منتدى بيئي يحذر من محاولات «الغش الأخضر»

دعا وزارة التربية والتعليم إلى تخصيص منهج تربوي لغرس ثقافة صداقة البيئة

TT

شدد منتدى بيئي على ضرورة الوقوف بحزم في وجه عمليات «الغش الأخضر»، التي من شأنها استغلال اسم الثقافة الخضراء الصديقة للبيئة، من خلال اختراق مفاهيمها، وتسخيرها لخدمة تسويق منتجات ضارة بالبيئة، مثل الغاز الأخضر الذي عمدت إلى تبنيه عدة شركات بتروكيميائية في العالم، في محاولة لجذب العملاء، إلا أن الغاز يعد في الأساس مناقضا لتقنيات ومفاهيم التوجهات العالمية الصديقة للبيئة.

وأكد المنتدى السعودي للأبنية الخضراء، خلال اختتام أعماله، أمس، في العاصمة الرياض، على ضرورة مجابهة من يقوم باستغلال قلة المعرفة والدراية بثقافة البناء الأخضر، ويقومون بالترويج لمنتجاتهم أو خدماتهم على أنها هي الخضراء المثلى، وهو ما يعرف حاليا بـالغش الأخضر، لا سيما مع بداية تنامي الطلب على خدمات ومواد وأنظمة البناء الأخضر، مشددا على أهمية التوعية في هذا الشأن.

كما دعا المنتدى السعودي للأبنية الخضراء وزارة التربية والتعليم إلى ضرورة إدراج منهج تربوي خاص بالبيئة، ضمن مناهج تدريس الصفوف الأولى الأساسية، لغرس ثقافة صداقة البيئة، وتوعيتهم بأهمية الإرث العمراني والاعتزاز به.

وتوصل المشاركون في منتدى الأبنية الخضراء، خلال توصياتهم، إلى التأكيد على أهمية الاستمرار ومتابعة وتحقيق وتدقيق التوصيات التي صدرت في النسخة الأولى من المنتدى، ومعرفة ما أنجز منها وما لم ينجز، مطالبين بربط التوازن الحضاري والبيئي للخطة الوطنية الاستراتيجية للتطوير العمراني، ضمن إطار توجه وزارة الشؤون البلدية والقروية، لترسيخها وتعزيز تطبيقاتها، مشيدين في الوقت ذاته بمجهودات الوزارة الرامية لتعزيز مفهوم البناء عبر الأبنية الصديقة للبيئة.

واتفق المشاركون على ضرورة أن يأخذ الاستشاري المالك في القطاع العقاري معايير الأبنية في جميع المشاريع القائمة والمستقبلية، مطالبين في الوقت ذاته بإعادة النظر في جميع المباني القائمة، الحكومية منها والخاصة، من حيث دراستها الهندسية، لتستجيب لمنظومة الأبنية الخضراء العالمية، التي من شأنها توفير الطاقة وترشيد استهلاك المياه والكهرباء، إلى جانب تفعيل تطبيقات المواد الصديقة للبيئة، التي تتحول بدورها إلى منشآت تلبي احتياجات المستخدم دون الإضرار بالبيئة.

وحث منتدى الأبنية الخضراء، الذي أقيم في الرياض على مدى ثلاثة أيام متتالية، وسائل الإعلام المختلفة، المقروءة والمرئية والمسموعة، على القيام برسالتها في توعية المجتمع بإيجابيات مفهوم ثقافة الأبنية الخضراء، وما تعود به من فائدة على المجتمع والبيئة على حد سواء، منادين بضرورة إشراك قطاع المقاولين في تكريس هذا التوجه الذي يصب في مصلحتهم، ومصلحة البلاد، ومطالبتهم بدور فاعل في تبني مفاهيم العمل بالأبنية الخضراء.

وخلص المشاركون إلى أهمية نجاح المنتدى من خلال إنشاء مركز للعناية والمتابعة بما يخص البصمة البيئية والانبثاق الكربوني الناتج عن المنشآت والمراكز الحضارية في النطاق العمراني، ومن أهدافه الإشراف على تنفيذ التوصيات الصادرة عن المنتدى، وتقديم الإحصاءات المناسبة للجهات المعنية لاتخاذ ما تراه من إجراءات وتطبيقات تدعم هذا التوجه.