مسرحية سعودية تربط أزمة الخادمات بـ«جشع النساء»

القائمون على المسرحية: نقدم رسائل توجيهية بقالب كوميدي

TT

مع تصاعد أزمة العاملات المنزليات في السعودية، وتوقف استقدامهن من بعض دول شرق آسيا ومعاناة الأسر السعودية من هرب العاملات المستمر، تقدم فرقة مسرحية نسائية سعودية الوجه الآخر للقصة عبر مسرحية تقوم على فكرة نقدية لممارسات المجتمع السعودي تجاه عاملات المنازل، وتضع مسؤولية استغلالهن وهربهن على أكتاف السيدة السعودية الجشعة.

تصور المسرحية التي تتلقى دعما من وزارة الثقافة والإعلام، التي جرى عرضها مساء أمس على مسرح جمعية الثقافة والفنون، جشع سيدة سعودية تستغل العاملات بشتى الصور، ففي النهار تؤجرهن للعمل لدى الأسر التي تحتاج إلى عاملات، وفي الليل تستغلهن في إقامة الحفلات الفنية في الأعراس كفنانات.

القائمون على المسرحية يؤكدون على أنهم يقدمون قضايا المجتمع السعودي من خلال الكوميديا، حيث تقول بطلة المسرحية سارة الجابر إن تفاعل الجمهور كان رائعا خلال العروض السابقة.

يقول عبد الله الجريان مدير الإنتاج في مؤسسة «الكاميرا» التي تولت إنتاج المسرحية، إن عرض المسرحية في المنطقة الشرقية واجه بعض العقبات البيروقراطية إلا أن التصريح الذي حصلت عليه الفرقة من إمارة الشرقية سهل في عرض المسرحية في المنطقة الشرقية.

المسرحية التي تصل مدة عرضها إلى ساعة ونصف الساعة وتتكون من فصل واحد وديكور واحد، أجمع كل القائمين عليها أن مشكلة المسرح النسائي ليست ثقافية فالسيدات السعوديات يتعطشن للعروض المسرحية التي تتفق مع عادات وتقاليد المجتمع، ولكن المكان يبقى العائق الحقيقي أمام نمو الحركة المسرحية النسائية السعودية.

فيما يقول مهدي البقمي مخرج المسرحية ورئيس الفرقة المسرحية، إن هناك تعطشا لدى السيدات لحضور المسرحيات، ويضيف «نقدم للجمهور مسرحيات تلامس الواقع، بطريقة كوميدية»، ويقول «الهدف إيصال رسالة أو عدة رسائل توجيهية، من خلال الفن المسرحي».

المسرحية التي قدمت إلى الآن سبعة عروض مسرحية في كل من الرياض والدمام، يتوقع لها أن تستمر في تقديم العرض في حائل ومناطق أخرى سيجري الترتيب لتقديم عرض المسرحية فيها.

يقول مخرج المسرحية إن الجمهور النسائي كان مهمشا لفترة طويلة، إلا أن فعاليات العيد التي نشطت في تنظيمها أمانة مدينة الرياض خلقت هامشا من الحرية، للبدء في توجيه الترفيه للصغار والنساء.

ويشير إلى أن فكرة المسرح النسائي قد تكون جديدة على المجتمع السعودي، مع تأكيده على أن المسرح بشكل عام جديد على الثقافة السعودية ولا توجد صناعة مسرحية كبيرة في السعودية إلا أن المسرح النسائي، والكلام للبقمي، ثبت أقدامه ونجح في تخطي كثير من العقبات، حيث يقوم على المسرحية فريق نسائي بالكامل من حيث الإخراج التنفيذي والإضاءة والصوت، كما يقول البقمي، حيث يؤكد أن الفرقة المسرحية تحترم العادات والتقاليد السعودية التي تمنع أي نوع من الاختلاط، ويضيف «هذا الوضع أوجد حاجة إلى أن تتولى الفتيات السعوديات هذه المهام، ونجحت الفرق المسرحية النسائية في تدريب عدد من الفتيات لتولي هذه المهام، لكي تخرج المسرحية بالصورة التي يتوقعها الجمهور».

ويشدد «نحن كفنانين ومهتمين بالمسرح نسعى إلى تثبيت المسرح النسائي بنسخته التي تتطابق مع عاداتنا وتقاليدنا».

ويعتقد البقمي أن البدايات لمسرح نسائي حقيقي كانت في العامين الأخيرين، حيث بدأ هناك توجه لإنشاء فرق مسرحية نسائية، محيلا هذا التوجه إلى وفرة الجمهور وضيق ومحدودية وسائل الترفيه لدى الأسر السعودية.

وبالعودة إلى الفنانة سارة الجابر، فإنها تقول إن المسرح بشكل عام مهمل في السعودية، فيما تشير إلى أن العروض المسرحية النسائية بشكل خاص تقدم في مواقع بعيدة عن الأحياء السكنية مما يوجد قطيعة بين هذه العروض وبين كثير من الجمهور المستهدف، وتضيف «قبل نحو 8 سنوات كنت أقيم عروضا مسرحية في المجمعات التجارية، عبارة عن خيمة وكراسي للسيدات وأقدم العرض المسرحي، وكان تفاعل الجمهور معي كبيرا وكان الجمهور كبيرا، الآن ومع دعم العروض النسائية إلا أن إبعاد هذه العروض عن الأحياء يقلل من فرص نجاحها جماهيريا».