«البطيخ».. يدخل محافظة سعودية موسوعة «غينيس» العالمية

ساجر تعول على مقوماتها الزراعية والطبيعية ومتاحفها للجذب السياحي

أدخلت فاكهة البطيخ المحافظة السعودية الصغيرة لموسوعة «غينيس» العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

ارتبط اسم ساجر عند السعوديين ومحيطهم الخليجي بفاكهة البطيخ الصيفية التي تنتشر زراعتها بشكل واسع، وقادت هذه الشهرة أهالي المنطقة للاستفادة منها والعمل على تسويق ساجر بهدف الجذب السياحي ورفع العوائد الاقتصادية، وعمل المسؤولون على إدخال ساجر موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر «صينية» بطيخ لتحقيق عوائد عدة، بحسب المسؤولين منها الترويج الإعلامي لساجر، كوجه للسياحة الزراعية نظرا للانتشار الواسع للمزارع واحتضانها الاستراحات والنزل البيئية.

ويأتي سبب تسمية ساجر بهذا الاسم بحسب أكثر من مصدر حيث كان سجر ماء يجري على سطح الأرض واستوطن عليه الأهالي وسمي ساجرا للماء، وتقع مدينة ساجر في وسط نجد وتبعد عن مدينة الرياض 270 كيلومترا من الناحية الشمالية الغربية على خط عرض 25 وخط طول 44.5 ويربطها طريق الرياض - شقراء - القصيم سابقا وتبعد عن خط الرياض الحجاز سابقا 50 كيلومترا من الناحية الشمالية.

يقول نايف بن متعب المحيا رئيس مركز إمارة ساجر إن ساجر تشهد نموا على كافة الأصعدة ويتجاوز عدد سكان ساجر أكثر من 50000 نسمة موزعين على عدد من القرى والهجر، ويتنوع نشاط السكان ما بين الزراعة والتجارة والوظائف الحكومية ويتبع لمركز ساجر إداريا 5 مراكز رسمية وهي أم سليم والتسرير والثندوة والمنجور والديرية إضافة إلى 38 هجرا وتجمعا سكانيا.

وذكر المحيا أن ساجر تشهد حراكا اقتصاديا واجتماعيا إثر توافد عدد من الاستثمارات، وخاصة في القطاع الزراعي حيث يوجد أكثر من 3500 مزرعة تقوم بتصدير منتجاتها لمناطق السعودية والخليج، وتعرف ساجر بزراعة البطيخ والطماطم والبطاطس وينتج منه سنويا أكثر من 250000) طن، وتتبوأ مركز الصدارة في إنتاج هذه المحاصيل والأعلاف والنخيل حيث ساهمت خصوبة الأرض وعذوبة المياه وتوفرها مع ما قدمه البنك الزراعي من قروض للمزارعين بساجر تجاوزت أكثر من مليار ريال والكثير من الإعانات، في الطفرة الزراعية التي تشهدها ساجر حاليا، وقد حرصت الشركات الكبيرة على إيجاد موقع قدم لها بساجر لتقديم خدماتها للمزارعين وتسويق منتجاتهم.

وبين المحيا خلال لقائه قافلة الإعلام السياحي أن هناك توجها لإقامة مهرجان سنوي في ساجر بهدف جذب الزوار للمنطقة، وأوضح أن ساجر تمتلك عددا من المقومات التي أهلتها لتكون وجهة للزوار والسياح، ومنها طبيعة الأرض حيث توجد النفود والسهول مع أن ساجر تصنف من أهم المناطق الزراعية محليا.

وتضم ساجر عددا من المقومات السياحية التي تلبي رغبات الزائر لها، منها متحف يوسف المشوح الأثري وهو مرخص من الهيئة العامة للسياحة والآثار ويوثق المتحف عددا من الحقب التاريخية ويعرض الحياة القديمة لأهل المنطقة، ويضم المتحف أيضا قطعا ومقتنيات أثرية قديمة وتعرض بشكل منظم وفي أقسامه المختلفة.

وغير بعيد عن ساجر توجد محمية الفوزان الخاصة وعلى مساحة 4 كيلومترات مربعة تحتوي على حيوانات كانت تعيش في صحاري نجد ومناطق المملكة المختلفة، وأشجار من بيئات مختلفة ومنها شجر الفرقد، وتصنف المحمية بأنها من أهم نقاط الجذب السياحي في ساجر، ويبين هنا فوزان الفوزان مالك المحمية أنها العمل والتخطيط لهذه المحمية بدآ إثر ترحاله المستمر واهتماماته وحبه للبيئة والصيد هو ما قاده لهذا العمل، «وكانت بداية التأسيس ببناء المباني بالتنوع المعماري في بلادنا وعمل التجهيزات مطلع عام 2001 بمجهود فردي، ومن ثم قمت بسفرات متعددة لأكثر من 10 دول، منها أستراليا ودول أروبية وعربية لجلب البذور واستزراعها، وعمل نظام ري يتناسب مع المحمية»، وقال الفوزان «وكانت المرحلة التالية توطين الحيوانات البرية التي يفوق عددها 30 حيوانا، منها الأرانب البرية والحجل والقطا والنيص»، وشدد على أن المحمية تعمل وفق نظام أمني محكم تمنع من دخول المحمية دون علم العاملين بها. وأبان فوزان الفوزان أن المحمية تختصر على الزوار والسياح السفر والترحال إثر جمعها لبيئات مختلفة في موقع محدد ومعين، وكذلك أمنت للباحثين بيئة تساعدهم على إجراء بحوثهم ودراساتهم مع تأمينها للبذور لبعض الجهات الحكومية.

وطالب الفوزان بأن تدرج محميته ضمن المسار السياحي لمنطقة الرياض، مع إيصال بعض الخدمات التي تسهل الوصول لها بتعبيد الطريق الموصل إليها.