن جمعيته تستهدف خدمة أعضائها المنتمين لها، من خلال تقديم عدد من الملتقيات العلمية، والندوات والمحاضرات وورش العمل، وبهدف التوعية والتعريف بالأسس والمبادئ والطرق التي من خلالها يمكن له أن يخطط للتدريس والتعليم، وأن يقيم أداءه ومخرجاته التعليمية بشكل جيد، ومشيرا إلى أن ذلك سيساعد في تحسين المخرجات التعليمية بالتعليم العالي ويكون له أثر على الطلاب الجامعي في المستقبل. وبين السديري أن جمعيته تستهدف من إقامة ملتقياتها العلمية تقييم واقع التعليم الجامعي بالمملكة من خلال أوراق عمل علمية تشخص تلك الحالة، وتقف على جوانب القصور وكيفية تنمية المهارات لإيجاد بنية معرفية بأصول وقواعد التدريس والتعلم بالمرحلة الجامعية.

وأبان السديري بأن الجمعية تستهدف في المرحلة الحالية من إنشائها إلى العمل على التعريف بالجمعية وأهدافها وطرق الانتماء لعضويتها، موضحا أن الجمعية تنطلق من كونها جمعية علمية مثلها مثل بقية الجمعية العلمية التي تستهدف أن تكون مظلة وغطاء علميا لكل المنتسبين لها، ولافتا إلى أن كافة الدول الغربية وخاصة الأوروبية والأميركية منها، لديهم جمعيات تهتم بالتعليم الجامعي وبأعضاء هيئة تدريسه، من خلال تنمية مهاراتهم وصقلها، وتنمية الجانب المعرفي والمهني لديهم.

وشدد السديري على أن الجمعية تقتصر في خدماتها وعضويتها في الفترة الحالية على التعليم العالي بالجامعات السعودية، وكذلك عضويتها على أعضاء هيئة التدريس بتلك الجامعات، إلا أنه أكد على أن عددا من أعضاء مجلس الإدارة وبعض أعضاء الجمعية العمومية للجمعية يرون ضرورة وأهمية أن يتم التوسع في أعمال الجمعية لتشمل التعليم بمختلف مراحله ومستوياته، من خلال تقديم خدمات الجمعية للتعليم العام بالبلاد.

واعتبر السديري أن الجمعية ينصب اهتمامها حاليا على التعليم الجامعي بالأساس، معتبرا أن مجلس إدارة الجمعية هو من سيحدد مدى قدرتهم وإمكانياتهم في التوسع لمجال التعليم العام، ولمح إلى أنهم ينطلقون في الجمعية من خلال تنمية التعليم بشكل عام وفي مختلف المستويات والمراحل، سواء أكان تعليما جامعيا أو تعليما عاما.

ولم يخف السديري إمكانية طرح التوسع في خدمات جمعيته لتشمل تنمية مهارات التعليم العام في أحد الاجتماعات الرئيسية للجمعية العمومية للجمعية.

وأفصح رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للتنمية المهنية في التعليم عن كون إطلاق جمعيتهم لم يكن على خلفية دراسة بحثية أو مسحية تقييم الداء المهني لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية، حيث قال: «لم يكن هناك أي دراسة علمية لواقع التدريس بالتعليم الجامعي لتقوم عليه هذه الجمعية، ولكن كان هناك استشراف لواقع التعليم الجامعي، وكمبادرة تقدم بها عدد من أعضاء الجمعية الحاليين، وتم تقديمها لجامعة الملك سعود، التي وافقت على تبنيها من ضمن جمعياتها العلمية»، وموضحا أن كافة الجامعات السعودية والتعليم العالي يهتمون بالانتماء المؤسسي والانتماء للجمعيات، ويحثون أعضاء هيئة التدريس وكافة المهتمين بالتعليم، ولافتا إلى أن جامعة الملك سعود تقدم دعمها المالي للجمعية، في وقت تتمتع فيه الجمعية بمواردها الخاصة من خلال دعم أعضائها المنسبين لها.

وكشف السديري عن توجه جمعيته للمشاركة في الملتقى الثاني للجمعيات العلمية، الذي تنظمه جامعة الملك سعود مطلع شهر صفر من العام الهجري المقبل، ومشيرا إلى أن جمعيته تستهدف من مشاركتها في الملتقى التعريف بها وبأهدافها وآلية الانضمام لعضويتها، والتي يؤكد السديري أن باب العضوية والانتساب للجمعية مفتوح لجميع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية، ومتوقعا أن يتضاعف عدد أعضاء الجمعية بنهاية العام الحالي.

وأبان رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للتنمية المهنية في التعليم أن الجمعية تعد الأولى على مستوى المملكة، ولا يوجد لها مثيل في العالم العربي، ولمح إلى عمل إدارة الجمعية في الوقت الراهن ليكونوا ممثلين للملتقى العالمي لجمعية العلمية لتنمية مهارات التعليم لأعضاء هيئة التدريس في الوطن العربي، وهي جمعية عالمية تشترك فيها جميع الجمعيات العلمية المشابهة في عملها لعمل الجمعية السعودية لتنمية المهنية في التعليم، ومقرها بريطانيا. وتتمتع تلك الجمعية الدولية بوجود فروع وممثلين لها في مختلف دول العالم ما عدا الشرق الأوسط. وتمنى السديري أن تكون جمعيته ممثلة لتلك الجمعية الدولية بالمملكة، وكذلك ممثلة لها في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.