تبوك: على مدار 7 أيام متواصلة.. أكثر من 20 عمدة يلتحقون بدورة تدريبية لـ«الإبداع»

بهدف تغيير الصورة النمطية لأدوارهم في المجتمع

TT

بدأ أكثر من 20 عمدة في منطقة تبوك أول من أمس ولمدة سبعة أيام متواصلة في محاولات اكتساب مهارات جديدة عن طريق التحاقهم بدورة تدريبية تحت عنوان «العمدة المبدع»، بهدف تغيير الصورة النمطية لأدوارهم في المجتمع، وذلك بمقر مديرية شرطة منطقة تبوك.

وأوضح الرائد خالد الغبّان الناطق الإعلامي في شرطة منطقة تبوك أن هذه الدورة التدريبية قد تكون الأولى من نوعها، ولا سيما أن نظرة المجتمع السعودي للعمدة ما زالت قديمة ولم تتغير حتى الآن، لافتا إلى أن العمد يعتبرون مرآة الشرطة العسكرية في الأحياء.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «حتى الآن ما زال الناس يعتبرون العمدة رجلا كبيرا في السن يحمل أختاما ليختم بها أوراق سكّان الحي، غير أنه في الواقع هناك عمد يحملون شهادات البكالوريوس من فئة الشباب المتحمسين والذين لديهم الكثير من الأفكار».

وأكد على أهمية مثل هذه الدورات، خصوصا أنها تعمل على تعريف الناس بأدوار العمدة التي وصفها بـ«الكبيرة» في ظل إهمال معظم شرائح المجتمع لتلك الأدوار، مشيرا إلى أنه تمت دعوة كل عمد المحافظات التابعة للمنطقة، والذين تتراوح أعدادهم ما بين 3 و4 عمد في كل محافظة من محافظات منطقة تبوك الـ5. وأضاف: «استضافت شرطة منطقة تبوك بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية الأسبوع الماضي دورة تدريبية لمنسوبي الأمن العام في منطقة تبوك تحت عنوان (فن التعامل مع الآخرين)، وذلك ضمن برنامج حملة التوعية الاجتماعية الشاملة التابع لها»، موضحا أن هذه الدورات من شأنها أن تساهم في رفع مستوى الوعي والثقافة لدى العاملين في مراكز الشرطة. يأتي ذلك في وقت تواصل فيه وزارة الشؤون الاجتماعية تنفيذ حملاتها التوعوية لهذا العام، والبالغ عددها 4 حملات بدأت في محافظة السليل التابعة لمنطقة الرياض، مرورا بمنطقة نجران جنوب السعودية، إلى جانب استمرار حملتها في منطقة تبوك حتى يوم الـ23 من الشهر الحالي، في حين تختتم أعمال تلك الحملات في محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة خلال الفترة المقبلة.

وفي الوقت الذي ترددت فيه معلومات حول ارتفاع معدلات السرقة بمنطقة تبوك، نفى الناطق الإعلامي في شرطة منطقة تبوك ذلك، معلّقا بقوله: «إن الجريمة موجودة في كل مكان، غير أنه ليس هناك أي ارتفاع في معدلات السرقة بالمنطقة»، مفيدا بأن تعاون الشرطة مع وزارة الشؤون الاجتماعية يتمثل في تنفيذ دورات تدريبية لمنسوبي قطاع الأمن العام من العسكريين، إلى جانب عمد المحافظات.

فالح حجّي العنزي، المدير التنفيذي لحملة التوعية الاجتماعية الشاملة في تبوك، ذكر أن عدم استفادة الكثيرين من الخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية عائد إلى جهلهم بتلك الخدمات، مبيّنا أن هذه الحملات تعنى أولا بنشر الوعي بين الناس.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «تعمل تلك الحملات أيضا على اكتشاف المشكلات ورصدها ومعالجتها، حيث إننا حاليا في طور الرصد لها، إلا أن الصورة بالشكل النهائي ستكتمل بعد نهاية الحملة خلال الأسبوعين المقبلين»، مضيفا: «سنفنّد تلك المشكلات لتحديد ما إذا كانت ظواهر أو مجرد إشكاليات ومن ثم نبدأ في معالجتها».

من جهته أبان عبد العزيز الهدلق وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية بأن حملات التوعية الشاملة تتضمن الكثير من البرامج الثقافية والترفيهية والاجتماعية والأسرية والدينية والرياضية، لافتا إلى وجود نقاش بين أهالي المناطق في ما يتعلق بخدمات الوزارة لضمان تعريفهم بها ووصولها إلى كل من يستحقها. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تركز هذه البرامج على التوعية والتوجيه والقضايا المتعلقة بالشباب من الجنسين، إلى جانب المرأة والطفل، ولا سيما أن مخرجاتها تتمثل في تقبّل المجتمع لها وحضورهم والمشاركة فيها»، موضحا أن تلك الحملات عادة ما تكون بالتعاون مع الجهات الحكومية الموجودة في منطقة كل حملة.

وفي ما يتعلق بأبرز الملاحظات التي رصدتها وزارة الشؤون الاجتماعية خلال تنفيذها لهذه الحملات، بيّن عبد العزيز الهدلق أنها تتضمن اكتشاف حاجة بعض المناطق وأهاليها إلى خدمات الوزارة، الأمر الذي يحتم ضرورة الدعم لهم.

واستطرد في القول: «قد نكتشف أيضا بعض الحاجة إلى أهمية وجود لجان تنمية أو جمعيات خيرية أو مد المنطقة بخدمات معينة، فضلا عن احتمالية وجود مشكلات لدى شباب المنطقة، إلا أن وجود الجهات الأخرى ومشاركتها في الحملات يسهّل معالجة كل تلك الإشكاليات».

وشدّد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية على أهمية نشر الجانب الوقائي التوعوي والتوجيهي، خصوصا وأن وكالة التنمية الاجتماعية التابعة للوزارة تقوم بمهمة متابعة إشراف الجهات الأهلية العاملة تحت مظلتها، سواء كانت مؤسسات خيرية أو جمعيات تعاونية أو لجان تنمية، مضيفا: «بلغ عدد مراكز التنمية الاجتماعية على مستوى السعودية نحو 34 مركزا، بينما زادت تلك المراكز خلال العامين السابقين بمعدل 6 مراكز جديدة».

الجدير بالذكر أن وزارة الشؤون الاجتماعية عملت العام الماضي على تنفيذ نحو أربع حملات توعوية، شملت كلا من محافظة تربة بمنطقة حائل، وأحياء جنوب محافظة جدة، إضافة إلى حملتين في حي النظيم بالرياض والأخرى في محافظة النعيرية بالمنطقة الشرقية، التي استمر كل منها لمدة خمسة عشر يوما متواصلة، تضمنت خلالها تنفيذ عدد من المحاضرات والندوات خلال هذه الحملات، التي تعالج بعض الظواهر الاجتماعية في المجتمع، من ضمنها العنف الأسري ومكافحة المخدرات وترشيد استهلاك المياه وعدد من العادات الصحية السيئة.