بعد شهرين من العمل المضني.. الكساد يضرب محلات تفصيل الثياب الرجالية

الزبائن صاروا أقل من الخمس.. والمحلات الكبيرة الأقدر على التعويض

TT

بعد مرور شهرين من العمل المضني والمتواصل، كان قد فرضه موسما عيد الفطر والعودة إلى المدارس، شهدت محلات ومشاغل تفصيل الثياب الرجالية في السعودية موسما كاسدا وراكدا خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

ويأتي هذا الركود مع انتهاء موسم عيد الفطر السعيد الذي وافق بداية الشهر، وكذلك بداية العام الدراسي الجديد، إذ انخفضت مبيعات الثياب في تلك الفترة إلى أقل من 20 في المائة مما كانت عليه خلال أغسطس (آب) ويوليو (تموز) الماضيين.

وأشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الله بن عبده الغيثي، مدير محلات لخياطة الثياب الرجالية، إلى أن محله والمحلات الأخرى تتكبد سنويا الكثير من الخسارة في مثل هذه الأيام، قائلا: «لقد كان لدينا في السابق موسمان رئيسيان هما موسما عيد الفطر وموسم بداية العام الدراسي، لكن بدايتهما في نفس التوقيت تقريبا، تسبب في خسارة موسم مهم».

وبين الغيثي أنه، وعلى الرغم من ذلك، فإن بإمكان من لديه عدد كبير من العمالة والخياطين أن يعوضوا تلك الخسارة، لكن المشكلة تتفاقم كثيرا عند الذين ليست لديهم عمالة كثيرة، إذ يضطرون أثناء رمضان وشعبان من كل عام أن يردوا كثيرا من زبائنهم لعدم تمكنهم من إنهاء خياطة وتطريز ثيابهم قبل العيد.

تركي محمد يحيى، أحد الأشخاص الذين توجهوا لمحل خياطة في مكة المكرمة الأسبوع الماضي، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يذهب في العادة لمحلات تفصيل الثياب في هذا الوقت من كل عام حتى يحصل على جودة أعلى في تفصيلها، بدلا من أوقات الازدحام التي تسبق هذا الوقت.

ومن جهته، نفى عادل عبد الله، الذي يعمل إلى جوار والده الخياط منذ أكثر من 30 عاما، أن تكون الثياب المجهزة بعد موسم العيد أكثر جودة، موضحا بقوله: «الأخطاء تقل عند تجهيز الثياب بسبب انعدام الضغط والازدحام الذي يسبق عيد الفطر من كل عام».

وذكر عادل أن الفترة التي تعقب شهر رمضان، تكون في الغالب مخصصة للناس الذين يريدون تعديل ثيابهم القديمة أو شراء بعض الحاجيات المختلفة، وتكون فرصة للعاملين في ورش الخياطة لأخذ إجازة والسفر لبلدانهم.

لكن عادل استدرك أن الشهرين الماضيين شهدا عددا لا بأس به من حفلات الزفاف التي يضطر الكثير من العرسان وأقاربهم لتفصيل ثياب جديدة من أجل تلك المناسبة، بالإضافة إلى عدد قليل ممن لا يكررون نفس ثياب عيد الفطر في عيد الأضحى.