مسؤول حكومي يطالب العقاريين بوعي فعال حيال مفاهيم «الأبنية الخضراء»

قال: المباني صديقة البيئة توفر 30% من استهلاك الكهرباء والماء

TT

ألقى مسؤول سعودي رفيع اللوم على بعض العاملين في القطاع العقاري، من حيث عدم وجود وعي فعال حيال تبني مفاهيم الأبنية الخضراء، مطالبا في الوقت ذات المكاتب الهندسية في البلاد بالتركيز على تقديم رسالتها الخاصة بالمباني صديقة البيئة، ومساعدة وسائل الإعلام المختلفة، الأمر الذي يستدعي ثقافة عامة لدى العاملين في قطاع البناء والعقار.

واعتبر الدكتور صالح العواجي، وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء، أن الأبنية الخضراء التي تنتهجها بعض الشركات العقارية في السعودية، داعما لقطاعات عدة مهمة، كالكهرباء والماء، لا سيما أن تلك الأنواع من الأبنية تعتبر أقل استهلاكا للطاقة الكهربائية والمياه في آن واحد، طبقا لدراسات أجريت على هذا الجانب، وأثبتت الأبنية الخضراء بالفعل جدواها من حيث استهلاك هذين المطلبين الأساسيين في الحياة بشكل عام.

وقدر العواجي، الذي كان يتحدث أمس في جلسات «المنتدى السعودي للأبنية الخضراء 2011م»، الذي انطلقت فعالياته، أول من أمس، وتختتم أعماله اليوم، نسبة التقليل التي تعود بها الأبنية الخضراء على الطاقة الكهربائية والمائية بقرابة 30 في المائة، في حين تبقى جودة البناء كما هي في الأنواع الأخرى من الأبنية.

وطالب العواجي بإقامة منتدى الأبنية الخضراء بشكل سنوي، متوقعا أن يسهم تبني إقامة المنتدى بشكل سنوي، مع تسليط الضوء عليه إعلاميا، في زيادة الإقبال على هذا النوع من الأبنية، ويلمس الجميع الفرق فيما يتعلق بتقليل نسبة الاستهلاك الكهربائي والمائي، وهو ما سيعود على الفرد بتوفير ما لم يتوقع توفيره من أموال تدفع أجورا لهاتين السلعتين الأساسيتين.

كما أكد وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء لـ«الشرق الأوسط»، على هامش فعاليات المنتدى، حرص وزارته على إصدار التشريعات المناسبة التي تساعد المباني لأن تكون صديقة للبيئة، مثل الإلزام بالعزل الحراري، الذي يعد من أهم الأدوات التي تساعد على إيجاد مبان ذات كفاءة جيدة وتوفير استخدام الطاقة، حيث حرصت الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة على إيجاد مواصفات مناسبة خاصة لأجهزة التكييف التي سيلزم بها المصنع والمستورد.

وطالب العواجي المكاتب الهندسية التي تتولى تصميم المباني في البلاد، بالتركيز على القيام برسالتها من خلال إقناع أصحاب المساكن بالتصميم بالطريقة التي تفي باحتياجاتهم من زاوية والاستفادة من الظروف الطبيعية المحيطة، سواء كانت إضاءة أو تهوية أو خلافه، من زاوية أخرى، إضافة إلى نشر ثقافة المباني الخضراء، من خلال وسائل الإعلام المختلفة.

وقال العواجي إن كود البناء السعودي يتضمن عدة أوجه من النظم، من شأنها أن تكون مساهمة في ترشيد الطاقة الكهربائية والمائية، معرجا في ذات الوقت على بعض الأبنية التي تحويها جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن في الرياض، والتي تم افتتاحها قبل أشهر، على عدد من المباني المبنية بأسلوب الأبنية الخضراء، وهو الأمر الذي عده خطوة قد تسهم في انتشار هذا النوع من الأبنية، التي تعتبر صديقة للبيئة، مؤكدا سعي وزارة المياه والكهرباء على تتبع كل ما هو جديد قد يفيد في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية والمائية.

من جهته، طالب المهندس فيصل الفضل، الأمين العام للمنتدى السعودي للأبنية الخضراء، شركات الإنشاءات والمقاولات، بالتفاعل مع الأبنية الخضراء، من خلال تطبيق معايير بناء المباني صديقة البيئة، لا سيما أن السعودية تشهد تصاعدا ملحوظا في المشاريع التجارية والسكنية، في وقت أثبتت فيه دراسات عملية قدرة هذه المباني على توفير 30 في المائة من الطاقة الكهربائية والمياه في آن واحد.

وطالب الفضل على هامش فعاليات «المنتدى السعودي للأبنية الخضراء 2011م»، المقاولين بتبني مفاهيم الاستدامة الأساسية في المبنى المطلوبة لأي نظام بناء من شأنه إعطاء كفاءة للمياه والطاقة والمواد وابتكار التصميم، إلى جانب الاستفادة من الحلول المبتكرة لتحقيق الاستخدام الأفضل لموارد الطاقة البديلة في المملكة لتطوير الأبنية الخضراء الآن وفي المستقبل.

كما دعا المهندس فيصل الفضل إلى التعرف على آخر التطورات في توفير الطاقة المستدامة والتكنولوجيا من جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن «المنتدى السعودي للمباني الخضراء» يعمل على تعزيز البحث في تقنيات المباني الخضراء والمباني المتوافقة بيئيا، كما يهتم بمناقشة ودعم المبادئ التوجيهية والاستدامة وقوانين البناء ونظم التقييم والمبادرات الخضراء التي يجري وضعها وتنفيذها في المملكة العربية السعودية.

وكشف الفضل أن عدد المؤسسات السعودية العامة والخاصة التي تم تسجيلها في المجالس العالمية للأبنية الخضراء بلغ 18 مؤسسة، إضافة إلى 89 شخصا من المعنيين بالأبنية الخضراء، والمكاتب ذات الصلة المعترف بها من قبل المجالس الخضراء العالمية، مما يوضح أن السعودية تسير بخطى ثابتة في هذا المضمار.

وأضاف: «ونتيجة لذلك تقدم السعودية أيضا 47 مبنى من المباني الخضراء تسارع للحصول على التسجيل العالمي، باعتبارها مباني عالية الكفاءة، تضم العاصمة الرياض وحدها 29 مبنى، لتقفز الرياض بذلك قفزة كبيرة عالمية».