جدة: سيول تحاصر عربة الهلال الأحمر وتمنع مروحيته من الهبوط في مستشفى

هبطت في تجربة فرضية في «شارع مأهول»

المروحية خلال قيامها بالتجربة الفرضية في عرض الشارع أمس (تصوير: غازي مهدي)
TT

أعادت طائرة عمودية تابعة للهلال الأحمر السعودي, أذهان سكان حي الصفاء في جدة إلى أكثر من ثلاث سنوات مضت، مستذكرين ميدان الطائرة أحد أشهر الميادين في شارع الأمير ماجد «السبعين سابقا»، الذي أزالته أمانة جدة، حيث هبطت المروحية بالقرب من الموقع السابق لطائرة الميدان، وأوقفت سير الطريق لنقل مصاب اعترضته السيول «افتراضيا» داخل سيارة الإسعاف.

مهمة مروحية الهلال الأحمر حاكت سيناريو إنقاذ مصاب في كارثة سيول وأمطار، لتمثل أولى التجارب من هذه النوعية لاختبار استعداد العموديات التابعة للهلال الأحمر للتعامل مع الحالات المثيلة.

وكشفت المهمة الافتراضية التي انطلقت في الثالثة من عصر أمس، وعبر ثلاث مراحل، عن قدرات الإسعافين الجوي والأرضي لخطة الهلال الأحمر السعودي.

وبحسب سيناريو الفرضية الذي حصلت «الشرق الأوسط» عليه، يتلقى الهلال الأحمر بلاغا عن إصابة طارئة لشخص في شمال محافظة جدة على أطراف المدينة، ويتم إرسال فرقة إسعاف أرضية للمصاب في موقع البلاغ في شمال المحافظة، حيث يتم إسعاف المريض وحمله عبر عربة الإسعاف إلى مستشفى داخل المدينة، وفي طريق وصولها تجد الطريق مغلقا بسبب إعاقات ومياه الأمطار والسيول التي تؤدي إلى تأخير نقل الحالة، فيتم التنسيق مع فرقة الإسعاف الجوية وتحضر للموقع وتحمل الحالة إلى المستشفى.

ولكن.. بحسب السيناريو، تواجه المروحية مهبط الطائرات في المستشفى غير جاهز لعدة أسباب، ولا تستطيع الهبوط، فيتم هبوط الطائرة في موقع قريب من المستشفى، ويتم التنسيق مع الشؤون الصحية لتوفير أقرب سيارة إسعاف لتنقله من الطائرة للمستشفى.

وأكد الهلال الأحمر بجدة لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف من الفرضية هو قياس قدرة العاملين في الإسعاف الجوي والأرضي في مواجهة الكوارث والتعامل مع الجهات الحكومية الأخرى ذات الصلة؛ لتسهيل المهمة الأساسية في أوقات الكوارث.

وأفاد الهلال الأحمر بأن التجربة ستخضع للقياس ومتابعة كل الجوانب الإيجابية والسلبية لها، والاستفادة منها وقت وقوع الكوارث وتسهم في رفع الكفاءة لعناصر الهلال الأحمر.

ومن المؤكد أن مثل هذه التجارب التي باتت تشهدها محافظة جدة والأعمال القائمة في المشاريع، تأتي استعدادا لموسم المطر بعد أن تعرضت المحافظة على مدى عامين متتاليين، ليذهب ضحيتها 132 في المرة الأولى، ونحو 10 قتلى خلال الكارثة الثانية.

فبحسب بيان لإمارة منطقة مكة المكرمة، أمس، واستعدادا للموسم الحالي، شرعت إدارة الأزمات والكوارث في إنشاء غرفة عمليات في مبنى الإمارة، تستخدم كمركز مؤقت للتواصل مع القطاعات من طريق شبكة الراديو اللاسلكية، واستخدام الطائرة العمودية وكاميرات ثابتة في بعض المواقع لنقل الصور.

واستعرض الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، في اجتماع بمقر الإمارة، أول من أمس، تقريرا عن مركز إدارة الكوارث والأزمات في المنطقة بعد 63 يوما على توقيع عقد إنشائه، إذ تم إنجاز 40 في المائة من المركز، شملت التصاميم الهندسية والإنشاءات المادية.

وأعلنت إدارة الدفاع المدني استعدادتها المادية والبشرية لمواجهة موسم الأمطار الحالي، وأكدت شركة المياه الوطنية استعدادها التام والكامل وجاهزيتها لدعم كل الجهات المشاركة في حالات الطوارئ.

من جهتها قدمت أمانة محافظة جدة عرضا مفصلا للمراحل المنجزة من مشروعي سدي حيي أم الخير والسامر، إضافة إلى مواقع مراكز الإسناد والطوارئ الـ16، وخطتها لمواجهة حالات الأمطار والسيول في الموسم المقبل.

وأكد أمين محافظة جدة، الدكتور هاني أبو رأس، أن المشاريع تسير بحسب الخطة الزمنية المجدولة، ومن المتوقع أن تنتهي خلال الفترة المقبلة قبل موسم الأمطار الحالي.