ألزمت وزارة الحج هذا العام حجاج الدول العربية التي تعيش حاليا اضطرابات سياسية على خلفية ثورات شعوبها السياسية، بالتوقيع على محاضر توصيات أعدتها الوزارة، من أجل ضمان نجاح موسم حج هذا العام.
وقال الدكتور فؤاد الفارسي وزير الحج خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «وصلت وفود حجاج كل الدول التي شهدت تغييرات في أنظمتها إلى السعودية، حيث كان آخرها ليبيا، أول من أمس، وقد وقعت تلك الوفود مع وزارة الحج على محاضر توصيات سيتم بمقتضاها التزامهم بكل التعليمات لنجاح هذا الموسم»، مؤكدا أنه، وبناء على النص القرآني، فإنه لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.
جاء ذلك على هامش ورشة العمل السادسة لتنظيم وإدارة رمي الجمرات لموسم حج هذا العام، التي عقدت، صباح أمس (الخميس) في فندق «هيلتون جدة»، حيث توقع فيها وزير الحج أن يصل عدد حجاج الخارج لهذا العام إلى 1.8 مليون حاج، إلى جانب حجاج الداخل ممن يحملون تراخيص رسمية، غير أنه لم يفصح عن عددهم.
وأكد في كلمة ألقاها خلال افتتاح ورشة العمل على وجود تنسيق وصفه بـ«المحكم والقوي» بين كل من وزارة الحج، وأكثر من 17 جهة ذات علاقة بذلك، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مسألة النجاح في إدارة الحشود البشرية ترتبط بالدرجة الأولى، بقدر ما يتم من تفعيل لأحكام عمليات التفويج وما يلزمها من استعدادات ذات أبعاد مختلفة ومرونة ومتابعة ومراقبة وانتظام وإشراف وتنسيق لتحقيق التكامل.
وفي سؤال عن شركات الحج المخالفة، التي عادة ما ينتج عنها تكدس الحجاج في صالات مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، رد وزير الحج قائلا: «إن ذلك يدخل ضمن مسؤوليات الهيئة العامة للطيران المدني، التي تتعاقد مع تلك الشركات وتلزمها بدفع مبالغ للتأمين، وفي حال مخالفة أي شركة منها، فإن الهيئة تعمل على تسفير حجاجها أو إسكانهم في فنادق من مبلغ التأمين الخاص بالشركة المخالفة»، موضحا أن كافة الأمور منضبطة من ناحية الهيئة العامة للطيران المدني.
وطالب الدكتور فؤاد الفارسي شركات الحج بتخصيص نسب معينة للحج منخفض التكلفة، وذلك بهدف مساعدة الناس من ذوي الدخل المنخفض في تأدية تلك الفريضة، مضيفا: «ثمة شركات للحج بادرت بنفسها من أجل تقديم حج منخفض التكلفة، ومثل هذه الشركات عادة ما تحصل على امتيازات من قبل الوزارة والمتعلقة بالسماح لها بزيادة عدد حجاجها».