«الشؤون البلدية»: هيئة كبار العلماء تدرس إنشاء دور إسكانية بمنى توكل لوزارة الحج

وزارة الحج لـ «الشرق الأوسط»: عدد تأشيرات الحجاج الإيرانيين لن يتناقص

مخيمات إسكان الحجاج بمنى التي سيتم نقل ساكنيها الحجاج بقطار المشاعر
TT

نفى مسؤول رفيع في وزارة الحج أن تؤثر الأحداث السياسية على عدد القادمين لأداء الحج من الإيرانيين، بعد أن تم اعتماد أعداد الحجاج، مسبقا. وقال حاتم قاضي، وكيل وزارة الحج لـ«الشرق الأوسط»، إن «عدد التأشيرات كما هو، سواء لإيران أو أي دولة أخرى، وسيأتون وفق جدولة محددة عبر منافذ السعودية بمختلف أنواعها، وحاليا وصل عدد الحجاج القادمين إلى أكثر من 800 ألف حاج وحاجة». جاء ذلك خلال ترؤسه ختام الورشة التعريفية السادسة لجدولة وإدارة رمي الجمرات لموسم حج هذا العام، والتي عرض فيها خطة الجهات الحكومية ذات العلاقة في تنظيم وتفويج الحجاج.

وحول ما يتردد بشأن وجود تعامل خاص لحجاج البر والقادمين من الشيشان ودول القوقاز، أشار حاتم قاضي، لـ«الشرق الوسط»، إلى أنه لا يوجد تعامل وتمايز بين الحجاج، وجميع الحجاج تتم خدمتهم، حتى يؤدوا فريضة الحج على أكل وجه. ويأتي ذلك في وقت من المتوقع أن يسجل فيه قطار المشاعر رقما قياسيا عالميا، بسعة نقل 72 ألف مسافر في الساعة، وهو رقم يتوقع أن يسجل كأعلى معدل لنقل الركاب في العالم.

وكشف زين العابدين، وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية والمشرف العام على المشروعات التطويرية المركزية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، لـ«الشرق الأوسط»، عن دراسة تعرض على هيئة كبار العلماء لمشروع إنشاء مدينة على سفوح جبال منى، لإنشاء خيام بتصميمات مختلفة، والمتوقع أن يتم تنفيذه بعد اعتماده والموافقة عليه بعد موسم حج هذا العام.

وحول ما إذا كان هذا المشروع سيسلم للقطاع الخاص قال زين العابدين إن المشروع سيوكل لوزارة الحج، لراحة واستيعاب أعداد من الحجيج. وبين خلال مؤتمر صحافي أن قطار المشاعر سيعمل في حج هذا العام بطاقة استيعابية كبيرة، ومن المتوقع أن يخدم 410 آلاف حاج في رحلة الحج الكاملة، والمرتبطة بين المخيمات والجمرات، لتمتد خدمات القطار مستقبلا ليرتبط بالحرم المكي الشريف، كاشفا أن إدارته وفرت 100 عربة غولف لخدمة المعاقين وكبار السن في التنقل داخل المشاعر المقدسة.

وشهدت فعاليات الورشة اهتماما كبيرا بتوقعات الأرصاد الجوية إلى جانب توقعات عدد من المراصد الجوية العالمية عن احتمال هطول أمطار بالمشاعر المقدسة، حيث عرض في الجلسات استعداد الجهات الحكومية، خاصة إدارة الدفاع المدني، وخطتها لإخلاء الحجاج. ويشكل هذا الأمر مخاطر كبيرة في منطقة المشاعر المقدسة لأسباب ترجع إلى الطبيعة الجيولوجية والطبوغرافية للمنطقة التي تسهم في زيادة أخطار السيول، وكثرة الأودية والشعاب التي تمر عبر المنطقة وضخامة الطاقة الاستيعابية، وطبيعة الأمطار الموسمية التي تتميز بمعدلات هطول عالية في وقت قصير، وآخرها التغيير في الأحوال المناخية للسنوات الأخيرة، حيث أصبحت المنطقة تشهد معدلات هطول أمطار لم تسجل من قبل.

وتم التذكير خلال الورشة بالأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة المشاعر المقدسة خلال عام 1425هـ، وما نتج عنها من أضرار بسبب ضعف الطاقة الاستيعابية لشبكة تصريف السيول بمشعر منى في ذلك الوقت، مما تطلب إعادة تقييم الشبكة، ورفع طاقتها لاستيعاب كميات المياه الناتجة عن معدلات هطول الأمطار العالية التي أصبحت تشهدها المشاعر المقدسة مؤخرا، وذلك من خلال مرحلتين على النحو التالي.. أولا: إنشاء سدود لتجميع المياه وصرفها خارج مشعر منى بواسطة قنوات وأنفاق، إضافة لتدعيم عبارة وادي محسر ومعالجة النقاط الحرجة بمشعري منى ومزدلفة، بينما شملت المرحلة الثانية تدعيم وتكبير باقي شبكة منى التي لم تشملها المرحلة الأولى.

وذكر العميد عبد الله الغماش، من إدارة الدفاع المدني، المناطق المحتمل هطول أمطار غزيرة بها في منطقة منى، وهي منطقة مجر الكبش، وطريق الملك فهد أسفل جسر الملك خالد، وامتداد وادي محسر حتى طريق المشاة، وأسفل جسر الملك عبد الله، وطريق المشاة بين طريق الملك فيصل وبداية مشعر منى، ومنطقة الشعيب الغربي، والشارع الممتد من الشعيب الغربي بمحاذاة مسجد حجاج البر من الجهة الشمالية حتى التقاء طريق الملك فهد مع وادي محسر.

بينما قال العميد الغماش إن المناطق المحتمل تأثرها في العاصمة المقدسة هي منطقة أم الجود، ومنطقة أجياد مدخل بئر بليلة، ومنطقة كوبري المطبعة، ومنطقة الكعكية، ومنطقة شارع الحج، ومنطقة المغمس، ومدخل الغسالة، ومنطقة كدي بجانب عبارة الجاد.

واستعرض الغماش خطة إدارة الدفاع المدني لمواجهة الأمطار والسيول وخطة الإخلاء في المشاعر المقدسة بالاستعداد الدائم من قبل المسؤولين في مجموعة الخدمة الميدانية وشركات ومؤسسات حجاج الداخل حال وصول التحذيرات الأولية وفق التسلسل الآتي: مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، المديرية العامة للدفاع المدني، مندوب وزارة الحج لدى الدفاع المدني، مركز الطوارئ والسلامة، مسؤولو وحدات الطوارئ بمؤسسات الطوافة وعمليات حجاج الداخل، مجموعات الخدمة الميدانية وحجاج الداخل وذلك وفق متطلبات لكل جهة تبدأ منذ وصول الحجيج إلى المشاعر المقدسة وتقدم لهم، حيث تتم توعية الحجاج في وقت مبكر بمخاطر الأمطار والسيول عن طريق الإذاعة الداخلية للمخيم وتوضيح آلية الإخلاء، والإنذار المبكر للحجاج وإعلامهم باحتمال قدوم الخطر والاستعداد لعملية الإخلاء، وتهيئة رجال السلامة والحراسات بالمخيم لمباشرة عملية الإخلاء بواسطة مسؤولي مجموعات الخدمة الميدانية وشركات ومؤسسات حجاج الداخل، مع عمل مخارج الطوارئ حسب ما ورد في كتيب تعليمات السلامة الصادر من المديرية العامة للدفاع المدني بحيث تتسع للحجاج عند تنفيذ عمليات الإخلاء بمشعر عرفات، والتأكيد على الأخذ في الاعتبار إسكان ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء وكبار السن والأطفال في الخيام القريبة من مخارج المخيم، والتأكيد على منفذي الإخلاء أن يراعوا ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء وكبار السن والأطفال عند الإخلاء. ويجب أن يبدأ الإخلاء بالمجموعات القريبة من مخارج المخيم، والتوجه بالحجاج للمناطق الآمنة داخل المخيم، واتباع أقرب وأسلم الطرق المؤدية إليها، والإشراف على تصعيدهم بوسائط النقل المفترض وجودها أو وصولها لنقاط التجمع، وإرشاد الحجاج الذين يتم إخلاؤهم إلى وسائط النقل والإشراف عليهم بعد وصولهم لمنطقة الإيواء، وفي حالة إعادة الأوضاع إلى المخيمات فيمكن إعادة الحجاج إليها وإلا يتم توجيههم إلى مساكنهم بمكة المكرمة، أما حجاج الداخل فيبقون في مواقع الإيواء، وأن تتولى فرق الدفاع المدني نقل الحجاج المتضررين إلى مواقع الإيواء.

وذكر الغماش جهود إدارة الدفاع المدني في تنظيم وتحديد أنظمة السلامة بمشروع إسكان الحج، من خلال توفير نظام الإطفاء التلقائي، وعدد رشاشات إطفاء الحريق داخل الخيام 170 ألف رشاش، مع توفير أنظمة الإطفاء اليدوية، وعدد طفايات الحريق اليدوية 130 ألف طفاية، إضافة إلى 8200 بكرة خراطيم إطفاء. وتوفير مآخذ المياه الخاصة بإطفاء الحريق في الشوارع المحيطة بالمخيمات توفير الممرات ومخارج الطوارئ وبمساحات تتناسب والطاقة الاستيعابية لكل مخيم.

واستعرض الغماش إجراءات السلامة خارج إسكان الحجاج، من خلال مسح الطرق والشوارع والأنفاق التي يسلكها الحجاج بهدف التعامل الفوري مع ما يلاحظ من مسببات الحوادث، ومنع إغلاق مخارج الطوارئ بالمباسط لمراقبة سلامة انتقال الحجاج للجمرات وعند عودتهم منها بهدف استشعار الخطر قبل حدوثه والإبلاغ عن الحالات التي تلاحظ لتتولى الجهات المعنية التعامل معها بشكل مبكر، ومتابعة المحلات والمطاعم والأنشطة الأخرى المختلفة التي يرتادها الحجاج أو يمرون بقربها وإخضاعها للإشراف الوقائي من خلال تأمين متطلبات السلامة والتقليل من فرص وقوع الحوادث فيها، ومتابعة المباسط والأنشطة الأخرى المتنقلة ومعالجة ما يتعارض مع السلامة العامة.

بينما عرضت إدارة الدفاع المدني خطة السلامة في الجمرات، حيث وفرت بمنشأة الجمرات أنظمة الإنذار والمكافحة، حيث تتم مراقبة السلالم والمصاعد الكهربائية بشكل مستمر من قبل رجال السلامة في الدفاع المدني، مع تكثيف المسح المستمر لكل مرافق منشأة الجمرات بهدف إزالة مسببات الخطر بمختلف أشكالها. وتقوم قوة الدفاع المدني بمنشأة الجمرات بالاستعداد والتهيؤ لمواجهة أي حالة من حالات الطوارئ، وتعمل على تسخير كل الإمكانيات البشرية والآلية التي تتناسب مع حجم الحدث وتنسيق الجهود مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بما يحقق التدخل الإيجابي، كما تتولى التدخل الفوري لإنقاذ الحالات الفردية ونقلها للمراكز الصحية والتنسيق في إقامة منطقة الفرز الطبي مع الشؤون الصحية وتقديم الخدمات الممكنة للحجاج بما يحقق لهم السلامة.

أما في ما يتعلق بنقل الحجاج داخل المشاعر المقدسة، فقد استعرضت الجهات ذات العلاقة والتي تشمل كلا من وزارت الحج والداخلية والشؤون البلدية، الإجراءات المنتظرة في هذا الصدد، وتضمنت تشغيل مشروع قطار المشاعر المقدسة بطاقة تبلغ نحو 30 في المائة، من الطاقة الاستعابية القصوى المتوقعة، لنقل حجاج الداخل وحجاج الدول العربية وحجاج جنوب آسيا وحجاج مسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا، وتشمل شبكة النقل ثلاثة خطوط من القطارات من منى إلى عرفات ومن عرفات إلى مزدلفة ومنى ومستقبلا إلى الحرم لحل مشكلة النقل من وإلى المشاعر.